روي أبو زيد

طوني بارود: أنا ثائر منذ 40 عاماً وأواجه العقبات بحبّ وإيجابية

18 شباط 2020

10 : 00

لم يخترق طوني بارود بيوتنا صدفةً، بل دخلها بصوت المعلّق الرياضي المميّز ليصبح بعدها الإعلامي الذي يرسم البسمة على الوجوه أينما حلّ، الإنسان الذي يسلّط الضوء على أخيه ويعيش معه فضائل المحبّة والتواضع، والثورجي الذي خاض انتفاضته منذ أربعين عاماً ليكون العلامة الفارقة في كلّ ميدان يخوضه ومن أوّل المطالبين بالحقوق الأساسية لكلّ لبنانيّ في وطن الأرز. 



ما الذي يمكن أن تفصحه لنا عن برنامجك الجديد "كمشتك"؟

الفكرة جديدة ومميّزة، ترتكز على التفاعل مع الناس وسط أجواء ايجابيّة، خصوصاً أنّ المخرج كميل طانيوس والمنتجين المنفّذين ناي نفّاع وميشال سنّان من أصحاب الخبرة والكفاءة والتفاعل معهم رائع جداً.


لكن ألا تخاف من الانتقادات التي قد تطال برنامجك خصوصاً أنّ البعض يعتبر أنّ الأوضاع الآنية في البلاد لا تحتمل عرض برامج ترفيهيّة؟

نتشارك جميعنا الوجع عينه، وعلينا التكيّف مع حياة جديدة علينا عيشها في هذا البلد. لكنّ كلّ منتقد يجد متنفّسٍ له كي يتمكّن من "التشريج" والاستمرار في خوض حروبه، معاركه وانتفاضته. ومن هذا المنطلق لا يمكن لنا حرمان الّلبنانيّ من قضاء سهرة سبت ممتعة على شاشة الـMTV، عساه يجد فيها بعض الدعم المعنويّ والتسلية والأمل، في ظلّ الجوّ المشحون الذي نعيش فيه جميعنا.

لذا، أيستفزّ طوني بارود اللبنانيين ببرنامج ترفيهيّ ينسيهم همومهم وكلّ الأحداث التي حصلت في لبنان منذ أكثر من ثلاثين عاماً أهي غير مستفزّة؟


ما رأيك بالثورة؟

أنا أخوض ثورتي الخاصّة منذ أربعين عاماً: ثورة مع ذوي الاحتياجات الخاصّة، بالرياضة، بالإعلام، بالأعمال الإنسانية... وأطالب بحقوق الناس منذ سنوات عدّة.


هل تحاول أن تنقل هذه الروحيّة لأولادك؟

بالطبع، أولادي يشاركونني في كلّ تجربة "ثورجيّة" وتوعويّة أقوم بها، وهكذا يرثون منّي هذا الإرث الإنساني كي تنمو في أنفسهم روح المروءة والتعاون وحبّ الآخر، مهما يكن هذا الآخر! فالصدق والأمانة والاحترام من أسس تربيتي الأساسية لأولادي.


ما نقاط الإختلاف والتشابه بين طوني بارود بالأمس، اليوم وغداً؟

نقطة التشابه بين طوني في الأمس، اليوم وغداً هي الطاقة الإيجابيّة التي أتمتّع بها وأحاول نشرها أينما حللتُ. لكنني بالمقابل أصبحتُ أنضج، تعلّمتُ من الحياة الكثير وتفاعلتُ مع كلّ موقف صادفته على درب العمر. لكن، ما أنا متأسّف عليه أنني في الواحد والخمسين من عمري وبعد كلّ ما كابدته وجاهدته عمليّاً كي أسعى الى تحقيق الذات وتأمين الأفضل لعائلتي، أجد نفسي اليوم أبدأ من نقطة الصفر بسبب الأوضاع المتردّية والظروف الصعبة التي نعيشها في المجالات كافّة بلبنان.


من هو مثالك الأعلى في الحياة؟

والدتي، لأنها مثقّفة، حكيمة، تنظر الحياة بطريقة مختلفة وتزوّدني بالقيم والدروس التي اكتسبتها في حياتها. أرى فيها مصدراً للراحة والهدوء وتزويد الذات بالنصائح والطاقة الإيجابية.


ما هي حكمتك في هذه الحياة؟

نامت عيون الناس وعيون الرب ما نامت... ما في شدّة على مخلوقها دامت! وكما تقول القدّيسة تريزا الأفيليّة: "كل شيء يمرّ وينتهي، وحده الله يبقى!"


كيف بإمكانك أن تبقى إيجابيّاً بالرغم من معاناتك الحياتيّة المتعدّدة؟

أنا إنسان مثل باقي الناس، أنزعج، أتألّم وأحزن. لكن أحاول قدر المستطاع ألّا أخسر طاقتي ووقتي على التفكير بالمشاكل والتحدّيات، بل أواجهها بحب وشجاعة كي أتمكّن من مواصلة السير على دروب الحياة مستجمعاً الحبّ والفرح بدلاً من الحقد والحزن والغضب.


ما سرّ هذه القوّة؟

الإيمان والنضج ومعرفة نشر المحبة في المكان والزمان المناسبين، فضلاً عن النظر الى الأمور الجوهريّة في الحياة وتناسي القشور.

أحبّ أن أتشارك معكم بهذه الواقعة: مرّة خسرت فرصة عمليّة معيّنة لصالح شخص آخر، حزنت حينها كثيراً. لكن بعد البحث والتدقيق علمتُ أنّ هذا الشخص مصدر عيش لعائلة متواضعة تعيش في إحدى القرى النائية. لذلك، علينا تطبيق فعل التسليم من خلال قولنا للرب "لتكن مشيئتك" والسير بذكاء وإيمان ومحبة ووعي في هذه الحياة.


كلمة أخيرة للقرّاء.

الكلمة مهمة جداً، فاعلموا كيفيّة إيصالها كما يجب، والعمل بروحانيّة وإنسانية ومحبة.





هذه هي فكرة "كمشتك" لطوني بارود الذي سيعرض مسـاء كلّ سبت لمدّة ساعة ونصف الساعة على شاشة الـMTV:

كشف المنتجان المنفّذان والمعدّان لبرنامج "كمشتك" ميشال سنّان وناي نفّاع في حديث إلى "نداء الوطن"، أنّ البرنامج فكرته فريدة من نوعها، ترفيهيّة ومسلّية، خصوصاً وأنها تستند على التفاعل مع أشخاص تحت الأضواء عبر اختراق خصوصيّتهم.

وأشارا الى أنّنا "سوف نشهد مواجهات عفويّة بين ستّة ضيوف تستند على علاقة كلّ منهم بهاتفه النقّال. إذ حين يدخلون الاستوديو سيوصل كلّ منهم هاتفه بآلة تتيح لنا البحث في مكنوناته ومحتوياته، فضلاً عن ألعاب وأغانٍ تصبّ في إطار التحدي، مضمونها محتويات هواتفهم، كالاستماع الى تسجيل صوتيّ أرسلوه عبر "الواتساب"، قراءة الرسائل على "الفيسبوك" و"الانستغرام"، رؤية صور لم ينشرها المشاهير على "السوشيل ميديا"، وغيرها من التحديات.


MISS 3