"النظام" يؤمّن حلب... ونزوح أكثر من مليون سوري

03 : 40

النازحون السوريّون ما زالوا يتدفّقون إلى المخيّمات قرب الحدود مع تركيا (أ ف ب)

وسّعت قوّات النظام سيطرتها العسكريّة في محيط مدينة حلب في شمال سوريا، وتمكّنت بذلك من إبعاد "هيئة تحرير الشام" والفصائل الأخرى عنها بالكامل، وفق ما أفاد "المرصد السوري لحقوق الإنسان" والإعلام الرسمي بالأمس.

وبعد استعادتها الأسبوع الماضي كامل الطريق الدولي حلب - دمشق، والذي يصل المدينة من الجهة الجنوبيّة الغربيّة، بدأت قوّات النظام بالتقدّم في المناطق المحيطة بحلب تدريجيّاً. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة "فرانس برس": "سيطرت قوّات النظام على كامل القرى والبلدات المحيطة بمدينة حلب للمرّة الأولى منذ العام 2012، لتتمكّن بذلك من تأمين المدينة بالكامل وحمايتها من قذائف الفصائل".

وأوضح أن قوّات النظام "حقّقت تقدّماً سريعاً في ريفَيْ حلب الشمالي والغربي بعد انسحاب الفصائل"، إثر معارك ضارية وغارات عنيفة شنّتها مقاتلات سوريّة وروسيّة على المنطقة، إذ سيطرت على نحو 30 قرية وبلدة شمال وغرب حلب، أبرزها حريتان وعندان وكفرحمرة.

ويأتي تقدّم جيش النظام في حلب في إطار هجوم واسع بدأه في كانون الأوّل في منطقة إدلب ومحيطها في شمال غربي البلاد. وتركّز الهجوم على ريف إدلب الجنوبي ثمّ على ريف حلب الغربي والجنوبي الغربي المجاور، حيث يمرّ طريق "إم 5" الدولي الذي يصل مدينة حلب بالعاصمة دمشق، ويعبر مدناً رئيسيّة عدّة من حماة وحمص وصولاً إلى الحدود الجنوبيّة مع الأردن.

وعلى وقع التقدّم الميداني للنظام، قال وزير الخارجيّة التركي مولود تشاوش أوغلو إنّه أبلغ نظيره الروسي بأنّ هجمات القوّات السوريّة في محافظة إدلب "يجب أن تتوقّف"، معتبراً أنّه "من الضروري التوصّل إلى وقف دائم لإطلاق النار، وأن لا يتمّ انتهاكه"، في حين سيتوجّه وفد تركي إلى موسكو اليوم، بعد أن زار مسؤولون روس أنقرة في عطلة نهاية الأسبوع ولم يتمّ التوصّل إلى اتفاق ملموس.

إنسانيّاً، أدّى التصعيد العسكري منذ منتصف كانون الثاني إلى أكبر موجة نزوح على الإطلاق، أجبرت نحو مليون وخمسة آلاف شخص على النزوح من منازلهم في ظلّ أوضاع إنسانيّة كارثيّة، نظراً لعدم توفر الحدّ الأدنى من متطلّبات الحياة واكتظاظ مناطق النزوح بالمدنيين. وكذلك في ظلّ الطقس السيّئ الذي تمرّ به المنطقة، بحسب تقرير لـ"المرصد السوري".

على جبهة أخرى، أعلنت وزارة الدفاع التركية مقتل شخصَيْن وإصابة خمسة بجروح جرّاء انفجار سيّارة مفخّخة في منطقة تل أبيض الواقعة عند الحدود مع تركيا، والخاضعة لسيطرة القوّات التركيّة وفصائل سوريّة متحالفة معها. وحمّلت الوزارة مسؤوليّة التفجير لـ"وحدات حماية الشعب" الكرديّة. وجاء في بيان الوزارة أن "الإرهابي المسؤول عن هذا الاعتداء، وإرهابيّاً وصل إلى المنطقة في سيّارة أخرى محمّلة بالمتفجّرات لتنفيذ اعتداء ثان، قد ضُبِطا وهما على قيد الحياة".

وفي دمشق، التقى الرئيس السوري بشار الأسد رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني. وكرّر الأسد خلال اللقاء، وفق ما نقلت وكالة "سانا"، تصميم دمشق على "تحرير كامل الأراضي السوريّة من الإرهاب"، فيما أكد لاريجاني مواصلة دعم بلاده لدمشق في مساعيها "للقضاء على الإرهاب على أراضيها كافة"، مشدّداً على "أهمّية الانتصارات الأخيرة ضدّ الإرهابيين"، ومعرباً عن ثقته "بقدرة الشعب السوري على استكمال تحرير أراضيه كافة واستعادة مكانة سوريا في المنطقة".


MISS 3