أثينا تعترف بغوايدو رئيساً انتقاليّاً

الحكومة الفنزويلية والمعارضة تتّفقان على مواصلة الحوار

12 : 54

غوايدو (أرشيف - أ ف ب)

اتفقت الحكومة والمعارضة في فنزويلا، في نهاية جولة المحادثات بينهما في باربادوس، على إقامة منصة حوار دائم لحلّ الأزمة السياسيّة التي تشهدها البلاد، وفق ما أفاد مصدر رسمي نروجي، في حين اعترفت الحكومة المُحافظة الجديدة في اليونان أمس، برئيس الجمعيّة الوطنيّة المُنتخب ديمقراطيّاً خوان غوايدو رئيساً بالوكالة لفنزويلا.

وأجرى وفدا الحكومة والمعارضة منذ الإثنين جولة جديدة من المحادثات برعاية النروج، وصفها الرئيس المشكّك بشرعيّته نيكولاس مادورو بأنّها "ناجحة". وتُشكّل محادثات باربادوس امتداداً لتلك التي جرت في أوسلو في أيّار ولم تُفضِ إلى تقدّم ملموس. وفي مقابلة أمس الأوّل قال مادورو: "بعد يوم من العمل المكثّف، وضعنا ست نقاط مع الحكومة النروجيّة والمعارضة".

وقبيل ذلك، أوضحت وزارة الخارجيّة النروجيّة في بيان نشر في كراكاس أن الجانبَيْن أقرّا منصة للحوار "ستعمل بشكل مستمرّ وسريع للتوصّل إلى حلّ تفاوضي وفي إطار الإمكانات التي يُتيحها الدستور"، لافتةً إلى أنّه "من المقرّر أن تجري الأطراف مشاورات لتتمكّن من دفع المفاوضات قدماً"، من دون أن تذكر موعداً للقاءات جديدة.

ودعت الحكومة النروجيّة الطرفَيْن أيضاً إلى "لزوم أكبر قدر من الحذر في تعليقاتهما وتصريحاتهما المرتبطة بعمليّة الحوار". ونقل البيان عن وزيرة الخارجيّة النروجيّة إيني إريكسن: "أُعبّر مرّة جديدة عن شكري للطرفَيْن على جهودهما وروح التعاون التي تحلّيا بها وأشكر حكومة باربادوس على ضيافتها".

من ناحيته، توقّع المفاوض باسم الحكومة الفنزويليّة ايكتور رودريغيز "مساراً معقّداً" لكنّه سيؤدي إلى "اتفاق على تعايش ديمقراطي"، مؤكّداً أن وفده "سيجري مشاورات من أجل التقدّم ووضع حد للمعاناة".

وانتقلت الأزمة الفنزويليّة إلى مرحلة جديدة في كانون الثاني، عندما أعلن رئيس المجلس الوطني المُعارض خوان غوايدو نفسه رئيساً بالوكالة واعترفت به نحو 50 دولة بينها الولايات المتّحدة. وتشهد فنزويلا التي تملك أكبر احتياطي نفطي في العالم، أزمة اقتصاديّة خانقة منذ خمس سنوات، ويُعاني سكّانها من نقص في الأدوية والمواد الغذائيّة، بينما تشهد الخدمات العامة تراجعاً متواصلاً.

ويصف مادورو المعارضة بأنّها "انقلابيّة"، خصوصاً منذ دعوة غوايدو إلى انتفاضة في 30 نيسان أدّت إلى سلسلة من الاعتقالات في صفوف المعارضين والجيش، في وقت يعتبر غوايدو أن مادورو "ديكتاتور ومغتصب للسلطة"، لأنّ انتخابات العام 2018 التي سمحت للرئيس بالبقاء في الحكم "لم تكن نزيهة"، بحسب المعارضة التي تُطالب بتنحيته وإجراء انتخابات جديدة.

وفي السياق، استبعد ديوسدادو كابيو، رئيس الجمعيّة التأسيسيّة وثاني أقوى شخصيّة سياسيّة في البلاد، إجراء أيّ انتخابات مبكرة. وكان غوايدو اعتبر أن الاجتماع مع "ممثّلين عن النظام الغاصب" في الجزيرة الكاريبيّة، يُفترض أن يُتيح "إجراء مفاوضات من أجل الخروج من الديكتاتوريّة"، مشيراً إلى أن جولة المفاوضات الجديدة يجب أن تؤدّي إلى رحيل مادورو من موقع الرئاسة الذي يشغله منذ العام 2013 وتشكيل "حكومة انتقاليّة"، ثمّ إجراء "انتخابات حرّة بوجود مراقبين دوليّين".

واستبعد غوايدو الأسبوع الماضي، إجراء مفاوضات جديدة بعد وفاة النقيب رافاييل أكوستا أريفالو، الذي كان معتقلاً بتهمة السعي إلى المشاركة في "محاولة انقلابيّة" أُحبطت، مؤكّداً أن أكوستا "قُتِلَ بعدما عذّبه رفاق سلاحه الذين يُطيعون أوامر الديكتاتور".

إلى ذلك، اعترفت الحكومة المُحافظة الجديدة في اليونان بغوايدو رئيساً بالوكالة لفنزويلا. وأعلنت وزارة الخارجيّة اليونانيّة في بيان أنّها "تدعم بقوّة جهود الاتحاد الأوروبي بهدف تأمين حلّ سياسي سلمي، ديمقراطي وتفاوضي للشعب الفنزويلي".

وينتمي وزير الخارجيّة اليوناني الجديد نيكوس ديندياس، الذي تولّى مهامه الثلثاء، إلى الغالبيّة اليمينيّة الجديدة لحزب "الديمقراطيّة الجديدة"، الذي فاز في الانتخابات التشريعيّة الأحد بنحو 40 في المئة من الأصوات. وحتّى الآن، اعترفت 21 دولة من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بغوايدو رئيساً بالوكالة لفنزويلا.

MISS 3