محمد دهشة

سعد في "مسيرة الوفاء": يا معروف... دمّروا الدولة

27 شباط 2023

02 : 00

من «"مسيرة الوفاء»"

كعادتها منذ 48 عاماً، أحيت مدينة صيدا الذكرى السنوية لاستشهاد معروف سعد، الذي سقط في 26 شباط العام 1975 وهو يدافع عن حقوق الصيّادين ضدّ احتكار شركة «بروتين»، ونظّم «التنظيم الشعبي الناصري» مسيرة الوفاء، حيث أطلق النائب الدكتور أسامة سعد مواقف سياسية، فوصف السلطة الحاكمة بأنّها «طائفية بلا أي أهلية وطنية وأنّهم نشروا الفساد ودمّروا هياكل الدولة».

وتميزت المسيرة بالحشد السياسي، إذ شارك فيها مختلف ألوان الطيف اللبناني والفلسطيني والشعبي والكشفي والمدني والأهلي، غصّت بهم مكان انطلاقها من أمام النصب التذكاري للشهيد سعد عند محلة البوابة الفوقا، مروراً بشارع رياض الصلح وساحة النجمة حيث أصيب، قبل أن تنهي مسارها في شارع الأوقاف في السوق التجاري، حيث ألقى النائب سعد كلمة اعتبر فيها أنّ الايام التي تمرّ على لبنان صعبة، والآتي منها هو الأصعب، قائلاً: «الظروف شديدة القسوة والتكيّف معها والقبول بها انهزام واستسلام، هي حقوق الناس وكرامة الوطن وقد بلغت المهانة فيهما ما لا يتحمّله وطن ولا يتحمّله بشر»، مشدّداً في الوقت نفسه على أنّ «لا انهزام ولا استسلام، إنّما مواجهة».

وأضاف: «إنّ القوى والنخب الوطنية والتقدّمية مطالبة بلملمة شتاتها لخوض معركة التغيير واستعادة حقوق الشعب وإسقاط احتكار القوى الطائفية للسلطة، وهي قادرة على ذلك، لكن بعض هذه القوى والنُخب تهمّش ذاتها وتضيّع نفسها وتتحرّك في ظلال القوى الطائفية والمذهبية وهي بذلك تفقد شخصيتها وأدوارها وتسيء في الوقت ذاته للنضال الوطني برمّته. إنّ إقامة الجبهة السياسية الشعبية الوطنية باتت مهمّة وطنية ملحّة وضرورية وعاجلة».

وأردف سعد: «لقد آن الأوان أن تدخل القوى الوطنية والشعبية المنظّمة في حسابات السياسة ومعادلات القوة أو أن تترك البلد ومقدّراته للقوى الطائفية وصراعاتها وتسوياتها وملذّاتها الخارجية لتدمّر ما تبقّى من هياكل الدولة وتسطو على ما تبقّى من مقدّراتها...»الشعب مخدّر»، عبارة محبطة يردّدها البعض تهرّباً من المسؤولية وكأنّ هذا البعض من شعبٍ آخر، ذلك إعلان عجز، وذلك يعتبر تخلّياً عن شعب مقهور. الواجب أن نبدّد اليأس والإحباط لا أن نزرعهما، الواجب أن نطلق العنان لأحلامنا وأفكارنا ونضالنا وأن نحيي الآمال بقدرات هذا الشعب الذاتية والمخلصة على انتزاع حقوقه واستعادة كرامته».

وقال: «غدروا بك يا معروف كما غدروا بشعب لبنان، فجّروا الحرب الأهلية وكانت الأثمان فادحة، على فداحة الأثمان لم تُكشف الجريمة، كأنّ الجرائم الكبرى عصيّة على العدالة... أهو تورّط السلطات في الجرائم؟ هل من أقدار اللبنانيين التعايش مع سلطات مجرمة؟ معروف باقٍ فينا ويأبى الرحيل... باقٍ مع كلّ غضب ومع كل ثورة... يسأل عن أسر تجهد لانتزاع لقمةٍ مشتهاة جعلها الطغاة مستحيلة... يسأل عن تلاميذ وطلاب وقد دمّر ظلاميو السلطة مدارسهم وجامعاتهم... يواسي كل مريض وقد قهرته القلة قبل أن يقهره المرض... يُدمي قلبه أطفال وقد سرق لصوص السلطة حليبهم وغذاءهم وألعابهم».

وأضاف سعد: «معروف يسأل عن الشباب وقد حاصرتهم البطالة ونال منهم العوز وتملّكهم اليأس... الشباب يا معروف لم يكفروا بوطنهم إنّما هاجروا وفي صدورهم غضب وثورة قد يعودون يوماً ليطيحوا بهما أرذل من حكم بلادهم، على غير ما تريد ونريد يا معروف، الطائفيون المذهبيون بلا أي أهلية وطنية أو أخلاقية يحكمون البلد. نشروا الفساد ودمّروا هياكل الدولة... الانهيارات تتوالى فوق رؤوس اللبنانيين والمخاطر تتهدّدهم من كلّ نوع ومن كلّ صوب... الناس الذين أحببت يا معروف تُهان كرامتهم صبحاً ومساء... وأكثر يا معروف... فمع المآسي الانسانية انحرافات وطنية... دعوات لتقسيم طائفي ولفدرلة... تهديدات للسلم الأهلي وللوحدة الوطنية... تبعيات لشتّى الدول والتسوّل منها».

وختم: «في لبنان قدرٌ من الظلم والفساد والقهر والتفريط بكرامة الوطن ما يكفي لتفجير ثورات متلاحقة... علينا أن ندرك أنّ شعب لبنان سيبقى في دوامة الأزمات والحرمان والمخاطر طالما بقيت القوى الطائفية متحكّمة ومسيطرة».


MISS 3