"سفير المملكة العربية السعوديّة يجسد بمواقفه التوجّه العام للمملكة"...

عريمط: السعوديّة لا تعقد صفقات على حساب أشقائها العرب

20 : 48

أدلى الشيخ خلدون عريمط، رئيس "المركز الإسلامي للدراسات والإعلام" بالبيان التالي: "إن الحركة السياسيّة التي يقوم بها الرئيس ميقاتي بالتشاور مع المراجع الدينية، تأكيد على أن لبنان بلد التنوع والتعايش والتلاقي بين الشرائع. من الطبيعي أن يلتقي مع المراجع الدينيّة، الاسلاميّة والمسيحيّة، ليؤكّد أنّ لبنان التنوُّع والتعايش ولبنان الرسالة هو الذي سيستمر، وأن العصبيات المذهبية والطائفية والمناطقية إلى زوال خصوصاً أنّ باسيل وقبله الرئيس السابق ميشال عون، يُجسّدان أسوأ أنواع العصبية الطائفية والمناطقية التي كانت تطمح لضرب صيغة لبنان، وطن العيش المشترك. باسيل يرى أن مشروعه أصبح في طريق الاختناق أي مشروع العصبية والغاء الآخر بمعنى انه يريد أن يبني لبنان على مقاسه، وعلى مقاس مشروعه. التلاقي السعودي – الايراني، مقبرة لما كان يسير به باسيل من حيث أن يتحول لبنان إلى بلد الصراعات وأن يكون ملحقاً ضمن محور فارسي".


أضاف:" عندما يجد باسيل أنه محاصر شعبياً من خلال البيئة المسيحية، ومرفوض إسلامياً نتيجة تهوّراته وعصبيته، فمن الطبيعي أن يرفض أي خطوة فيها شيء من التلاقي بين اللبنانيين. الرئيس ميقاتي يسعى إلى أن يعود لبنان إلى دوره الوطني العربي، ودور التواصل بين العرب وبين العرب والدول الاقليمية والعالمية. باسيل في حالة فقدان التوازن السياسي نتيجة ممارساته السياسية، وعملية الغاء الآخر".


وشدد على أنّ "لقاء الرئيس ميقاتي مع بابا الفاتيكان، وما سبقه من لقاء مع البطريرك الماروني، يؤكد أن ميقاتي يسعى إلى لبنان الرسالة والتعايش. ومشروع إعادة العلاقات السعودية – الايرانية، يؤكد أن المشروع الفارسي في طريق التراجع لأن هذا التلاقي سيعيد الامن والاستقرار الى لبنان والى سوريا والعراق واليمن. والسعودية عوّدتنا باستمرار أنها لا يمكن أن تعقد صفقات على حساب أشقائها العرب. والموقف السعودي واضح، وهو عدم التدخل بالشأن الداخلي لدول المنطقة، والمشروع الايراني واضح بالتدخل في شؤون المنطقة. وعندما يلتزم الايراني بعدم التدخل بشؤون لبنان وكافة دول المنطقة، فهذا يعني اننا نسير في الاتجاه الصحيح".


واعتبر أنّ "الرئيس ميقاتي يحمل إلى الفاتيكان مشروع بناء دولة المواطنة ومشروع حقوق اللبنانيين، لأنّ مصطلحات حقوق فئة أو طائفة، مشاريع انتحاريّة في لبنان. الرّئيس ميقاتي يحملُ مشروع حقوق اللبنانيّين بالحياة وبأن يعودَ لبنان لؤلؤة الشرق، ولبنان الذي يجسد ثقافة المواطنة. شعارُ حقوق المسيحيين يؤدي إلى شعار حقوق المسلمين، وهذا لا يؤدي الى مشروع بناء وطن. الرئيس ميقاتي كما الرئيس سعد الحريري، كانا ولا يزالان يعملان لمشروع بناء وطن اللبنانيين، وتعميق ثقافة المواطنة، وأنا على يقين أنّ الرّئيس ميقاتي لا يُمكن أن يسير بمشروعٍ يتعارض مع القيم الاسلاميّة والوطنية. شعار حقوق الطوائف يجب أن يسقط ليحلّ محلّه حقوق اللبنانيين في كل مناطقهم وتوجهاتهم السياسية".


وأكد أنّ "السعودية لا يمكن أن تسير بمشروع يتناقض مع مصلحة اللبنانيين جميعاً، وسفير المملكة العربية السعودية يجسد بمواقفه التوجه العام للمملكة من خلال لقاءاته مع البطريرك ومع مفتي الجمهورية ومع المرجعيات الأخرى، إذ قال إنّه متّفق مع البطريركيّة على مواصفات الرئيس المقبل، وهو ان يكون رئيسا للبنانيين وليس لفئة معينة من اللبنانيين. التقارب السعودي – الايراني وحركة الرئيس ميقاتي، وحركة السفير السعودي تبشر بالخير لأن السعودية عودتنا دائماً أنّها لا تحمل للبنان سوى الخير والامان، ولم يسجل تاريخياً أنّ السعودية احتضنت ميليشيا أو فريقاً من اللبنانيين إنّما تحتضن لبنان الشعب والدولة والمؤسسات. لذلك، نحن مُتفائلون بحركة السفير السعودي وبلقاء الرئيس ميقاتي مع البطريرك الراعي وزيارته المرتقبة الى الفاتيكان لأن الفاتيكان بنفس التوجه لا تحمل الا الخير للبنانيين". 

MISS 3