محمد دهشة

إجتماع فلسطيني مع مديرة "الأونروا": لاستثناء لاجئي لبنان

25 شباط 2023

02 : 00

إجتماع فلسطيني مع كلاوس

ثلاثة نداءات عامة وطارئة وإغاثية أطلقتها وكالة «الأونروا» منذ بدء العام الجاري 2023، لتأمين الدعم المالي لمواصلة تقديم خدماتها في البرامج والعمليات بعيداً من أي عجز إضافي، لم تُهدّئ من روع اللاجئين الفلسطينيين وخاصة في لبنان حيث يعيشون أوضاعاً مأسوية.

ومسألة التمويل تعتبر إحدى أهمّ العقبات التي تواجه «الأونروا» منذ سنوات بسبب تراجع مساهمات الداعمين والدول المانحة، وفي ظلّ الشعور الفلسطيني المتزايد أنّ السبب سياسي بهدف إنهاء عملها في محاولة لتصفية القضية الفلسطينية وشطب حقّ العودة، وهذا ما دفع المفوّض العام للوكالة فيليب لازاريني إلى القول إنّ «الحملات المنسّقة لنزع الشرعية عن «الأونروا» بهدف تقويض حقوق لاجئي فلسطين تتزايد وتيرتها وعدوانيتها»، مؤكّداً في الوقت نفسه «أنّ التزامي الأساسي هو ضمان استمرار وصول لاجئي فلسطين إلى خدمات عالية الجودة، وحماية حقوقهم وحقوق الموظفين»، معتبراً أنّه لا بديل عن «الأونروا» التي تُعاني من أكبر دين في تاريخها، لا بديل عنها حتى حلّ قضية اللاجئين الفلسطينيين».

وموقف لازاريني ترجمه بشكل واضح المستشار الإعلامي للوكالة الذي أكّد أنّ العام الحالي 2023 سيكون الأصعب على عمل «الأونروا»، مشيراً الى أنّ هذا التقدير يأتي في ظلّ التحدّيات التي تواجه الدول المانحة جرّاء استمرار الأزمة الأوكرانية وغلاء الأسعار حول العالم، قائلاً إنّه وللمرّة الأولى في تاريخ عمل «الأونروا» ينتهي عام 2022 بعجز مالي وصل إلى 80 مليون دولار حيث تمّ ترحيلها للعام الجديد 2023، ولا سيّما أنّ الأزمة الأوكرانية مستمرّة وغلاء الأسعار عالمياً ما زال مستمرّاً.

وهذه الهواجس حضرت بقوة في الاجتماع التعارفي الأول الذي عقد بين فصائل العمل الوطني والإسلامي الفلسطيني في لبنان مع المديرة الجديدة لمكتب لبنان دوروثي كلاوس، فاستعرضت أوضاع «الأونروا» والتحدّيات التي تواجهها، قبل أن تقدّم رؤيتها للعمل مع مجتمع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان والأهداف التي تقع في سلّم أولوياتها والتي ستبذل كلّ الجهود من أجل تحقيقها، أولها: حشد التمويل من أجل زيادة المساعدة النقدية التي توزّعها «الأونروا» على العائلات المحتاجة في لبنان، ثانيها: تعديل معايير برنامج العمل مقابل المال وتوسيع دائرة الاستفادة منه، وثالثها: رفع مستوى التعليم الذي تدنّى إلى نسبة 40% ورابعها: تعزيز الإستشفاء.

وجدّد الوفد الفلسطيني مطالبه بتحسين جودة الخدمات ورفع مستواها وزيادتها وبناء جدار كاسر الأمواج في مخيم الرشيدية وتثبيت الموظفين والعاملين المياومين في الوكالة وزيادة عمّال التنظيفات في المخيّمات ودفع الايجارات لعائلات مخيم نهر البارد التي ما زالت منازلها مدمّرة، وبلسمة جراح أفراد أُسر وعوائل ضحايا مراكب الموت، ومساعدتهم واعتمادهم في برنامج الشؤون الاجتماعية.

بالمقابل، أكّدت كلاوس أنّ أولى الأولويات التي تعمل عليها التعاطي مع إقليم لبنان بصورة استثنائية بسبب الأزمة الاقتصادية والمالية التي يمرّ بها والاستناد إلى الدراسة التي أجرتها الأونروا وقد بيّنت نسبة الفقر التي وصلت إلى 93% في وسط اللاجئين الفلسطينيين في لبنان. فتح برنامج الشؤون الإجتماعية وتعديل معاييره بما يسمح باستيعاب كافة العائلات الفلسطينية المحتاجة، تعزيز الاستشفاء ورفع نسبته إلى 85%، تأمين الأدوية للأمراض المستعصية وخاصة السرطان، تعزيز التعليم واستكمال ما تمّ التفاهم عليه مع المدير العام السابق، وخصوصاً معالجة مشكلة الاكتظاظ في الصفوف، إستكمال إعمار مخيم نهر البارد وتعويض العائلات التي تضرّرت في المخيّم الجديد، تعديل معايير برنامج المساعدة النقدية وزيادة أعداد المستفيدين منه على أنّ توزع المساعدة النقدية للمستحقّين شهرياً، إلى أن تنجلي الأمور وتتمّ معالجة الأزمة الاقتصادية التي تضرب لبنان وترمي بثقلها على اللاجئين الفلسطينيين وعلى حياتهم ومعيشتهم.