مايا الخوري

طارق أنّيش: نتكاتف للإستمرار في هذه الظروف الصعبة

20 شباط 2023

02 : 01

إنطلق الممثل طارق أنّيش من المسرح الكوميدي والتراجيدي إلى عالم الدراما الذي سجّل فيه عدداً من النجاحات التي مهّدت له طريق البطولة نحو مسلسل "أسماء من الماضي"(إنتاج وإخراج إيلي سمير معلوف، قصة وسيناريو وحوار، زينة عبدالرازق) .

أنيش الذي يتحضّر لمسرحية كوميدية جديدة ومسلسل رمضاني يتحدث إلى "نداء الوطن".



كيف تصف شخصية مازن في مسلسل "أسماء من الماضي"؟

إنها من أجمل الشخصيات التي كُتبت لممثل، لأن "مازن" يجمع كل الصفات الجميلة التي يمكن أن يتميّز بها شاب في مقتبل العمر، هو شجاع وقويّ وعنفوانيّ ونزيه، وفي الوقت نفسه حسّاس ورقيق لديه غيرة تجاه من يحبّ في عائلته والمقربّين منه.

يواجه "مــــازن" ضغوطاً ومسؤوليات كثيرة في الحـــــبّ والعمل والعائلة، يعالجها كرجل شرقي بامتياز، هـــــــل تتمثّل به؟

تختلف شخصيّتانا في الحقيقة لأنني أميل إلى تدوير الزوايا وإيجاد الحلول الحبّية، ملتزماً أسس التسامح والمحبّة، متجنّباً المشاكل قدر الإمكان، فيما يواجه مازن مباشرة بطريقة صدامية وعنيفة عن حقّ وليس عن باطل. لذلك أحببت هذه الشخصية التي وجدت فيها مزايا غير متوفرة لديّ. أمّا بالنسبة إلى تخلّيه عن حبيبته بسبب التهديدات التي تلقّتها، فهذا دليل على شهامته وترفّعه عن الأنانية. لا أدري ما إذا كنت قادراً على اتخاذ القرار نفسه، لكنني ربما أتمسّك بحبيبتي أكثر.

نعيش ظروفاً إقتصادية إستثنائية، كيف تتأقلمون مع هذه التحدّيات المعيشية لتأمين الإستمرارية؟

نحاول الصمود ككلّ اللبنانيين الذين إحتُجزت أموالهم في المصارف. نسعى إلى الوقوف بجانب المنتجين الذين يعملون في لبنان فقط، عبر تفهّم معاناتهم في هذه الظروف الصعبة حريصين على ألا نكون متطلّبين كثيراً، خصوصاً أننا نخشى دائماً توقّف التصوير بسبب هذه الأوضاع، لذلك نتكاتف من أجل الإستمرارية.

إنطلاقاً من ذلك، كيف تنفصل عن الضغوط اليومية لأداء دورك من دون تشويش خارجي؟

تقع عملية الفصل في صلب مهنتنا، وهي مطلوبة من الممثل بغض النظر عن الظروف الإقتصادية المحيطة به، لأنه قد يواجه مشكلات عائلية أو عاطفية أو حالات وفاة أيضاً ممكن أن تؤثر فيه خصوصاً في المسرح. نتّبع نوعاً من التمارين في مدارس التمثيل والمحترفات التي تساعدنا على وضع أنفسنا في دائرة تُنسينا المشكلات لفترة زمنية محددة، إلى حين تأدية الدور المطلوب منّا. قد لا ينجح هذا الأمر دائماً خصوصاً عند وجود صدمات أقوى بكثير من القدرة على التخلص منها أو عزل النفس عنها، وقد يقع الممثل بسببها في اكتئاب يصعب الخروج منه لسنين طويلة. مع الإشارة إلى المشكلات النفسية أيضاً. ولكن، عندما يعتاد إجراء تمارين الفصل، يصبح قادراً على الإنتقال من حال إلى أخرى.

يتحدّث ممثلون عن تضحيات من أجل لقمة العيش والإستمرار في المهنة فيما اغتنى آخرون وحقّقوا ثروة، كيف تفسّر ذلك؟

عندما يزداد الطلب الجماهيري على الممثل، وتتضاعف شهرته ونجوميته، يُطالب بأجرٍ أعلى، ذلك لأن السوق عبارة عن عرض وطلب، وكلما نَدِرت الأشياء زادت المطالبة بها، فارتفع سعرها. ينطبق هذا المبدأ على سائر المهن أيضاً وليس على التمثيل فحسب.

شاركت في غالبية أعمالك مع المنتج إيلي معلوف، كيف تصف تعاونكما؟

كانت مشاركتي التلفزيونية الأولى في مسلسله "رجل من الماضي" ودوري البطولي المحوري الأول في مسلسل "أسماء من الماضي". حين أقصد مكاتب شركة Phoenix Pictures International أشعر أنني في منزلي وفي أجواء عائلية بامتياز. تعود علاقتي بالأستاذ إيلي معلوف وشقيقه ميشال ومدير مكتبه أنطوان حجل إلى زمن. نسجّل دائماً تجارب ناجحة معاً وتحصد مسلسلاته نسب مشاهدة مرتفعة ذلك لأنه يُحسن إختيار القصة والممثلين، وينفّذ بطريقة جيدة جداً ما يصبّ في مصلحتي، لأنني أعتبر أن أي مشاركة معه هي نجاح.

ما الدور الذي أدّاه المسرح الذي انطلقت منه في مسيرتك المهنية؟

في عام 1996 درست المسرح والتمثيل في محترف التمثيل الحديث مع الأستاذ الراحل منير أبو الدبس المُفْضِل على تكويني الفنّي والشخصي، كونه من الأشخاص النادرين الذين كرّسوا حياتهم لنوع خاص جداً من الفهم الفنّي. أطلّيت أولاً في مسرحية "أوديب الملك" في مهرجانات بيت الدين. برأيي، لا يضيف المسرح إلى التجربة التلفزيونية شيئاً لأن لكل منهما خصوصيّته، إنما يشكّل إضافةً إلى خبرة الممثل، ذلك لأنه تجربة خاصة جميلة جداً ترتكز على الإتصال المباشر مع الجمهور، من دون تقطيع، فيدخل الممثل إلى حال الشخصية ويستمرّ فيها حتى النهاية. إنها متعة وحال إنشادية يصعب الشعور بها في التصوير أمام الكاميرا.

ما الذي يميّز الدراسة في المحترف؟

يدرّس المحترف فنّ التمثيل والمسرح ما يمنح الممثل قوّة إقناع أكثر وحضوراً متماسكاً ومحبّباً غير مُمّل، ما أفاد تجاربي المسرحية والتلفزيونية. لذلك أشجّع من يحبّ التمثيل على متابعة دروسٍ باستمرار، لأننا نرى إستسهالاً في هذا الإطار. صحيح أن التمثيل موهبة إنما ثمة جانب يتعلّق بالخضوع لتمارين معيّنة وممارسة لتحسين الأداء أسوة بأي فنّ آخر كالرسم أو الموسيقى.

هل يختلف مستوى أداء الممثل ما بين الخشبة ووقوفه أمام الكاميرا؟

لا إختلاف في الأداء لأن المنشأ هو نفسه، لكن الممثل يحقّق حالة حضور مختلفة بعد تكوينه في المحترف والدراسة. يتمتع أشخاص بموهبة فطرية وبحضور مسرحي، يجعلهم يتخطون سواهم، إنما يُفضّل تنمية هذه الموهبة من خلال دروسٍ وتمارينٍ لأداء أفضل. أمّا بالنسبة إلى الإختلاف التقني ما بين الإثنين، فيحتاج المسرح إلى تقنية تساعد الممثل على نشر صوته في الصالة من دون صراخٍ أو زعيق، بينما لا يحتاج التصوير أمام الكاميرا إلى ذلك. كما يستخدم الممثل جسمه أكثر على المسرح، لذا يجب إتقان كيفية السيطرة عليه وتطويعه بينما تحتاج الكاميرا إلى التحكّم أكثر بتعابير الوجه.

قدّمت شخصيات كوميدية على المسرح، فيما إقتصرت أدوارك التلفزيونية على التراجيديا، ما السبب؟

قدّمت أدواراً كوميدية وتراجيدية على المسرح إنما بقيت تجاربي الكوميدية نادرة على التلفزيون مقتصرة على مشاركتي في "ليلة عيد" مع بيتر سمعان وريتا برصونا وفي "عيلة عا فرد ميلة" مع كارين رزق الله وفادي شربل، في مقابل عروض درامية باستمرار. من الصعب كتابة الكوميديا التي ترتكز على السخرية ممّا يحيط بنا، وتتطّلب توافر روحٍ محرّكة للمخيّلة، فيما من السهل إبتكار الدراما المحيطة بنا من كل جانب.

ما تفاصيل أدوارك المقبلة؟

أتعاون مع شركة "مروى غروب" في مسلسل رمضاني تحت عنوان "بيرلا" بدور "خليل" الذي يخون زوجته والمتاجر بالسلاح. إضافة إلى مسرحية "حبيبة قلبي إنتي" الكوميدية مع لوسيان بو رجيلي التي تدور أحداثها حول محاولة استغلال "نائب" فاسد لفتاة.

MISS 3