محمد دهشة

القائم بأعمال مفوّض "الأونروا" يتفقّد "عين الحلوة" ومخاوف فلسطينية من "صفقة القرن"

17 شباط 2020

02 : 30

معاناة اللاجئين في المخيمات تحتاج الى حلول

علمت "نداء الوطن"، أن القائم بأعمال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى "الأونروا" كريستيان ساندرز، بدأ زيارة الى لبنان هي الاولى له منذ توليه مهامه خلفاً للمفوض العام السابق بيير كرينبول، الذي قدم استقالته على خلفية تحقيق أممي حول "شبهات فساد" في أروقتها، وذلك وسط تحديات سياسية ومالية خطيرة.

ومن المقرر، أن يزور ساندرز، مخيم عين الحلوة صباح اليوم الاثنين في إطار جولته على بعض المخيمات الفلسطينية، حيث تكتسب الزيارة أهمية خاصة كونها تأتي بناء على طلبه واصراره شخصياً على القيام بها بعد اسابيع قليلة على اعلان "صفقة القرن" الاميركية والتي تتضمن محاولات إنهاء عمل "الاونروا" وشطب حق العودة، لتطرح تساؤلات فلسطينية: هل تأتي الزيارة انسجاماً مع الصفقة أم دعماً لصمود اللاجئين، خصوصاً بعد تصريحات ساندرز السابقة بأن "المنظمة الأممية تواجه اليوم أسوأ أزمة مالية منذ نشأتها"، من دون ان ينفي وجود ضغط سياسي، في ظل الازمة المالية التي تعاني منها نتيجة وقف الولايات المتحدة الاميركية مساعداتها المالية المقدرة بـ 360 مليون دولار، منذ 2018.

وأبلغت مصادر فلسطينية "نداء الوطن"، ان ساندرز سيلتقي ممثلي "اللجان الشعبية الفلسطينية" و"مؤسسات المجتمع المدني"، وذلك في مكتب مدير "الاونروا" في الشارع الفوقاني للمخيم، للتباحث معهم في سبل تخفيف معاناة أبناء المخيمات في ظل تطورين بارزين، الاول: تداعيات الازمة الاقتصادية والمعيشية اللبنانية على اللاجئين مع استفحالها، من دون ان تلوح في الأفق مؤشرات إيجابية على قرب انتهائها، ما يحتم اعادة اطلاق "نداء استغاثة" لمساعدتهم، والثاني: مع اعلان "صفقة القرن" الاميركية، حيث يصر اللاجئون على بقاء وكالة "الاونروا" كشاهد حي، على نكبة فلسطين واستمرار عملها حتى تحقيق العودة ومواجهة كل الضغوطات الدولية لتصفيتها.

في أروقة اللاجئين في مخيمات لبنان، تدور تساؤلات جدية علنية وسرية، عن دور "الاونروا" في المرحلة المقبلة وكيفية دعم اللاجئين للتصدي لنتائج "صفقة القرن"، أم ستسير في ركب "التواطؤ" لجهة الاستسلام للضغوطات السياسية الدولية وخاصة الاميركية او لعجزها المالي لتجبرهم على القبول بها هرباً من جحيم شظف العيش والاحباط.

ويؤكد عضو "اللجان الشعبية الفلسطينية" في المخيم عدنان الرفاعي لـ "نداء الوطن"، ان "زيارة ساندرز يجب ان تكون مثمرة وليست مجرد رقم يضاف الى ارقام زيارات المسؤولين السابقين"، مضيفاً: "الزيارة تواجه تحديات كبيرة في توقيتها السياسي، وهو مطالب بتجديد تأكيد "الاونروا" التزامها الدولي والاخلاقي تجاه اللاجئين وقضيتهم السياسية وتأمين احتياجاتهم الخدماتية كـ "رسالة تطمين" برفض الاستجابة للضغوطات الاميركية والاسرائيلية لوقف عملها أو تجويفها"، داعياً الى "إطلاق "نداء استغاثة عاجل" من أجل تخفيف معاناتهم مع استمرار الازمة اللبنانية، فلم يعد مقبولاً في القرن الحادي والعشرين ان يموت المريض على أبواب المستشفيات لانه غير قادر على تسديد كلفة العلاج وخاصة العضال منها، او التسول من أجل تأمين لقمة عيش كريمة"، خاتماً: "نحن اصحاب قضية سياسية ومن حقنا على المجتمع الدولي ان يتحمل مسؤوليته قبل حصول انفجار اجتماعي داخل المخيمات". ويطالب ابناء المخيمات ان يتدخل ساندرز لدى المسؤولين اللبنانيين، لانهاء اشكالية السيولة المالية، فوكالة "الاونروا" وضعت في المصارف نحو 6 ملايين أورو منذ العام 2017 بتمويل الماني، من اجل انجاز مشروع اعادة ترميم المنازل في المخيمات، ولكن مع بدء الازمة اللبنانية لم تعد قادرة على سحب الاموال بالعملة الاجنبية وانما بالليرة اللبنانية، ما يحرم المستفيد من عملية الترميم ثلث قيمة المساعدة وخاصة مع الغلاء وارتفاع الاسعار سيما وانها نجحت في دفع رواتب موظفيها بالدولار الاميركي شهرياً.

ويقول الكاتب والباحث الفلسطيني علي هويدي لـ "نداء الوطن"، ان زيارة ساندرز الى لبنان يجب ان تترك آثاراً ايجابية في حياة اللاجئين، بحيث تتضمن اطلاق "نداء استغاثة" من اجل تخفيف معاناة ابناء المخيمات مع الازمة اللبنانية الخطيرة ووقف تداعياتها السلبية في اليأس والاحباط وارتفاع معدل البطالة او الهجرة وافراغ المخيمات، الاسراع باستكمال اعمار مخيم "نهر البارد" شمالاً بعد طول مماطلة وانتظار ودفع بدل الايجارات، بناء "سد عازل" يحول دون أمواج البحر وفي "تجمع جل البحر" و"الرشيدية" جنوباً، بعد الاضرار الكبيرة التي لحقت بهما، ايجاد حل لأزمة الكهرباء والفوضى والعشوائية في مخيمي "برج البراجنة وشاتيلا" وتنظيمها بعد سقوط أكثر من 50 ضحية، ناهيك عن قرارات تتعلق بالموظفين المياومين ومشروع ترميم المنازل وقضايا الصحة والتربية والخدمات الاخرى.


MISS 3