نداء الوطن

"حراك بعلبك" يُقاوم التصدّعات الداخلية

22 شباط 2020

03 : 15

نشاط أسبوعي في خيمة الحراك

لا تزال "الثورة" في بعلبك تناضل للصمود بوجه الطبقة الحاكمة والفساد المستشري والسياسات المالية التي تدفع البلاد نحو الإنهيار، فيما يصطف المواطنون "طوابير" أمام المصارف للحصول على أموالهم بالقطارة. فيما غابت التجمعات والتظاهرات عن "ساحة المطران" في مدينة بعلبك، بقيت الخيم دليلاً وشاهداً على مرور "الثورة" في المدينة وتسجيل اسمها في سجلّها، غير أن دخول الأحزاب على الخط والخلافات التي وقعت على آلية التحركات أدت الى انقسام "الحراك البعلبكي" إلى جبهتين يتسابق كلٌ منهما على مصادرة "الثورة"، فيما بعلبك تحتاج إلى جهود للخروج من المستنقع الذي تتخبط فيه أمنياً وإقتصادياً.

بدأ الإنشقاق يتجلّى في الفترة الأخيرة مع تشكيل الحكومة وتوزير ابن بعلبك الدكتور حمد حسن وزيراً للصحة وقيام عدد من قياديي الحراك بزيارته على قاعدة إعطاء الحكومة الجديدة فرصة لإبراز خطتها الإصلاحية، حيث اعتبر بعض الشباب الأمر مناقضاً للأهداف التي قامت من أجلها "الثورة".

وعليه توجه هؤلاء الشباب إلى العمل بصيغة منفردة حتى أصبحت التحركات ضعيفة والدعوات إلى أي مسيرة أو تجمع لا تلاقي الصدى المطلوب بين الناس. وفيما وجّه "تجمع ثوار بعلبك" دعوة لحضور ندوة اليوم السبت تحت عنوان " كيف نواجه الأزمة الإقتصادية والمالية" يحاضر فيها الخبير الإقتصادي أكرم حمدان، وجه "حراك بعلبك" دعوة لحضور لقاء حواري مع الإعلامي يوسف مرتضى يوم السبت أيضاً تحت عنوان "واقع الثورة اليوم وإلى أين".

رئيس بلدية بعلبك الأسبق غالب ياغي ومؤسس "تجمع أبناء بعلبك" المشارك في "الحراك البعلبكي" أشار لـ"نداء الوطن" الى أن "لبعلبك وضعها الخاص نتيجة الجو السياسي والجو العشائري المسيطر، والتحركات التي حصلت منذ إنطلاقة الثورة كانت ضمن الإمكانات المتاحة، والتحرك في بعلبك كانت له رمزيته التي لاقت صدىً مستحباً عند الناس، فلم يحدث قطع طرقات لأن الرؤوس الحامية في المدينة لا تتحمل قطع الطريق وتحاشياً للمشاكل". واضاف إنّ "الثوار في ساحة المطران يقومون أسبوعياً بنشاط داخل الخيمة عبر ندوات تقام يحاضر فيها مختصون حول مختلف الجوانب السياسية والإقتصادية والمعيشية، إضافة إلى التحركات التي تحصل بين الحين والآخر باتجاه المصارف والدوائر الرسمية كما يحصل في كل لبنان".

وحول الإنقسام الواقع بين "الثوار"، أشار ياغي الى أن "الشباب كانوا كلهم ضمن خيمةٍ واحدة ولكن بعض المحسوبين لحزب معين ولديهم طموحات جامحة إختاروا الإنفصال".

بدورها الناشطة ديمة ص. أشارت لـ"نداء الوطن" الى أن "الثورة التي إنطلقت منذ ما يقارب الأربعة أشهر شهدت تراجعاً لعدة عوامل، أولها أن بعض الثوار رأى أن تعطى الحكومة الجديدة فرصة، والعامل الثاني هو المواجهة الأمنية من قبل السلطة التي أثرت على البعض أيضاً، والعامل الثالث هو عامل الطقس والتحاق العديد بأعمالهم ووظائفهم، ويتم الآن العمل على إعادة لملمة صفوف الثورة ووضع برنامج وخطة للإنطلاق من جديد وبزخم أكبر نتيجة تصرفات السلطة الحاكمة التي تعطي الثوار الذرائع للإستمرار". وأضافت أن "العقلاء والمهتمين والذين يريدون للثورة في بعلبك أن تبقى يعملون على توحيد الصفوف فيما أحد الأحزاب عمل ولا يزال على شق الصفوف".


MISS 3