تجهيز 150 مركزاً للرعاية الصحيّة الأوليّة بالطّاقة الشمسية..

الأبيض: مسؤوليّة إصلاح القطاع الصحيّ تقع على كاهل لبنان ووزاراته

17 : 36

أعلنت وزارة الصحّة العامة و"اليونيسف" عن تجهيز 150 مركزاً للرعاية الصحيّة الأوليّة في مختلف المناطق اللّبنانيّة بالطّاقة الشمسية لضمان استمرارِ خدمات التّطعيم، إلى جانب خدمات الرّعاية الصحيّة الأوليّة الأساسيّة الأخرى، في ظل الانقطاع المتزايد للتيار الكهربائيّ. فبموجب الدّعم التمويليّ المقدّم من ألمانيا من خلال بنك التنمية الألمانيّ وحكومة الولايات المتحدة، ستبدأُ "اليونيسف" في تنفيذ مشروع تجهيز هذه المراكز بالطّاقة الشمسيّة في شهر آذار، ليتمّ الانتهاء من الأعمال بحلول نهاية شهر أيار 2023.


وجاء ذلك، ضمن لقاء في وزارة الصحَّة العامَّة، حضره الوزير فراس الأبيض، وشارك فيه كلٌّ من السّفيرة الأميركيّة في لبنان دوروثي شيا والسّفير الألمانيّ أندرياس كيندل وممثّل اليونيسف في لبنان أدوارد بيجبيدر ورئيسة دائرة مراكز الرعاية الصحيّة الأوليّة في وزارة الصحّة العامّة رندا حمادة، إضافةً إلى معنيين.


وأكّد الأبيض "أنّ المشروع يُلبي محوراً أساسياً في الاستراتيجيّة الوطنيّة للصحّة التي تمّ إطلاقها قبل أربعة أسابيع، ويتعلّق بتغيير اعتماد قطاعنا الصحيّ على موارد غير مستدامة نحو موارد أكثر استدامة ونحو الوقاية".


وقال: "إنّني أعتقد، أنّ استمرارية مراكز الرعاية الصحية الأولية تحقق هذا الهدف، حيث قدمنا الدعم لأكثر من 270 مركزاً للرعاية في السَّنتين السابقتين، ولكن مسألة تأمين الاستدامة في قطاع الطاقة تحديداً أمرٌ جوهري، وقد جاء هذا الدّعم في مرحلة حرجة لمنح مراكز الرعاية استقلاليّة معيّنة تخولها الاستمرار في خدماتها".


ونوّه بالدعم المستمرّ الّذي يتلقّاه لبنان من المجتمع الدوليّ، لافتاً إلى أنّه "لا يتوجه فقط إلى مجتمع اللاجئين، بل إلى المجتمع اللبنانيّ بالمستوى نفسه".


أضاف: "بغض النظر عن هذا الدعم، فإن المسؤولية الكبرى في إصلاح القطاع الصحي تقع على كاهل لبنان ووزاراته".


وأردف قائلاً "إنّ مسألةَ المساءلة وبناء الثّقة ركيزة أساسيّة. وأنا على يقينٍ بأنّ الإستراتيجيّة الوطنية للصحة التي تم وضعها بالتعاون مع جهود استشارية كبيرة محلية ودولية، تحدد نظرة واضحة وخريطة طريق لاستعادة هذه الثقة".


وشدّد على ضرورة إظهار النية كما الإرادة، لافتاً إلى "أن الأفعال أكثر تعبيرا من الكلام". وقال: "وسط الفوضى والاضطرابات التي تعم مختلف القطاعات في لبنان، استمرت شبكة الرعاية الصحية في تقديم الخدمات الفعالة، واستمر العاملون الصحيون في بذل الجهود المضنية مثبتين أنهم أبطال حقيقيون".


وتابع وزير الصحة مشيراً إلى "أن الأزمة التي نعيشها كشفت أن الأنظمة التي كنا نعمل عليها سابقا لم تعد صالحة ويجب إيجاد ما هو أفضل منها، لذا إن ما يتم القيام به لا يقتصر على مقاربة الوضع من وجهة نظر مرحلية وآنية ومحدودة إنما بنظرة شاملة واستراتيجيّة، تهدف إلى إصلاح النظام الصحي للخروج بنظام أقوى يتمكن من خدمة الناس بشكلٍ أفضل، وهنا تكمنُ الشرعيّة الحقيقيّة لأي دولة".


بدوره، قال ممثل اليونيسف في لبنان أدوارد بيجبيدر: "سيؤدّي هذا الاستثمار إلى تحسين الخدمات الصحيّة الأساسيّة للأطفال. فمن الضروريّ حفظ اللقاحات في درجة الحرارة المناسبة لضمان فعاليتها، والكهرباء التي تعمل بالطاقة الشمسية، وهذا أمر بالغ الأهميّة لضمان سلامة اللقاحات ودعم مراكز الرعاية الصحية الأولية في مواصلة خدمات التحصين الخاصّة بها إلى جانب الخدمات الصحية الأساسية الأخرى".


أضاف: "تقوم اليونيسف، لسنوات، من خلال شراكتها مع وزارة الصحة العامة، بتأمين اللقاحات الروتينية الأساسية والحفاظ على جودة وفعاليّة اللوازم الصحيّة وضمان حماية الأطفال من الأمراض التي تهدّد حياتهم".


كما وأثنى السفير الألماني على مشروع تجهيز عدد من مراكز الرعاية بالطاقة الشمسية لأنه يحقق استقلالية في القطاع الصحي عن باقي الأزمات التي يُعاني منها لبنان ولا سيّما أزمة الطاقة الكهربائية، وقال: "إنّ هذا الاستثمار ولو كان محدوداً، إلا أنه يعود بفائدة كبيرة".


وفي كلمتها، أكدت السفيرة الأميركية دوروثي شيا "التزام الولايات المتحدة الأميركيّة حيال اللبنانيين وخصوصاً الذين يُعانون من الصعوبات بسببِ الأزمة الاقتصاديّة التي زادها سوءاً تفشّي وباء كورونا وبعده وباء الكوليرا".


وقالت: "إنّ الأطراف الدوليّة مستمرّة بالعمل مع الجهات الوطنيّة لمواجهة الظّروف الصعبة"، مثنية على ما يقومُ به الأبيض لمعالجة مختلفِ الأزمات الصحيّة في لبنان".


وأوضح بيانٌ صادرٌ عن اليونيسف "أنّ مشروعَ الطاقة الشمسيّة يأتي بعد تحديثِ شبكة سلسلة التبريد بأكثر من 900 جهازٍ يعملُ على الطاقة الشمسية لتعزيز برنامج التحصين، كنقطة دخول رئيسية للرعاية الصحيّة الأولية وضمان سلامة اللقاحات من خلال سلسلة تبريدٍ فعّالة وموثوق بها، فهو سيُساعد شبكة مراكز الرعاية الصحيّة الأوليّة التابعة لوزارة الصحّة العامة على تسيير وظائفها الأساسيّة على الطاقة الشمسيّة، حيث أمكن. وسيضمن ذلك بالتالي الحفاظ على تقديم خدمات التحصين وغيرها من خدمات الرعاية الصحية الأوليّة حتّى لا يفوت أي طفل اللقاحات المنقذة للحياة".


أضاف البيان: "إن أنظمة الطاقة الشمسية ستُؤثّر بشكلٍ مباشر وإيجابيّ على البيئة والمناخ بالإضافة إلى تخفيض نفقات تشغيل المولدات كشراء المازوت، حيث سيكون تحميل الطاقة الأساسي لمراكز الرعاية الصحية الأولية على الطاقة الشمسية. إذ من المعلوم أن الطاقة الشمسية لا تنتج أي انبعاثات لثاني أكسيد الكربون، وتظهر تقييمات دورة الحياة أنّ لها بصمة كربونيّة أصغر من "المهد إلى اللحد" مقارنة بمصادر الطاقة غير الصّديقة للبيئة".


وشدّد البيان على "ضرورة استمرار اللقاحات الروتنيّة الوطنيّة وخدمات الرعاية الصحيّة الأولية الأساسيّة من دون انقطاع، إذ يعدّ التطعيم نقطة الدخول الرئيسة إلى الرعاية الصحيّة الأولية وأحد أكثر تدخلات الصحّة العامة فعالية، فعندما يتم تفويتُ اللقاحات الروتينيّة، يزداد خطر تفشي الأمراض".   

MISS 3