فاجأ الرئيس الروحيّ لطائفة الموحدين الدّروز الشيخ أبو يوسف أمين الصايغ صباح أمس الأحد، هيئات الطائفة الروحيّة والزمنيّة بتجديد المرجعيّات الدينيّة، وذلك «بتتويج» أربعة من المشايخ ليصبحوا مرجعيّات في مناطقهم، وليعاونوه بالشؤون الدينيّة.
فقد توّج الشيخ الصايغ الشيخ أبو طاهر منير بركة في «بلاد المتن» والشيخ أبو سعيد أنور الصايغ في «بلاد الجرد» والشيخ أبو داود منير القضماني في «بلاد الشوف» والشيخ أبو يوسف أمين العريضي في «بلاد الغرب». والعمامة المدوّرة (أو المكولسة) هي أعلى المراتب الدينيّة لدى طائفة الدّروز وتتفرّد بلبسها، تكليفاً من قبل المرجع الروحيّ الأعلى، المرجعيّات الدينيّة العُليا في المناطق. وجاءت خطوة الشيخ الصايغ بعد مرور حوالى سبعة عشر عاماً على قيام الراحل الشيخ أبو محمّد جواد وليّ الدين (توفّي 2012)، رئيس الدّروز الروحيّ وقتذاك، بخطوة مماثلة في العام 2006 وذلك بتتويج الشيخَيْن أبو سعيد أمين أبو غنّام (توفّي 2013) والشيخ أبو يوسف أمين الصايغ بالعمامة المدوّرة.
وقد اتّبع الشيخ الصايغ سمات سلفه من المرجعيّات الدينيّة العليا والأعراف الدينيّة المعهودة في التحضير لخطوته هذه بسريّة تامة وبعيداً عن أي تدخّلات إجتماعيّة أو سياسيّة؛ ومن ثمّ بإعلانها في اجتماع دينيّ حاشد إعلاماً لأبناء الطائفة بها. وقد قدّم الشيخ الصايغ المشايخ الأربعة للحاضرين في كلمة ألقاها مباشرةً بعد تتويجهم وفي حضورهم بـ»المشايخ الأجلّاء الذين كرَّمَهُم الله بحسنِ الأخلاقِ وطيبِ الشمائلِ»، وحذّر من «الخطر المحدق الذي يهددُ وحدةَ الصفِّ الدينيّ وهو التفرقة والتنازع»، فدعاهم إلى التمسّك بوحدة كلمتهم وعدم السماح لأحد باختراقها. وكلّفهم العمل على «رأب الصدع لأنَّ للإختلاف آفات كثيرة وسلبيات لا يمكنْ حصرَها».