روي أبو زيد

دانييل قزح: حوربتُ كثيراً لكن على الديك أن يصيح والفجر على الله!

19 شباط 2020

10 : 25

دحضت الإعلامية دانييل قزح مقولة "كوني جميلة واصمتي"، فهي بفضل ذكائها، حنكتها وعملها الدؤوب تشكّل اليوم علامة فارقة في الإعلام المسموع، خصوصاً وأنها تقوم بمبادرات إنسانية تضع الإصبع على الجرح وتدفع بالإنسان الى التفكير بأخيه في ظلّ الأوضاع الصعبة التي يمرّ بها لبنان.



ما هو سرّ جرأتك؟

أنا أتصرّف دوماً على طبيعتي وبعفويّة، لذلك أعي جيّداً أنني لن أجرح أحداً أو أتخطّى حدودي معه. لذا لا أخاف من ردّ الفعل إزاء ما أقوله أو أفعله.


أطلقت في عيد الميلاد مبادرة جعلت فيها الفنّانين يسمّون بعضهم البعض لمساعدة بعض العائلات الفقيرة. لكن أليست الفكرة محرجة نوعاً ما؟

فكّرت كثيراً قبل الإقدام على هذه الخطوة، خصوصاً في ظلّ الأوضاع الإقتصادية المتردّية التي عشناها أخيراً، لكن يبقى الفقير والمحتاج في نهاية المطاف جوهر العيد الاساسي، ما دفعني الى التفكير بطريقة مبتكرة وخلّاقة تجعل كلّ فنان يتبنّى ولو جزءاً بسيطاً من أعباء عائلة ما عبر تقديمه مبلغ مليون ليرة.

لذا الهدف من هذه المبادرة لا يكمن أبداً في تحدّي الفنانين بعضهم البعض ماديّاً، بل معنويّاً. وتشديداً على ما أقوله إنني لم أتّصل إلا بالفنان الأول وهو النجم عاصي الحلاني، الذي بدوره سمّى الفنانة سيرين عبد النور وتواصل معها. وهكذا راح كلّ فنان يسمّي زميلاً له ويتواصل معه كي تكبر سلسلة المحبة في 15 حلقة أكثر من رائعة. المبادرة تكمن أوّلاً في تحدّي الخير الموجود فينا والسعي بطريقة معنويّة ومادية الى الشعور بالآخر وإدخال بهجة العيد الى بعض القلوب الحزينة.




من الفنان الذي فاجأك بكرمه وعطائه؟

لم أتفاجأ بعطاء وكرم أيّ فنان، إذ سماههم في وجوههم وأدرك جيّداً فضيلة الكرم التي يتمتّعون بها. اتّصلت أولاً بعاصي الحلاني وتفاجأت بأنه من المستمعين الدائمين لبرنامجي، فتفاعل معي كما حصل مع كلّ الفنانين المشاركين.


هل ستتمكّنين من متابعة هذا التحدّي في ظلّ ارتفاع نسبة الفقر في لبنان الى 50 بالمئة من اللبنانيين تقريباً؟

قرّرت استكمال هذه المبادرة عند بداية السنة الحالية، لكن أنتظر الوقت المناسب لذلك، خصوصاً أنّ غالبية الفنانين المقتدرين ماديّاً قد خاضوا التحدّي.

فنانون كثر تأثّروا بالعطاء كسيرين عبد النور، ماجدة الرومي، هيفا، عاصي الحلاني وغيرهم.


الى أي مدى تخدمين الإنسان من خلال الإعلام؟

أنا أخدم الإنسان بغضّ النظر عن مهنتي، فمهمّتي الأساسية في الحياة هي زرع الفرح في قلوب كلّ فرد والسعي قدر المستطاع الى القيام بمبادرات إنسانية والتقرّب من كلّ محتاج.


من هو مثالك الأعلى في الحياة؟

والدي، لأنه رمز للتضحية وعلّمنا أنّ قيمة الأمور تكمن في جوهرها وليس في ثمنها. أدركنا بفضله أنّ كلّ واحد منا هو عدوّ نفسه وأنّ الله هو الأقرب إلينا منّا.


أتعتبرين نفسك ملهمة لبعض الإعلاميين كي يحملوا المشعل الذي حملته لتوسيع دائرة المبادرات الإنسانية؟

أتمنّى ذلك، خصوصاً وأنني وصلت الى ما أنا عليه بمجهودي وتعبي ومكابدتي. لقد حوربتُ كثيراً لكنني وبفضل إيماني وثقتي قرّرت الاستمرار وتطوير وزناتي. ولا بدّ أن أكتسب فرصتي يوماً ما كي أعبّر عن المكنونات كافّة الموجودة في داخلي.




ما هي حكمتك في الحياة؟

على الديك أن يصيح ويبقى الفجر على الله!


كلمة أخيرة للقرّاء؟

أتمنى أن يحفظ الله لبنان ويصون شعبه، وأدعو كلّ لبنانيّ الى متابعة الثورة والانتفاضة حتى الرمق الأخير، متســـلّحاً بالشــجاعة والإيمان كي يحصل على حقوقه كافّة لبناء لبنان الغد الذي نحلم به جميعنا.


MISS 3