جورج الهاني

كلمة التحرير

اللاعبُ المجنّس... "تعا ولا تجي"

6 آذار 2023

02 : 01

منتخب لبنان لكرة السلة

إختتم منتخب لبنان لكرة السلة مشواره الناجح في التصفيات الآسيوية المؤهلة الى كأس العالم 2023 بعدما احتلّ المركز الثاني بجدارة في مجموعته خلف نيوزيلندا المتصدّرة، ليترافقا معاً الى "العرس السلّوي" عن القارة الصفراء الى جانب منتخبَي الأردن والفيليبين.

ولا شكّ أنّ أطرافاً عدّة ساهمت في هذا الإنجاز التاريخي لوطن الأرز الذي يتكرّر للمرّة الرابعة بعد أعوام 2002 و2006 و2010، فلولا الجهود والتضحيات المشتركة بين إتحاد كرة السلة الذي سهر على رعاية اللعبة، وبين الأندية التي شكّلت فرقها "باللحم الحيّ" ودعمت لاعبيها مادّياً ومعنوياً لكي يحافظوا على مستواهم الفنّي والبدنيّ على رغم كلّ الظروف الصعبة المحيطة، وبين اللاعبين أنفسهم الذين تحدّوا ذاتهم وأوضاعهم المزرية وأصرّوا على المواظبة على التمارين والمباريات من دون يأس أو إحباط، إضافة الى المواكبة الدائمة لجماهير الأندية الوفية على المدرّجات برغم إرتفاع أسعار بطاقات الدخول الى الملاعب، لما بلغت كرة السلة اللبنانية هذه المرتبة المشرّفة عربياً وآسيوياً ودولياً.

أمّا اليوم، وبعد الوصول الى الهدف المنشود، وقبل ستّة أشهر تقريباً من موعد كأس العالم، فإنّ أمام الإتحاد والجهاز الفنّي لمنتخب لبنان بقيادة المدرّب الشاب القدير جاد الحاج مهامّ ومسؤوليات جسيمة لكي تكون المشاركة اللبنانية مدعاة فخر وعلى قدر آمال وتطلّعات اللبنانيين أينما وُجدوا.

وفي هذا السياق، طفت الى السطح في الأسابيع الأخيرة مسألة تجنيس اللاعب الأجنبيّ عمري سبيلمان ليشكّل دعامة للمنتخب في البطولة العالمية، حيث إنّ هذا الملفّ حالياً موضع تجاذبات سياسية عقيمة لن تؤدّي في نهاية المطاف إلا الى إجهاض هذه الخطوة. وفي شأن متّصل، بدا مستغرباً موقف "التيار الوطني الحرّ" الذي يصرّ عبر نوّابه وقيادييه على أنّ رئيس الجمهورية وحده صاحب الصلاحية في توقيع مرسوم التجنيس حفاظاً على حقوق المسيحيين وموقع رئاسة الجمهورية، وهذا ما يتناقض مع المساعي الحثيثة التي يبذلها إتحاد كرة السلة برئاسة رئيسه أكرم الحلبي المقرّب من التيار من أجل التوقيع على مرسوم تجنيس اللاعب سبيلمان بغضّ النظر عن الأطر القانونية التي يجب أن يسلكها المرسوم لكي يدخل حيّز التنفيذ، وذلك قبل أن يداهم الوقت منتخب لبنان ويصبح الإتحاد مجبراً حينها على الإستعانة بأحد اللاعبَين المجنّسَين السابقين نورفيل بيل أو آتير ماجوك.

وفي الختام يبقى السؤال الذي يطرحه وسط اللعبة في الآونة الأخيرة: لماذا لم يسارع إتحاد كرة السلة الى تجنيس اللاعب سبيلمان أو غيره فور تأهل لبنان رسمياً الى كأس العالم في أواخر شهر آب الفائت، حيث كان يتبقى شهران كاملان من ولاية الرئيس ميشال عون، وبالتالي كانت هذه المسألة برمّتها سلكت طريقها القانونيّ السليم من دون أي عقد "مفتعلة" أو عراقيل؟