رحّب بالتقارب السعودي - الإيراني

الراعي: الجرم الذي يرتكبه نوّاب الأمة هو عدم إنتخاب رئيس للجمهورية

11 : 18

شدد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي على أن الجرم الذي يرتكبه نواب الأمة هو عدم إنتخاب رئيس للجمهورية بسبب الفيتوات على هذا أو ذاك ممن تطرح أسماؤهم للترشيح.

كما رحّب الراعي "بالتقارب بين المملكة العربية السعودية وجمهورية إيران الإسلامية واستعادة العلاقات الديبلوماسية بينهما بعد انقطاع دام ست سنوات"



كلام الراعي جاء في عظة قداس الاحد الذي ترأسه في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، بمشاركة رئيس اساقفة ابرشية سان دييغو اللاتينية الاميركية الكاردينال روبرت ماك روي، اسقف ابرشية فينيكس اللاتينية الاميركية جون دولان، النائب البطريركي المطران انطوان عوكر، المدبر الرسولي لابرشية سيدة لبنان - باريس المطران بيتر كرم، امين سر البطريرك الاب هادي ضو، الاب العام ايلي ماضي، رئيس مزار سيدة لبنان الاب فادي تابت، في حضور المدير العام لوزارة التربية والتعليم العالي عماد الأشقر، الأمين العام السابق للكتلة الوطنية جان حواط، وفد من متقاعدي قوى الأمن الداخلي، نجل الشهيدين صبحي ونديمة الفخري باتريك الفخري باتريك، وحشد من الفاعليات والمؤمنين.

العظة التي حملت عنوان: "إنّ إبني هذا كان ميتًا فعاش، وضالًّا فوُجد"، استهلّها الراعي بالقول: "يسعدنا أن نحتفل معاً بهذه الليتوجيا الإلهيّة، فأرحّب بكم جميعًا، وبخاصّة بنيافة الكردينال Robert McElroy رئيس أساقفة San Diego في الولايات المتّحدة الأميركيّة ومرافقيه الأسقف والكاهن، وسيادة أخينا المطران بيتر كرم المدبّر الرسوليّ لأبرشيّة سيّدة لبنان- باريس المارونيّة. وأوجّه تحيّةً خاصّة إلى أهل عزيزنا المرحوم الأب حارس مطر، إبن الرهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة، الذي ودّعناه بكثير من الأسى والصلاة منذ إثني عشر يوماً مع أشقّائه وشقيقاته وأنسبائه ومع قدس الرئيس العام الأباتي هادي محفوظ والآباء المدبّرين وأبناء الرهبانيّة وأهالي لحفد ومعاد الأعزّاء. كما نحيّي عائلة المرحوم ألبير مسعد: زوجته وأبناءه وابنته وأشقّاءه وشقيقته والأنسباء. وقد ودّعناه معهم بكثير من الأسى وبصلاة الرجاء منذ عشرة أيّام، مع أهالي عشقوت العزيزة ومعارفهم. نصلّي في هذه الذبيحة الإلهيّة لراحة نفسي المرحومين أخوينا الأب حارس وألبير، ولعزاء عائلاتهم وأبناء الرهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة".


وتابع: "يطيب لي أن أرحّب بالوفد من المتقاعدين في قوى الأمن الداخلي، وهم يطلبون منّا التوسط لدى السلطات المعنيّة لنيل بعض مطالبهم الحيويّة ليعيشوا بكرامة مع عائلاتهم. وهي على سبيل المثال تختصّ بنفقات الطبابة والإستشفاء، والمحروقات، والتعويضات، وشراء السلع، والمساعدات الإجتماعيّة والمدرسيّة وسواها. ونعدهم بمراجعة السلطات المعنيّة".


واضاف: "معظم الناس اليوم فقدوا معنى الخطيئة، حتى أنّها أصبحت غير موجودة، بما فيها مخالفة وصايا الله ورسومه وتعليم الإنجيل والكنيسة. وأصبح العالم خاليًاً من الخطيئة: فلا القتل خطيئة، ولا السرقة ولا الفساد، ولا الضغينة، ولا البغص، ولا الكبرياء، ولا حبّ النزاع، ولا التعدّي على حقوق الغير، ولا الظلم، ولا الإستبداد، ولا الكبرياء، ولا القهر. ولذلك لا توجد توبة ولا شعور بندامة، ولا صوت ضمير يردع ويدعو إلى الإصلاح. هذا هو مكمن أزماتنا في لبنان سياسيّاً وأخلاقيّاً واقتصاديّاً وماليّاً واجتماعيّاً. والسبب هو فقدان معنى الله، والإبتعاد عنه، وجهل شريعته الموحاة في الكتب المقدّسة وتلك المكتوبة في الطبيعة نفسها".


واعتبر الراعي ان "الجرم الجرم الذي يرتكبه نوّاب الأمّة هو عدم انتخاب رئيس للجمهورية بسبب الفيتوات على هذا أو ذاك ممن تُطرح أسماؤهم للترشيح. فمن أين حقّ الفيتو؟ ومن أين الحقّ في فرض شخص؟ فإذا شئتم الحوار، فتعالوا بتجرّد واطرحوا حاجات البلاد اليوم داخليّاً وخارجيّاً، وصوّتوا يوميّاً كما يقتضي الدستور فيتمّ انتخاب الرئيس الأحسن والأفضل في الظروف الراهنة. والجرم الجرم الذي يرتكبونه هو افقارهم الشعب يوماً بعد يوم، وقتله بتجويعه ومرضه وحرمانه وانتحاره، واذلاله، واقحامه على هجرة الوطن. والجرم الجرم هو تفكيكهم أوصال الدولة ومؤسّساتها الدستوريّة، وإداراتها العامة، وهو إهمال وهدر مداخيل الدولة في الإدارات والمرافئ البحريّة والمطار وأبواب التهريب. طبعاً في ذهنيّة جميع المسؤولين عن هذه الأوضاع، لا يوجد أي شعور بالخطيئة أو إقرار بها أو وخز ضمير!".


ورحب الراعي بـ "التقارب بين المملكة العربيّة السعوديّة وجمهوريّة إيران الإسلاميّة، واستعادة العلاقات الديلوماسيّة بينهما بعد انقطاع دام ستّ سنوات، بسبب عدم احترام سيادة كلّ من البلدين، والتدخلات في شؤونها الدخليّة، الأمر الذي وتّر العلاقات والأجواء الداخليّة والإقليميّة في لبنان وسوريا والعراق واليمن وبعض بلدان الخليج".


وقال: "إنّنا نبارك هذه الخطوة التي تندرج في خّط المصالحة السياسيّة. وكم نتمنّى ونرجو أن تحصل عندنا في لبنان وصولاً إلى استعادة هويّته الطبيعيّة أي حياده وتحييده عن الصراعات والنزاعات والحروب الخارجيّة، لكي ينصرف إلى الدفاع عن القضايا العربيّة المشتركة، وحقوق الشعوب، والعدالة والسلام، لكي يكون مكان التلاقي وحوار الأديان والحضارات! وهذه دعوته التاريخية".


واضاف: "كم نأمل في زمن الصوم المبارك أن نجمع النوّاب المسيحيّين ورؤساء كتلهم في يوم رياضة روحيّة يكون يوم صيام وصلاة وسماع لكلمة الله وتوبة ومصالحة، إستعداداً للعبور إلى حياة جديدة مع فصح المسيح".


وختم الراعي: " إنّنا نضع هذه الأمنية في عهدة العناية الإلهيّة، وشفاعة أمّنا مريم العذراء سيّدة لبنان، رافعين المجد والشكر للثالوث القدّوس الآن وإلى الأبد".



وبعد القداس، استقبل الراعي المؤمنين المشاركين في الذبيحة الإلهية.




MISS 3