تدشين "مشروع تطوير نبع علمان" بالشّراكة مع "اليونيسف"

16 : 12

رعى رئيس مجلس النواب نبيه بري ممثلاً بالنائب هاني قبيسي الاحتفال الذي نظمته مؤسسة مياه لبنان الجنوبيّ لتدشين "مشروع تطوير نبع علمان" ضمن منظومة النبطية المائية الذي نفذ بالشراكة مع منظمة "اليونيسف" وبتمويلٍ من ألمانيا من خلال البنك الالمانيّ للتنمية KfW.


الاحتفال الذي أُقيم عند خزان الحمرا في زوطر الشرقية - النبطيّة، حضره رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، النائب ناصر جابر، المدير العام لمؤسسة مياه لبنان الجنوبيّ وسيم ضاهر ممثلاً وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض، محافظ النبطيّة بالتكليف حسن فقيه، ممثّل منظمة "اليونيسف" في لبنان إدوارد بيجبي، قائد سريّة درك النبطيّة العقيد توفيق نصرالله، مسؤول مكتب مخابرات النبطيّة العقيد الركن علي إسماعيل، رؤساء اتحادات بلدات جبل عامل علي طاهر ياسين، الشقيف النبطية محمد جميل جابر، جبل الريحان المهندس باسم شرف الدين، ورؤساء بلديات ومخاتير المنطقة وفاعليّات.



ضاهر

بعد النشيد الوطني وكلمة ترحيب من رئيس بلدية زوطر الشرقيّة وسيم اسماعيل، ألقى ممثل وزير الطاقة المدير العام لمؤسسة لبنان الجنوبيّ وسيم ضاهر، كلمةً قال فيها: "بدايةً أشكر ثقة وزير الطاقة والمياه وليد فياض الذي شرفني بإلقاء كلمة الوزارة بالنيابة عنه، إذ تقوم وزارة الطاقة والمياه بجهودٍ استثنائيّة، وبشكل متوازٍ لتطوير قطاعات الطاقة والنفط والمياه، من خلال تطوير الاستراتيجيّات الموضوعة، لبلوغ الأهداف والأولويات، إن لجهة تحسين جودة المياه ووصولها لأكبر عدد ممكن من غير المواطنين، كما تعمل على تعزيز استقلالية مؤسسات المياه، عبر تسريع تنفيذ المراسيم التطبيقيّة لقانون تنظيم المياه، وإبرام العقود والاتفاقيّات مع الجهات المانحة الدولية، لإنجاز مشاريع الانتقال والتحوّل الالكترونيّ، ومشاريع تحسين الإنتاج والتوزيع والجباية وزيادة الاشتراكات.


وعلى رغم ما يمرّ به لبنان من تحديات وظروف قاسية على المواطنين والمؤسسات العامة على حد سواء، عملت وزارة الطاقة على الاستثمار في الشراكة المعقودة مع الجهات المانحة لتنفيذ استراتيجية ترتكز على إعادة بناء وتطوير وتأهيل البنى التحتية لمؤسسات والمياه وبشكل متوازٍ ومتوازن، ووقعت مع المنظمات الدولية اتفاقيات شراكة وتمويل لباقة واسعة من المشاريع التي تستهدف ضمان استدامة عمل المؤسسات من جهة واستمرارية "التغذية" بالمياه، وأيضاً استعادة التوازن المالي لهذه المؤسسات من دون تحميل المواطن الأعباء الموازية لارتفاع التكاليف، وكلّ ذلك ضمن خطة تعافٍ على خمس سنوات تضمن استمرارية المؤسسات واستدامة الخدمات وتحسين شروطها وبيئتها.


إنّ هذه الشراكة الاستراتيجيّة بين وزارة الطاقة وبين الجهات المانحة والداعمة من المنظمات الدولية، والتي تأتي "اليونيسف" في مقدمتها، أثمرت تنفيذاً للعديد من البرامج والمشاريع، كما نرى اليوم في الموقع الذي نحتفل بتدشين منشآته "نبع علمان" التي ستثمر تحسيناً لكميات المياه العذبة المستفاد منها، وبناءً لمحطات ومنشآت وفق منظور فني وهندسي مناسب وموائم للبيئة والطبيعة المحيطة.


كذلك، كنّا في مؤسسة مياه لبنان الجنوبي وباقي مؤسسات المياه في لبنان، من المستفيدين من هذه "الشراكة" فاستثمرنا في مندرجاتها لتنفيذ استراتيجيتنا لتطوير قطاع المياه، لتحقيق أهدافنا بالوصول إلى مصادر مياه سطحيّة غير ملوّثة، أي الينابيع، وإنتاجها وتكرير وضخّ المياه بكلفةٍ أقلّ، والحفاظ على جودة المياه، وتعزيز ثقة المواطن بالمؤسّسة، وتحسين بيئة الخدمات والتواصل وآليات متابعة الشّكاوى، وإطلاق المشاريع المركزيّة الكبرى، والانتقال إلى الضخّ مركزياً بواسطة منظومات مياه مناطقيّة، ومن ثمّ التوزيع بالجاذبية، خفضاً للأكلاف وضماناً لتوسعة قدرات المؤسسة التخزينية ومجاراة النمو السكانيّ والهجرة المعاكسة من المدينة الى الريف.


لكنَّ المؤسسة واجهت كالمواطنين، وكما باقي المؤسسات العامة، لا سيما مع نهاية العام ٢٠١٩ سلسلة متتابعة من التحديات والأزمات والظروف، بدءاً ممّا حصل نهاية عام ٢٠١٩ من تظاهرات وحراك، ولاحقاً أزمة انتشار كورونا، وأزمات الطاقة والمحروقات وارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة، واضطرت لتعديل أولويات استراتيجيتها ٢٠٢٠ – ٢٠٢٥ بما يتلاءم والتحديات المستجدة، فواصلت وبالتزامن مع تنفيذ المشاريع الكبرى، وأعمال الصيانة والتأهيل وبالشراكة مع الجهات المانحة وفي مقدمتها "اليونيسف"، متابعة كل ما يؤمن استمرارية التغذية بالمياه في الظروف الصعبة، وإنجاز مشاريع التطوير والتأهيل التي يعتبر "مشروع نبع علمان" واحداً منها.


لقد استطاعت مؤسسة مياه لبنان الجنوبي بالشراكة مع "اليونيسف" تنفيذ مشاريع هامة لا سيما منها مشروع "منظومة معروب المائية" وينابيع الرشيديّة ومنظومة عيتيت، و"مشروع تطوير وتأهيل منشآت نبع الطاسة"، وها هي اليوم تدشّن مشروع "نبع علمان" الذي رفع الكمية المستفاد منها من المياه العذبة من نحو٦٩٠ متر مكعب يومياً إلى ١٠ آلاف متر مكعب ، وتم أيضاً إنشاء مبنى خرسانيّ لحماية "حصرة النبع" ومحطَّتَي ضخ مع خزاني كسر ضغط وخزان مناطقيّ لتجميع المياه قبل توزيعها على القرى المستفيدة من المشروع والتي ستكون رافداً لمنظومة النبطية المائية التي تشمل بالإضافة الى تأهيل منشأة آبار فخر الدين، تطوير وتأهيل منشآت نبع الطاسة، بناء خزانات مناطقية بسعات ١٠٠٠ – ٢٥٠٠ متر مكعب، وأيضاً ربطها بمشروع "نبع غلة" الذي أنجزت الدراسات اللازمة له كافة، وننتظر تأمين التمويل.


نعم، هذا ما قامت به مؤسسة مياه لبنان الجنوبي على مدى سنوات التحدي والظروف الصعبة، وهي ملتزمة بمواصلة الجهود وتنفيذ استراتيجيتها لتأمين وصول المياه لكافة المستحقين، علماً أن كل هذه الجهود تبذل في وقت يعاني فيه عمال وموظفو المؤسسة ضغوطاً حياتية قاسية، بدءاً من تدني قيمة رواتبهم، وارتفاع اكلاف النقل والتنقل، وغلاء المعيشة، وفي الوقت نفسه وبغياب الإجراءات الحكومية اللازمة لمعالجة أوضاعهم وأوضاع موظفي القطاع العام، يحرمون من الاستفادة أيضاً من منصة "صيرفة" التي كانت تؤمّن لهم تحسيناً غير كاف في القدرة الشرائية لرواتبهم المتدنية والهزيلة، والتي لو كان القانون يسمح لما كنا ترددنا للحظة في رفعها بما يؤمن انصافهم وتقدير جهودهم وتحقيق أقل قدر من الاستقرار والاطمئنان لهم ولعائلاتهم الكريمة.


بيجبيدر

وكانت كلمة لممثل "اليونيسف" بيجبيدر، أعرب فيها عن سعادته لإتمام هذا المشروع الحيوي بنجاح، هذا المشروع الذي سعت "اليونيسف" إلى أن يكون من ضمن المشاريع التي تهدف الى تنمية المنطقة ومساعدة السكان على التغلب على المشاكل التي يعانونه لإيجاد حلول للحصول على المياه، وأمل في أن يكون المشروع ساهم مع الجهات الرسمية ومؤسسة مياه لبنان الجنوبي في إيجاد حلول وخصوصاً في ظل ما يعانيه هذا البلد من مشاكل إقتصادية صعبة تنعكس سلبا على المواطنين.


بعدها كانت كلمة ممثل راعي الاحتفال النائب قبيسي فقال:


"هذا الافتتاح اليوم يعتبر خطوة ايجابية المنطقة بأمس الحاجة لها، فما قدم اليوم من تعاون نباركه بين مصلحة لبنان الجنوبي وبين منظمة "اليونيسف" والبنك الالماني للتنمية لما يؤمنه من حاجة ضرورية لأهلنا ولا بد لنا من أن ننوه بما تقوم به منظمة "اليونيسف" على مساحة الجنوب ولبنان فهذا المشروع ليس الوحيد الذي ساهمت فيه "اليونسيف"، بل ساهمت بالكثير من المشاريع على مساحة الجنوب فهكذا تترجم السياسات وهكذا تترجم الافعال لان البعض يترجم سياسة ضد لبنان لمعاقبته للدفاع عن ارضه وصموده بوجه كلّ معتدٍ بحصار قاس ظالم على اهلنا وعلى شعبنا وللأسف يترجم على أيدي بعض الساسة في لبنان مسلكاً يعزز لغة الاختلاف والفرقة والانقسام ونحن نصر بشكل دائم على أن يبقى لبنان بلد العيش المشترك بلد المحبة وسنحافظ على هذا الوطن رغم الاختلافات السياسية والانقسامات التي تحصل في لعبة ديمقراطية نحافظ من خلالها على كل مؤسسات الدولة لان البعض يعكس هذا الخلاف على واقع اقتصادي وتنموي وانهاك لمؤسسات الدولة عبر تعطيل معظمها ومع الاسف ما نشهده هذه الايام هو تدمير لأغلب مؤسسات الدولة بأزمة اقتصادية خانقة هذه الازمة يساهم فيها كثر يرفضون لغة الحوار والتواصل لنصل الى تنفيذ استحقاقاتنا وسنبقى الى جانب مؤسساتتا ومنها مصلحة لبنان الجنوبي التي تحمل عبئاً كبيراً لايصال المياه إلى أهلنا على مساحة كل الجنوب، نعم الوطن بحاجة الى التفاهمات والى الحوار ونبذ الاختلافات مهما تباعدت الرؤى، يجب أن تبقى مؤسسات الدولة بعيدة من التأثر باللغة الطائفية والمذهبية ومصالح الطوائف لتبقى مصلحة الوطن هي العليا وفوق كل اعتبار لنحافظ جميعا على مؤسسات الدولة لنعيد تفعيل الجامعة اللبنانية والمدرسة الرسمية وكل هذه الامور بحاجة لتوافق سياسي ولحوارٍ داخليّ نأمل في أن يهتديَ البعض لننتقلَ بلبنان من زمن الحصار إلى زمن الانتصار فنحقّق رغبة الشهداء الذين سقطوا على أرض الجنوب عزاً وكرامة وأتوجّه بالشكر إلى ممثل منظمة "اليونيسف" على كل ما يقومون به على مساحة كل الجنوب وهذا يترك بصمة خير ومحبّة واحترام من أهلنا في الجنوب إلى مجتمع دوليّ اعتاد على ظلمنا وانتم تشكلون مساحة امل ووفاء بعلاقات طيبة على مساحة العالم بهذه النشاطات التي تقومون بها وبالتعاون مع مصلحة لبنان الجنوبي نأمل ان يستمر هذا الدعم لتطوير المؤسسات وصيانتها".


بعد ذلك قص قبيسي ورعد وضاهر وبيجبيدر الشريط التقليديّ لافتتاح المشروع، وأزاحوا الستارة عن لوحة تؤرخ المناسبة، وكانت جولة في أقسام المشروع.


رعد

وإثر الجولة، اعتبر رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد في تصريحٍ له: "إن الشّح في المياه كان يتطلّب خُطة إستراتيجية لحُسُن ن استثمار المياه الموجودة من مصادرها النقيّة والنظيفة من أجل أن تُوزّع على القرى.


وتابع: ما أبدَعته مؤسسة مياه لبنان الجنوبي هي أنها وضعت هذه الخطة والتي توزعت عبر مفترقات عدّة، منها هذا المشروع "نبع علمان"، الذي يُزوّد عشر قرى من منطقة النبطية بمياه الشفة ويرفَع منسوب الاستفادة ممّا كان عليه مئة وخمسين مرة عمّا سبق.


أضاف رعد: "هذا الأمر يُتيح فُرصة الاستفادة من المياه التي تهدِرُ إلى البحر ونستفيد منها من أجل خدمة شعبنا وأهلنا".


وشدّد رعد على أن "ما تقوم به كتلة الوفاء للمقاومة بالتعاون مع كتلة التنمية والتحرير وبرعاية ومواكبة من الرئيس نبيه بري وقيادة حزب الله هو التشجيع على هذه المشاريع وتنفيذها وتوفير كل المناخات الملائمة من أجل إنجازها خدمةً لأهلنا وشعبنا في الجنوب".


وتوجه رعد بالشكر لمن تعاون من المؤسسات الدوليّة، مؤسسة "اليونيسيف"، ولكلّ من جهِد من محليّين والمختصّين في هذه المنطقة من أجل إنجاز هذا المشروع. 



MISS 3