طوني فرنسيس

بلحاج و"ذي غارديان" وأفضل وزير في العالم

16 شباط 2023

02 : 00

الوضع في لبنان يقضّ مضجع فريد بلحاج نائب رئيس البنك الدولي لشؤون الشرق الأوسط، ويقضّ مضجع البنك والمؤسسات الدولية المماثلة ويؤرق قادة الدول الصديقة التي التقت قبل أيام في باريس للبحث في سبل إخراجه من الكابوس... لكنّ وضع لبنان لا يؤثّر في العصبة التي تتسلط عليه، فهذه الشلّة لم يعد لها علاقة بالمسؤولية عن دولة ووطن وشعب. لقد تأكد دورها في شكل نهائي كمجموعة لا تزال تنهش في الدولة، البقرة الحلوب كما أسماها يوماً، وعن خبرة واطّلاع، الرئيس الراحل الياس الهراوي.

قبل التصريح الأخير لمسؤول البنك الدولي، قدّمت صحيفة «ذي غارديان» البريطانية وصفاً للحالة اللبنانية يجدر به جعل «النخبة» المتسلّطة تعتزل السلطة أو تدخل السجن طوعاً. قالت الصحيفة إنّ الشعب اللبناني «تعرّض للخيانة»، فساد النخبة السياسية والمالية وشهوتها إلى السلطة وعدم كفاءتها دفعت البلد المضطرب إلى الهاوية.

واستناداً إلى معطيات البنك الدولي تؤكد الصحيفة أنّ الانهيار في لبنان هو أحد «أكثر الانهيارات خطورة على المستوى الدولي منذ خمسينات القرن التاسع عشر... وقد أطلق عليها البنك إسم الكساد المتعمّد». بين الكساد والفساد فارق ضئيل، وحرفٌ واحد يثبت التوصيف ولا يلغيه. هذا الكساد «دبّرته النخبة، التي طالما استولت على الدولة وعاشت من ريعها، بينما يتحمل الفقراء والطبقة الوسطى عبء الأزمة».

أدار هؤلاء من القمة «مخطط بونزي عملاقاً» ثم نسفوا المرفأ والتحقيق في كارثته، و»لا يمكنهم الاتفاق على رئيس، ويبدو أنّه لا احتمال لموافقتهم على الاصلاح، الذي يرونه تنازلاً عن السلطة والامتيازات، وكثير منهم من أمراء الحرب الذين يشعرون بقدرتهم على الاثراء حتى لو انزلق لبنان إلى الصراع مرة أخرى»!

تخلص «ذي غارديان» إلى استحالة التغيير في لبنان في وقت يؤكد حكّامه صحة هذا الاستنتاج. فهم لا يريدون التغيير بالتأكيد، لكنهم لا يقومون بأدنى الواجبات اليومية، وأقلها تعبئة الفراغ في رئاسة الجمهورية.

اختار بلحاج مناسبة مشاركته في القمة العالمية السادسة للحكومات المنعقدة في دبي للإدلاء بتصريحاته التي وصلت إلى 10 آلاف مشارك دولي يبحثون في مسؤوليات حكومات المستقبل. وفي هذا المؤتمر جرى اختيار وتكريم وزير التعليم الأساسي والثانوي في سيراليون كأفضل وزير في العالم لمساهمته في تعميم الابتكار والأبحاث في التعليم والعمل الاجتماعي.

في أي اجتماع آخر كانت القمم العالمية ستخص لبنان بجائزة أسوأ حُكم في العالم، وهذه خطوة لا تنتظر الّا تسوية بعض الشكليات، فقد قال العالم رأيه ولم نعد نسمع الّا تكراراً لأحكامٍ صادرة.


MISS 3