وزير الخارجية الأرميني في جامعة الدول العربية: لعدم إضفاء طابع ديني للخلافات السياسية

12 : 12

رأى وزير الخارجية الأرميني أرارات ميرزويان في خلال مشاركته كضيف شرف في اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب في دورته العادية 159 برئاسة مصر، ومشاركة الأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط وعدد من الأمناء العامين المساعدين في الجامعة والمفوض العام لوكالة "الأونروا"، ان "العلاقات بين الشعبين الأرمني والعربي ازدادت متانة خلال الأحداث المأسوية أوائل القرن العشرين، عندما وجد الآلاف من الأرمن الذين نجوا من الإبادة الجماعية المرتكبة بحقهم من الإمبراطورية العثمانية في العام 1915، ضيافة جيدة ومأوى آمنا في البلدان العربية. خلال تلك الآونة القاسية، احتضن الشعب العربي الأرمن بكل حرارة ومنحهم حرية العيش والإبداع في بلدانه، ولن ينسى الشعب الأرمني هذا الموقف وهذه المعاملة أبدا. فأنا فخور بأن أشير إلى أن أبناء شعبنا قاموا بمساهمة ملموسة في تطوير تلك الدول العربية وتنميتها في شتى المجالات".


وأضاف: "في منطقتنا، تجري أرمينيا محادثات مع أذربيجان وتناقش تطبيع العلاقات بين البلدين بهدف إحلال السلام في المنطقة. لا أريد أن أخوض في تفاصيل الاعتداءات الشاملة على السكان المسالمين في ناغورنو كاراباخ والأراضي الخاضعة لسيادة أرمينيا. ولا أريدكم أن تجدوا أنفسكم وسط الاتهامات والجدال. بدلا من ذلك، أود أن أقدم لكم صورة عامة للعملية برمتها. أريد أن أشدد على أن أرمينيا ترفض استخدام القوة أو التهديد باستخدامها، وتحاول التفاوض مع الجيران بحسن نية، وتظل ملتزمة إيجاد حل لجميع القضايا العالقة بالوسائل الديبلوماسية. فبدلا من الرد على جهودنا الصادقة بالمثل، تواصل جارتنا أذربيجان، مع الأسف، خطاب الكراهية وتصرفاتها التوسعية المروجة للحرب".


وتابع: "هنا أود أن أتطرق إلى التطورات. كما تعلمون، مر أكثر من شهرين على بداية إغلاق ممر لاتشين - الطريق الوحيد الذي يربط ناغورنو كاراباخ بالعالم الخارجي، بشكل غير قانوني من مجموعة من النشطاء البيئيين المزعومين، ومن الواضح أن تنظيمهم من الحكومة الأذرية. علاوة على ذلك، تعطل أذربيجان بانتظام إمدادات الكهرباء والغاز إلى ناغورنو كاراباخ. ونتيجة لذلك، الأرمن في ناغورنو كاراباخ على وشك كارثة إنسانية. وبدلا من الانخراط مع السلطات المحلية الأرمينية في محادثات عن الحقوق والضمانات الأمنية لـناغورنو كاراباخ، فإن القيادة العليا لأذربيجان تدعو إلى ترحيل السكان الأصليين بغرض حرمانهم الإقامة في وطنهم وتحقيق سياستها الرامية للتطهير العرقي. ولسوء الحظ، تتلاعب جارتنا أذربيجان باستمرار بالعلاقات الأرمينية -الأذرية وقضية ناغورنو كاراباخ في مختلف المحافل الدولية، ولا سيما في تلك التي ليس لأرمينيا حضور فيها، مثل منظمة التعاون الإسلامي وحركة عدم الانحياز، في محاولة لإعطاء النزاع الأرميني - الأذري صبغة دينية واستغلال المفهوم الحساس للتضامن الإسلامي".


وختم: "نتوقع أن مثل هذه المحاولات ستكون مرفوضة من البلدان العربية الصديقة، ولن تجرها إلى ساحة الخلاف الديني. علينا منع أي محاولات إضفاء طابع ديني للخلافات السياسية والإنسانية البحتة".

MISS 3