في 2009، كان سعيد زوج مؤسِّسة ورئيسة جمعية "سعيد" للتوعية من سرطان القولون هنا نمر يبلغ 57 عاماً، ورغم مواظبته على زيارة طبيــب العائلة سنوياً والخضوع لفحوصات الدم الشاملة التي كان يطلبها منه، لم ينبهه الى ضرورة الخضوع لفحص الـ F.I.T(fecal immunochemical test)
أو التنظير. الّا أنّ ظهور بعض العوارض التي أقلقته كانت كفيلة باظهار اصابته بسرطان القولون بعد اجرائه الفحوصات اللازمة... الوقت كان قد فات والمرحلة كانت متقدمة، فخسره أحباؤه بعد سنتين.
بعدما لملمت عائلته جراحها، قررت هنا مسح دمعتها عاقدة العزم على منع أي شخص آخر من الموت بسبب هذا "المرض البسيط" كما تصفه، وكي لا يقول أحد بعد اليوم: "يا ريت حدا قلنا"، أسست جمعية SAID في 2016، وهي الوحيدة في لبنان المتخصصة في نشر المعرفة والكشف المبكر المجّاني لسرطان القولون، وتضيف: "حين أطلقنا الجمعية، وقبل تنظيمنا أي نشاط، سألنا عينة من 1200 شخص من مختلف الأعمار والطبقات والمستويات العلمية والمناطق اللبنانية اذا كانوا يعلمون "ما هو سرطان القولون؟". 37 في المئة فحسب تمكنوا من الاجابة عن سؤالنا وغالبيتهم تعرفوا على هذا المرض نتيجة معاناة احد معارفهم منه، ونصف هذه النسبة كانت تجهل امكانية الكشف عنه باكراً".
فحص مجاني
منذ 7 سنوات، أخذت الجمعية على عاتقها تنظيم المحاضرات التوعوية في كل لبنان، وتشير هنا الى "أننا نجول المناطق قاصدين المدارس والجامعات والبلديات والكنائس والجوامع بالتعاون مع طبيب ومجسّم للقولون نشرح من خلاله بداية المرض وتتطوره. ومع انتهاء محاضرة التوعية نُذكّر المشاركين بأهمية فحص الـ"F.I.T" المخصص للكشف عن سرطان القولون، والذي نقدمه مجاناً في نحو 30 مختبراً. ويمكن للقراء الراغبين في الخضوع لهذا الفحص التواصل معنا عبر "واتساب" من خلال ارسال اسمهم على الرقم: 03275445.
كذلك، نشدد على أنّ "السرطان مش عيب" (شعار مسيرتنا لعام 2023) والمفردات المتعلقة بسرطان القولون أيضاً "مش عيب" مثل "الخروج والمخرج" مثلاً... ويجب مواجهة السرطان بالمعرفة لمحاربته والتغلب عليه".
مسيرة 2023
عام بعد عام، ارتفع الاقبال على فحص الكشف المبكر، ولتشجيع أكبر شريحة ممكنة تنظم الجمعية مسيرتها السنويّة Walkathon (التي بدأتها في 2019 وكانت أول مسيرة من هذا النوع في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا شارك فيها أكثر من 1000 شخص) الأحد للتوعية من السرطان وتحديداً القولون والوقوف إلى جانب كل من عانى ويعاني من هذا المرض، كما والإرشاد إلى أهمية النشاط الجسدي ونوعية الأكل في الحماية من السرطان. وتشرح هنا أكثر عن هذا النشاط قائلةً: "نطلق في 3 آذار الحملة الوطنية لسرطان القولون في وزارة الصحة. وفي 5 آذار، أدعو الجميع للسير معنا مرتدين قمصاننا الزرقاء (الأزرق شعار سرطان القولون)، التي يمكن شراؤها بسعر رمزي يعود ريعه لدعم الجمعية، من أسواق المريسة لغاية 4.5 كيلومترات. وهذا النشاط العائلي السنوي المجانيّ يتضمن نشاطات توعوية وترفيهية مختلفة وألعاباً للأطفال، إضافةً إلى سحب تومبولا على جوائز قيّمة. كما يشارك فيه عدد من المستشفيات والجمعيات العاملة في مجال الصحة، وجامعات عدة بهدف التوعية وتعزيز أسلوب حياة صحية أفضل"، مضيفةً: "هذه السنة قررنا الا تقتصر مسيرتنا على يوم واحد، فأسسنا "نادي المشاة لجمعية سعيد" لتشجيع الرياضة على مدار السنة، الوسيلة الأساسية التي تحمينا من أمراض نفسية وجسدية على حد سواء".
الكشف المبكر يشفي
ولأن المثل القائل "درهم وقاية خير من قنطار علاج"، لا يجب ان يبقى مقولة فحسب، نظراً لنسبة الشفاء المرتفعة المنسوبة الى سرطان القولون، كان لنا لقاء مع البروفيسور فادي نصر رئيس قسم الدم والأورام في مستشفى "أوتيل ديو دو فرانس" الذي اشار الى أن "هذا السرطان يحتل المرتبة الثالثة عالمياً من ناحية الانتشار، والمرتبة الثانية من ناحية التسبب في الوفيات. أمّا في لبنان، فهو في المرتبة الثانية عند النساء والرابعة بالنسبة للرجال. وترتفع نسبة الاصابة به عند من لديه تاريخ مرضي مع هذا السرطان أو مع الأمراض والالتهابات التي تسببه. كذلك يشكل النظام الغذائي الفقير بالألياف والمشبّع بالدهون ولا سيما بالنسبة لمن يتناول الكثير من اللحوم الحمراء والمصنعة، والتدخين والإفراط بشرب الكحول وعدم ممارسة الرياضة، عوامل خطورة".
يبدأ هذا المرض من خلال كتلة حميدة (لحمية-Polype ) في الأمعاء الغليظة والمستقيم، وتتحول بعد 5 الى 10 سنوات الى سرطان. ويشير نصر الى أنّ "لا عوارض تظهر على المريض في اغلب الأحيان، انما يمكن ملاحظة بعض التغيرات مثل الاسهال أو الامساك، دماء في البراز، مغص وألم في البطن، فقدان الوزن بشكل غير مبرر، مشاكل فقر الدم وغيرها... من هنا أهمية الخضوع الى فحوصات الكشف المبكر"، ويضيف: "في السابق، كنا ننصح كل شخص فوق الـ40 بالخضوع للفحوصات اللازمة، أمّا اليوم فيمكن البدء من عمر الـ45".
إرشادات وقائية
وعن أنواع الفحوصات اللازمة، يقول: "فحصان لا ثالث لهما: "F.I.T" أو التنظير. الأول (يخضع له المريض مرّة سنوياً)، يكشف عن الدم في البراز (غير المرئي في العين المجردة) واذا كانت نتيجته ايجابية عندها نخضع المريض للتنظير، وهو الفحص الثاني الأكثر دقة نكشف من خلاله على الامعاء الغليظة من الداخل، ويسمح لنا بالتخلص من أي كتلة حميدة في حال وجدت. أمّا في حال كان المريض بحالة متقدمة من المرض فعندها نلجأ الى استخراج خزعة وزرعها لتأكيد الاصابة بالسرطان وتوجيه المريض الى العلاجات المناسبة. مع الاشارة، الى أنّه من الأفضل خضوع الأشخاص الأكثر عرضة الذين ذكرناهم آنفاً الى التنظير كونه أكثر دقة".
نتائج العلاجات الموجهة لهذا النوع من السرطان مطمئنة اذا شُخص باكراً، يكرر نصر هذه الفكرة لافتاً الى أنّ "كشفه في مرحلة "اللحمية" والتخلص منها يعني عدم السماح لها بالتحول. أمّا في حال تشخيص السرطان في أولى مراحله فيمكن للعلاجات المتوافرة تأمين نسبة شفاء تلامس الـ90 في المئة. ولكن للأسف، تتراجع هذه النسبة في المراحلة المتقدمة ولا سيما عند انتشار المرض الى مختلف اعضاء الجسم"، خاتماً: "نشكر جمعية "سعيد" التي تعمل بكل طاقتها لنشر التوعية من سرطان القولون وتوفير الـF.I.T مجاناً. وأشجع الجميع في هذه المناسبة، على ألّا يتأخروا أو يترددوا في الخضوع للفحوصات اللازمة للكشف المبكر".
للتسجيل في المسيرة:
رابط المسيرة على الفيسبوك:
https://facebook.com/events/s/said-ngo-2023-walkathon-fikra-/784216326739030/
للمزيد من المعلومات:
للتواصل مع جمعية "SAID" على شبكات التواصل الاجتماعي:"فيسبوك":
"انستغرام":
saidngo
"تويتر":
SAIDNG0
"يوتيوب":
SAID NGO
"لينكد إن":
SAID NGO
