عماد موسى

من ماري كوري إلى غادة عون

9 آذار 2023

02 : 00

في «اليوم العالمي للمرأة» تسابقت الأقلام السخية على الإشادة بمنجزات النساء وتضحياتهن في زمن الحروب والثورات واستعادة اجمل ما كُتِب عن الرائدات منهنّ بوجه الخصوص، من أيام جان دارك في القرن الخامس عشر مروراً بالفرنسية، ذات الأصول البولندية، ماري كوري، الحائزة جائزة نوبل مرتين وصولاً إلى المدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون. لا كيمياء بين عون ونصف البشرية. أليست عالمية إذاً؟

ويطيب لي في هذا اليوم العظيم، المصادف البارحة، ان أتوجه بتحية أولى إلى روح المخترعة الأميركية جوزفين كوكران، حفيدة مخترع أول قارب بخاري في الولايات المتحدة. وسأتوقف عند محطة في حياة جوزفين «في أحد العشاوات الحافلة في بيتها، تحطم عدد من الأطباق الخزفية التي تعود إلى القرن السابع عشر على أيدي الخدم في خلال غسلها فعزمت، هي الوافرة الثراء، على غسل الخزف الصيني بنفسها، بعد كل عزيمة. إلى أن ضاقت ذرعاً بهذه المهمة التي أوكلتها لنفسها. وتنقل عنها إحدى الروايات قولها «إذا لم يخترع أي شخص آخر غسالة أطباق، سأفعل ذلك بنفسي». وفعلتها. وصدر صك براءة الإختراع العام 1917، أي بعد أربعة أعوام على وفاتها. باسمي الشخصي أشكرك. بفضلك حياتي صارت أفضل.

هذا لا يعني أنني لا أقدّر، كلبناني، إبداعات كاتبات جاهلات تماماً بكل شؤون البيت والمطبخ أو أنني لا أناصر أمهات مظلومات. كما يطيب لي أن أجدد اعجابي بأنجيلا ميركل التي اختارتها مجلة فوربس العالمية، خمس مرات، الأولى عالمياً وأنا اخترت خمس عشرة مرة مونيكا بيلوتشي.

في اليوم العالمي للمرأة، أستثني (محلياً) من المعايدة، من يرصدن كل سطر، يرد في أي مقال، تُشْتمُّ منه رائحة ذكورية قوية، تزكم الأنوف، فيتنادين، عبر وسائل التواصل الإجتماعي، ويجتمعن ويصدرن إدانة أخلاقية بحق الـ «بلا أخلاق». بموته، نجا المدعو جورج برنارد شو من شرورهنّ.

وأستثني من سبق وعايدتهن قبل نحو شهر في اليوم العالمي للإذاعة ( 13 شباط).هنّ نشرة مستمرّة.

وأستثني من تعتبر أن المساواة الجندرية تقضي بأن يُرجم (معنوياً) من تناول بكلمة ملكة جمال كرواتيا السابقة، هي من شغلت ذكور العالم في مونديال قطر عن متابعة أجمل الأهداف. ومن ترى أن المساواة الجندرية تقضي بأن تلغى مسابقات ملكات الجمال المندرجة في خانة تسليع المرأة، إذ ينصبّ الإهتمام على قامات وقياسات ومنحدرات وإطلالات وشواهق.

كما استثني من يجدن في اليوم العالمي للمرأة فرصة لتعميم كراهيتهن على كل أصناف «الرجال» من عمر السابعة والعشرين حتى السابعة والسبعين، باستثناء من هم من فئة «الرجل البليد» النادر الوجود كدب الباندا.


MISS 3