محمد دهشة

"عين الحلوة": مواجهة "صفقة القرن" بـ"الطابع" التاريخي الفلسطيني

22 شباط 2020

03 : 25

الطابع البريدي يواجه صفقة القرن الاميركية

لم يترك اللاجئون الفلسطينيون في لبنان وسيلة لمواجهة "صفقة القرن" الاميركية، التي تهدف الى تصفية القضية الفلسطينية وشطب حق العودة، الا ولجأوا اليها، بالاضافة الى المواقف السياسية الرافضة لها والمتمسكة بحق العودة، وهبات الغضب الشعبي بالتظاهرات والاعتصامات والوقفات الاحتجاجية، وعرض سندات التمليك "الطابو"، ومفاتيح منازلهم القديمة، مؤكدين انهم اصحاب الارض وان الاحتلال الاسرائيلي شردهم عنها قسراً منذ اكثر من سبعين عاماً.

الفنان الفلسطيني أحمد خطاب، واحد من ابناء مخيم عين الحلوة، قرر مواجهة "الصفقة" على طريقته الخاصة بعرض مجموعة طوابع تؤرخ لتاريخ فلسطين القديم، مؤكداً ان "الطوابع لا تكذب، فهي تحمل تاريخ أرض، هوية شعب، وتراث وطن، وأهم إنجازات أبنائها الثقافية والفنية والعالمية"، فالطوابع البريدية شكلت على مدار العالم سفارات متنقلة، فالطابع هو سفير متجول فوق العادة، يحكي تاريخ الشعوب، وينشر حضارتها في قصاصة صغيرة الحجم وغنية في محاكاة الآخرين، بإنجازات الأوطان الثقافية والتراثية والعلمية والسياسية، فهي مادة تاريخية تحملها الرسائل ويحتفظ بها الهواة في كل العالم.

وخطاب، هو عضو الجمعية الفلسطينية لهواة جمع الطوابع والعملات يؤكد لـ "نداء الوطن"، "ان من الواجب الوطني عليّ ان اعرض طوابع فلسطين التاريخية لمواجهة صفقة القرن وزيف الادعاء الاميركي الاسرائيلي، فارض فلسطين لنا ولن نتخلى أو نتنازل عنها"، موضحاً "لقد وجدت الوقت مناسباً لتكون هذه الطوابع شاهداً حياً على حقنا، بعدما كنت كهاوٍ جمعتها على مدى سنوات لتحكي عن نضال الشعب الفلسطيني وتجسد المسيرة الوطنية ودفاعه عن قضيته المحقة"، مشيراً الى أن القدس لم تغب عن الطابع البريدي منذ أن اصدرت السلطات العثمانية طوابع عليها مناظر للقدس ومناطق فلسطينية أخرى. اليوم بعد قرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب باعتبار القدس عاصمة للكيان الاسرائيلي، يؤكد خطاب وهو ايضاً صاحب مجموعة "طوابع فلسطين في عيون العالم"، ان "اللجنة العربية الدائمة للبريد أقرّت إصدار طابع بريدي مشترك بعنوان "القدس عاصمة فلسطين" وقد تعاقبت تسع دول عربية حتى الآن، على إصداره منذ ٩ تشرين الأول 2019، وحتى اليوم. ومن المتوقع مشاركة أربع دول عربية أخرى، وقد أطلقت سلطنة عمان مؤخراً طابعاً بريدياً يحمل عنوان "القدس عاصمة فلسطين"، آملاً أن تسمح الظروف الحالية في لبنان، لاقامة أكثر من معرض لمواجهة صفقة القرن".

يؤكد أبناء مخيم عين الحلوة ان هذه "الصفقة" ستسقط كما سقط غيرها من محاولات أميركية واسرائيلية لشطب القضية الفلسطينية وحقوقهم ولا سيما حقهم في العودة الذي يعتبر اللاجئون انه لا يسقط بتقادم الزمن وانه كما باقي الحقوق والهوية الفلسطينية أمانة لدى أجيال اللاجئين يتوارثونه من جيل الى جيل، وسندات التمليك والوثائق التاريخية والطوابع والادوات التي حملها الاجداد كلها شواهد على ذلك.

ميدانياً، نظمت "الجماعة الاسلامية" وحركة "حماس" إعتصاماً جماهيرياً عند "ساحة الشهداء" في صيدا، رفضاً لـ "صفقة القرن"، وذلك بحضور ممثلين عن القوى اللبنانية والفصائل الفلسطينية، وحشد من رجال الدين وابناء المدينة ومخيماتها الفلسطينية.

وتحدث في الاعتصام ممثل حركة "حماس" في لبنان أحمد عبد الهادي، فأكد ان حركة "حماس" لن تلقي السلاح وهي تتمسك بتحرير فلسطين وحقوق شعبنا الوطنية"، مؤكداً على أهمية عقد اجتماع جامع يتم فيه اتخاذ قرار فلسطيني موحد ضد "صفقة القرن" ووضع الخطة في اطار مشروع العودة.

وتحدث نائب رئيس المكتب السياسي للجماعة الاسلامية بسام حمود، فأكد انه على الرغم من الظروف الصعبة التي نعيشها، ورغم "الثورة الشعبية" التي انطلقت في لبنان، في وجه الظلم والفساد، الا ان الجماهير اللبنانية المنتفضة في ساحات الحرية اثبتت تعلقها بفلسطين، وانتفضت واعلنت من خلال كل ساحات الثورة، "سنبقى نحمل هذه القضية وندافع عنها وعن أبنائها وندعم صمودهم في لبنان، وكل دول الشتات".

من جهة أخرى، زار وفد قيادي من "حماس" برئاسة عبد الهادي، رئيس فرع مخابرات الجيش في الجنوب العميد فوزي حمادة، حيث استعرض المجتمعون مخاطر صفقة القرن وتداعياتها على فلسطين والمنطقة.