نغم شرف

"امرأة تلامس الخيال" لميشال ناجي أبو راشد

13 تموز 2019

12 : 05

أقيمت في مبنى المجلس العام الماروني في الكرنتينا قراءة لمناقشة كتاب "امرأة تلامس الخيال" للكاتب اللبناني ميشال ناجي أبو راشد. أدارت النقاش الصحافية محاسن حدارة وشارك فيها كلّ من د.ناتالي الخوري غريب، الإعلامي وليد عبّود والكاتب مروان نجّار. تمّت مناقشة الرواية من نواح نقديّة وأدبية، فأبدى المشاركون في الحوار انبهارهم بفكرة أبو راشد التي تتعمّق من ناحية فلسفية في داخل الواقع، الخيال والحقيقية،وهي تنقسم في الكتاب إلى ثلاث شخصيات بأوقات مختلفة.

تعاني عبير في الرواية من لعنةٍ تؤدّي إلى اختفاء كل حبيب تلمسه، أمّا نغم فهي صحافية تحاول أن يبرز اسمها في مجالها من خلال الحصول على قصّة شيّقة تهم القرّاء ورئيس التحرير، فيأخذها هذا المسار إلى عالمٍ جديد تنغمس فيه وتتخلّى في بعض الأحيان أثناء مغامرتها عن موضوعيتها، والدكتور نصّار هو عالم نفس يجري اختباراته على النساء محاولاً أن يبرهن أنه لا فرق بين الحقيقة والخيال وبالتالي "الحقيقيال" هو أمر واقعي.

يوجد خمسون سنة بين بداية القصّة ونهايتها، والتي تمّ التعريف بها في الكتاب بالقول: "في أسبوع، نغم والدكتور نصّار يعيدان عبير إلى الحياة... وتكتمل قصّة امرأة كلّما لمست حبيباً يختفي. تحاول تجاوز لعنتها فتفشل، وفي لحظة انهيار تقرّر مواجهة مصيرها. الرواية هي في الواقع ثلاث: قصّة نغم الصحافية وتحدّيها الوقت والغرق في دهاليز الذات في عالم الدكتور نصّار العجوز، ومحاولاته إثبات أن الخيال حقيقي "الحقيقيال"، قصّة عالم النّفس العام 1968 واختباراته مع النساء، وأخيراً قصّة عبير ومطبّات الخيال والفشل. لكنّ نغم تربط خيوط القصّة بحثاً عن نقطة النهاية...إن استطاعت إقناع عالم النفس بسرد المزيد".

برزت الرواية التي رفض المناقشون تصنيفها، بسبب تنقّلها بين عوالم الفلسفة، الإعلام والادب، وهي مزيج الكاتب نفسه، فيظهر في بعض المشاهد التي يسردها تفسيراً فلسفياً مثل الحديث عن نيتشيه أو سارتر، أو بمقاطع كتبها أبو راشد نفسه جاء فيها: "المسافات تخلق الإبداع، بعكس ما يظن الناس، من يعرف كيف يبتعد، من يجرؤ على الإبتعاد، هو من يتحكّم بالأشياء والأمور والأحداث. من يخطو قليلاً إلى الوراء لا تباغته الحياة". حظيت تجربة أبو راشد الروائية بردود إيجابية بسبب الفكرة التي بنى عليها عمله والتي أراد أن يبرهن من خلالها أن الحقيقة والخيال شيء واحد غير الواقع، كما رحّب بالإنتقادات التي سمعها من "طول توهّمات عبير" والتي فسّرها بأنها كانت وسيلته في بعض الاحيان للقفز من فكرة إلى أخرى، وصولاً إلى الأخطاء اللغوية القليلة.

* ميشال ناجي أبو راشد، كاتب وصحافي لبناني عمل في فضائيات عربية ودولية متخصص في الفلسفة.

أدار مشروع الكتابة الجماعيّة التي نتج عنها أوّل قصّة يكتبها الجمهور عبر منصّات التواصل الإجتماعي: "شو القصة". روايته: "امرأة تلامس الخيال" صادرة عن دار سائر المشرق.


MISS 3