جناز في "البلمند" وإضاءة شموع لطلابها الذين قضوا بحادث سير

09 : 15

اقامت جامعة البلمند جنازاً لراحة نفوس جميع الذين عملوا وتعلموا في الجامعة في دير سيدة البلمند البطريركي، ترأسه مدبر الدير الارشمندريت جورج يعقوب وعدد من الكهنة، بعد تعليق الدروس نهار الاثنين اثر فقدان ثلاثة من طلابها الذين وافتهم المنية فجر يوم الجمعة 24 شباط بحادث سير مروع في شكا.


حضر الجناز الدكتور نادر حديفة ممثلا وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الاعمال عباس الحلبي، والنائب جميل عبود ورئيس الجامعة الدكتور الياس الورّاق وعدد من العمداء والاساتذة والطلاب الذين ارتدوا الاسود وزينوا جامعتهم بالاعلام البيضاء.




 والقى الاشمندريت جورج يعقوب عظة لأفراد العائلة البلمندية "الذين اجتمعوا لقول هذه الصلاة على راحة نفس كل الذين تعلّموا واشتغلوا وعلموا بجامعة البلمند وبذهننا كل شخص له أحبة تعرّف عليهم بالجامعة إن كان من أصحابه، او من رفاقه بالدرس أو من الأساتذة أو من الناس الذين اشتغلوا وقدموا وضحوا في سبيل تطور هذه الجامعة ونموها. واجباتنا ان نذكرهم دائماً بالصلاة، وان ذكرهم مؤبد لأن هؤلاء الذين مروا على هذه الجامعة اصبحو أفراداً من عائلة التلة البلمندية الذين لا يمكن أن ننساهم ولا يمكن أن ننسى حضورهم.


نستغل هذه الفرصة لنرفع قلوبنا وصلواتنا الى الرب ليتحنّن علينا ويغدق رحمته على هذا البلد ليتمكن شبابه من العيش بكرامة، التي تسعى الجامعة دائماً ان تقدمها من خلال العلم، بواسطة المعرفة، والثقافة، وبواسطة الحياة الحقيقية للأخلاق. لا تخافوا من شيء، ولا تسمحوا لاي شيء ان يزعزكم اثبتوا بمحبتكم لله وابقوا ثابتين بمحبتكم لجامعتكن وكونوا على ثقة ان بالإدارة الحكيمة للجامعة وسوياً سنتمكن بشفاعة سيدة البلمند من الوصول إلى خلاص البلد. نحتاج الى الصبر، وصبرنا كثيرا، المطلوب أن نفتح قلوبنا لرحمة الله لنتعاون ضد الشر  الموجود في هذا العالم. الموت حق ولكن نحزن حين يكون هذا الموت بسبب الإهمال، اهمال من هو مؤتمن على حمايتنا. نصلي لراحة نفوس كل الذين انتقلوا وكل الذين كان لهم الدور من طلاب وعاملين بالجامعة".


وبعد الجناز اضاء الطلاب الشموع ووضعوا الزهور امام صور زملائهم وقال الدكتور حديفة انه حضر للمشاركة بهذه المأساة التي ذهَبَ ضحيتها ثلاثة طلاب بمطلع العمر من خيرة الشباب، وقال: "يجب ألا نخاف ولكن الإيمان كبير، ونتمّنى على المسؤولين تفادي الحوادث قبل حدوثها، خصوصاً ما نشهده على طرقات لبنان".





وقدم التعازي الحارّة باسم وزير التربية لكل أسرة البلمند والطلاب والأهل واعتبر مشاركته في الصلاة وإضاءة الشموع للتخفيف من هذه المأساة.

 

والقى رئيس الجامعة الدكتور الياس الورّاق كلمة قال فيها: "يصعب الكلام في هذه الاوقات لأنه من غير الممكن التعبير عن حجم المأساة، خصوصاً ان مآسي البلد عديدة وغالبا ما توجهنا الى طلابنا واساتذتنا وموظفينا ان ينتبهوا لأننا نعيش في بلد محفوف بالمخاطر التي تلاحقنا ولا ندري الى اين قد تؤول، وهذا ما شهدناه مع الطلاب الذين فقدوا ارواحهم.


أتمنى أن يكون ما حصل عبرة للمسؤولين عن البلد بشكلٍ عام وعن منطقة الشمال بشكلٍ خاص، على الأقل طرقات آمنة وليس طرقات للموت".


وتوجّه إلى الطلاب قائلاً: "كنت أتمنى أن ألتقي بكم في أجواء أفضل من تلك التي نمّر بها، ولكن مما لا شك فيه أن الأسبوع الذي مرَّ علينا هو من أكثر الأسابيع سواداً وحزناً في جامعة البلمند.


ما أردت قوله أن الشيء الوحيد الذي نطلبه هو الراحة لنفوسهم والصبر لأهاليهم، لأن هذا المصاب كبير وأليم. كل ما بالإمكان فعله هو تقديم الصلاة أن تكون أرواحهم موجودة في مكان أفضل من الذي نحن فيه. أتمنى عليكم جميعاً، بقدر الحزن والتعاسة والتشاؤم ان نبقى دائما على ايماننا الذي يساعدنا لننهض كل يوم ونقوم بما يجب أن نفعله.


وأقدم التعازي لخسارة عزيزين على قلوبنا، وأدعو بالصبر لقلوب محبيهم وأتمنى لكم الأمان والطمأنينة وراحة البال. وسنكمل على الرغم من الظروف الصعبة كافة، لأن لا طريق لدينا إلا طريق الأمل بمستقبل أفضل وطريق الإيمان بربنا وبأنفسنا وبجامعتنا وكل ما هو خير".


وقال عميد كلية اللاهوت الارشمندريت جاك خليل ان الموت هكذا هو "خطيئة كبيرة فالتسبب للشباب بالموت والحزن لجميع المختصين بهم، جريمة تجاه الله والشعب اللبناني بأكمله. يجب التحرك والترفع عن المصالح، هناك العديد من الحلول السهلة غير المكلفة وتنقذ العديد من الناس، نحتاج إلى الترفع والتنزه عن المصالح الشخصية".

MISS 3