تحيي مدينة صيدا يوم الأحد الذكرى الثامنة والأربعين لاستشهاد القائد معروف سعد الذي ناضل من أجل الصيادين، والذي استُشهِد دفاعاً عن حقوقهم في مواجهة مشروع شركة "بروتيين" الاحتكارية، حيث ينظم التنظيم الشعبي الناصري مسيرة الوفاء صباح الأحد، من أمام النّصب التذكاريّ، عند محلة البوابة الفوقا مروراً بشارع رياض الصلح الرئيسي، من امام بلدية صيدا حيث سقط سعد شهيداً.
وعشيّة إحياء الذكرى، نظّم التنظيم الشعبي الناصري سلسلة نشاطات، منها وقفة في منطقة عيرا، فيما نظّم صيادو الأسماك في صيدا مسيرة مراكب، انطلقت من ميناء الصيادين وجابت البحر في مشاركة الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري النائب أسامة سعد، وحشد من قيادات التنظيم وعدد كبير من الصيادين والفاعليات.
ورفع الصيادون على مراكبهم صوراً لسعد وأعلام التنظيم الشعبي الناصري والأعلام اللبنانية على وقع الأغاني الوطنية، بينما أطلقت السّفن الرّاسية في المرفأ أبواقها تحيَّةً للذكرى.
وعند انتهاء المسيرة، ألقى نقيب الصّيادين في صيدا، نزيه سنبل، كلمة أكد فيها أنه في هذه الذكرى الأليمة نستذكر الشهيد معروف سعد، ونقف وقفة نضال كما علّمنا، وهو من طالته يد الغدر عندما كان يدافع عن الصيادين. ومن ساحة الصيادين اليوم نعده بأن كل صياد هو معروف سعد وكل بحار هو معروف سعد".
وحيّا النائب سعد المشاركين في المسيرة، واستحضر خلال كلمة له تظاهرة الصيادين في العام 1975 التي كان على رأسها المناضل الشهيد معروف سعد، والتي استشهد فيها دفاعاً عن حقوق الصيادين ولقمة عيشهم.
وأثنى سعد على تضحيات الصيادين ووفائهم لنهج الشهيد معروف سعد.
وقال: "في ذلك اليوم، كان معروف سعد يعاني من إنفلونزا حادة، وجاء البعض يحذره من المشاركة في تظاهرة الصيادين، وحذروه من أنّ هناك شيئاً يُدبَّر، لكنه أصر على الذهاب لمشاركة الصيادين باحتجاجهم على الشركة الاحتكارية "بروتيين" التي كانت تريد أن تحتكر الصيد البحري على طول الساحل اللبناني من الناقورة الى عكار، لكنه أصر على مشاركة الصيادين احتجاجهم وغضبهم على هذا الاحتكار الذي يقطع بأرزاقهم".
أضاف: "اليوم نحن على نهج الشّهيد، ومستمرون معكم ومع كلّ الفئات الكادحة والمنتجة من أبناء شعبنا، وفي هذه الأيام الصعبة التي يمر بها بلدنا، والتي يعاني خلالها الناس من الجوع والحاجة والأعباء التي تقسم ظهورهم، وفواتير الصحة والتعليم والغذاء والخدمات من الماء والكهرباء، وفي ظل غياب كامل للدولة ومؤسساتها في حماية شعبنا من كل هذه الأوضاع الصعبة التي نعيشها، سنستمر في النضال من أجل انتزاع الحقوق الانسانية لشعبنا، وهذا واجب علينا، ونحن كلنا أمل بأنه عندما تتضافر جهود القوى الشعبيّة المنظمة والقوى النقابيّة المنظمة والمخلصين والأحرار من أبناء شعبنا، عندما يتحدون في مواجهة هذه الأوضاع الناتجة عن سياسات السلطة الجائرة بحقّ شعبنا، إنما يقومون بواجبهم، ويسعون إلى التخلص من كل هذه الأوضاع".
وأكد سعد "اننا على يقين إذا سرنا في هذا الطريق، طريق وحدة القوى الشعبية والنقابية والأهلية، طريق تنظيم أوضاعنا، نستطيع أن نحقق المعجزات وأن نستعيد حق شعبنا فوق أرضه. وبشّر الاخوة الصيادين في صيدا وعلى امتداد الساحل اللبناني، أن هناك قانوناً في مجلس النواب لا يزال في اللجان المشتركة لتأمين الضمان الصحي والاجتماعي للصيادين"، وآملاً في أن يمرَّ بالهيئة العامة، وهو حقّ للصيادين الذين يطالبون بالضمان الصحي والاجتماعي منذ أكثر من ثمانية وأربعين عاماً.
وختم: "سنستمر معكم في النضال من أجل استعادة حقوق شعبنا، وأنتم كهيئة نقابية منتخبة تقومون بواجبكم تجاه قطاع الصيادين، فليتكامل دوركم مع باقي النقابات الشعبية لكي نستطيع اعادة حقوق الناس، فعيب علينا نسكت وحقوق الناس "رايحة"، والأيام الصعبة أمامنا وليست وراءنا، لذلك يجب أن نوحد جهودنا من أجل استعادة حقوق شعبنا".
