ريشار حرفوش

لبنانيون في طريقهم الى بيروت بعدما نجوا من الموت في تركيا

بعد انتشاله حيّاً من تحت الأنقاض... باسل حبقوق لموقعنا: تجربة صعبة لا أتمنّاها لأحد وأنتظر خروج الياس الحداد

8 شباط 2023

المصدر: نداء الوطن

21 : 43

حمل اليوم الثالث من الكارثة التي ألمّت بتركيا وسوريا، خبراً سعيداً بالنسبة لعائلة الشاب اللبناني باسل حبقوق، ابن بلدة مغدوشة، الذي انتشلته فرق الإنقاذ حيّاً من تحت ركام فندق سوّي بالأرض على رؤوس النزلاء في أنطاكيا التركية، جرّاء الزلزال المدمّر الذي ضرب ساحل المتوسط فجر الاثنين الماضي.



باسل خلال حديثه مع "نداء الوطن"



باسل روى لموقع "نداء الوطن" الإلكتروني تفاصيل الأيّام الصعبة التي أمضاها تحت الركام بانتظار انتشاله، وهو اليوم يترقّب إنقاذ صديقه الياس الحداد ولبنانيين آخرين كانوا في الفندق نفسه.


باسل أكّد أنه اليوم بصحّة جيّدة جدّاً رغم جروحه الطفيفة. وعن التجربة المرّة التي عاشها قال: "شعور صعب جدّاً لا أتمنّاه لأحد. كنت محتجزاً تحت الأنقاض ولا أستطيع أن أتحرك وبملابس النوم وسط برد قارس".





اول صورة لباسل بعد انتشاله اليوم


عن يوم الزلزال يروي باسل أنّه كان ينزل مع الياس في غرفة واحدة في الفندق، وعندما شعرا بالهزّة فجراً، تركا كل أغراضهما وهواتفهما في الغرفة، وحاولا أن يغادرا على وجه السرعة، ولكن انهيار المبنى على رؤوس من فيه، حال دون تمكّنهما من الخروج.




صورة تجمع الياس وباسل


يتابع باسل حبقوق: "في اليوم الأول كنت أتحدّث على مدار الساعة مع الياس من تحت الركام كي أطمئن عليه. ولكن في المساء لم أعد أتمكن من التواصل معه. وأنا اليوم رغم انقاذي لن اغادر تركيا قبل أن اعرف مصير الياس. واتوقّع ان نسمع اخباراً ايجابية عنه يوم غد لأن اعمال البحث توقّفت الليلة على أن تستأنف صباحاً".


وبانتظار الاطمئنان على مصير اللبنانيين الذين لا يزالون في عداد المفقودين تحت الأنقاض، معاناة أخرى انتهت بالنسبة لثلاثة ناشطين لبنانيين، هم فرح أبو السل وعماد بزي وريم السحمراني، الذين كانوا محتجزين في غازي عنتاب التركية بعد نجاتهم بأعجوبة من الزلزال، فبقيوا لثلاثة أيام وليالٍ في الشوارع، ووجهوا أكثر من نداء استغاثة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.




صورة لفرح على متن الطائرة



فرح أكدت في حديث لموقعنا أنها "توجهت الى المطار لوحدها من دون أي مساعدة من الداخل التركيّ".




صورة لفرح أبو السل من مركز الايواء في غازي عنتاب


وأضافت: "شقيقي حجز لي تذكرة السفر الى إسطنبول ومنها الى لبنان، وسط صعوبة كبيرة لإيجاد رحلات من منطقة غازي عنتاب، نظراً لخطورة الوضع".


وتابعت فرح: "السفارة اللبنانية في تركيا كانت على تواصل دائم معنا للاطمئنان على صحتنا، وحاولت مراراً المساعدة، لكن للأسف لا يندرج موضوع الإخلاء والإجلاء في نطاق صلاحياتها كسفارة".



صورة لفرح أبو السل من مركز الايواء في غازي عنتاب


وختمت: "توجهت سيراً على الأقدام نحو المطار، وكان موعد إقلاع الطائرة عند الساعة الحادية عشرة من مساء أمس الثلثاء، لكنها أقلعت عند السادسة من صباح اليوم التالي نتيجة التأخيرات اللوجستية في المطارات، وهذه احدى تداعيات الزلزال".


أمّا ريم وعماد فغادرا غازي عنتاب بسيارتهما الخاصة باتجاه أضنة ومنها الى العاصمة اللبنانية بيروت.


وقد طمأن عماد عبر موقعنا أنّه سيبقى في لبنان ليومين كاستراحة محارب من المعاناة التي عاشها، ولكنّه سيعود أدراجه الى تركيا بعد يومين للمشاركة، في إطار عمله مع احدى الجمعيات الإنسانية، في برنامج إغاثي يعنى بالاهتمام بالصحة النفسية للأطفال المتضررين في الولايات التركية المنكوبة.


وتحدّث عماد عن الرحلة الشاقة من غازي عنتاب الى أضنة، حيث استمرّت خمس ساعات ونصف الساعة علماً أنها في الأيام العادية لا تحتاج أكثر من ساعتين برّاً. 


أما السفير اللبناني في تركيا، غسان معلّم فقال لموقع "نداء الوطن": "هناك لبنانيان حصراً تحت الأنقاض في تركيا بحسب لائحة الأسماء التي تبلغت بها السفارة التركية في أنقرة".


وتابع: "إذا كان الوضع الصحي للبنانيين الذين تم إنقاذهم من تحت الإنقاض يسمح لهم بمغادرة الأراضي التركية بشكلٍ مباشر من دون متابعة صحيّة ستساعدهم السفارة في اجراءات السفر، وإذا كان وضعهم الصحي لا يسمح بالمغادرة المباشرة سيبقون في تركيا حتى تلقي العلاج الطبيّ". 



MISS 3