"تعرّف على صيدا"، دراسة تاريخية أصدرها الدكتور خالد الكردي، وهي تتضمّن تفاصيل وافية عن تاريخ صيدا وأهم معالمها التاريخية والأثرية بأسلوب أدبي ممتع وشيق، حيث تساهم في إغناء المكتبات اللبنانية بمعرفة تاريخ المدينة، والعودة الى المصادر والمراجع التي كتبت عنها والتي وردت في قائمة مصادر ومراجع الدراسة المؤلفة من 84 صفحة.
واوضح الكردي، ان صيدا تستحق مثل هذه الدراسة لانها قدمت الكثير للوطن عبر التاريخ وصولاً ليومنا هذا، قائلاً "إنها أقدم مدن العالم ومنها انتشرت الأبجدية.. هي صيدون العظيمة كما ورد ذكرها في قصائد هوميروس وفي كتب العهد القديم.. أسسها الكنعانيون عام 2800 قبل الميلاد وبعدها بُنيت مدينة جبيل ثم أرواد فطرابلس. واحتفظت مملكة صيدون بزعامتها على المدن الفينيقية منذ تأسيسها، إنها صيدا المتمردة الرافضة للذل والخضوع والظلم عبر تاريخها".
وتناول الكردي الاهمية التراثية، فقال "لا توجد مدينة على ساحل البحر المتوسط تتمتع بما تتمتع به صيدا من معالم تاريخية وأثرية وسياحية.. إنها تحتاج فقط لتسليط الضوء عليها من الجهات الرسمية والأهلية لنظهر ونبرز للعالم الكنوز التي تحويها مدينتنا، وللإنصاف لا بدّ من شكر بلدية صيدا على ايلاء هذه المعالم العناية التي تستحق وفق قدراتها، والمبادرات الفردية التي يقوم بها أبناء المدينة ولا بد من الإشارة إلى وجود ما يزيد عن عشرين معلماً هاماً يستطيع أن يزورها قاصد المدينة".وأضاف: "أرجو ان أكون قد وفّقت من خلال هذه الدراسة بتسليط الضوء على تاريخ هذه المدينة العريقة الطيبة بأهلها وناسها، وان أكون قد أديت جزءاً يسيراً من حق هذه المدينة على أبنائها". وختم الكردي بقوله: "إننا قد نختلف بوجهات النظر والرؤى في ما بيننا كأبناء مدينة ولكن يجمعنا أبداً ودائماً حبّ هذه المدينة الطيبة، هذه هي صيدا.. كانت وستبقى رمزاً للعيش الوطني المشترك.. رمزاً للتضحية والفداء.. رمزاً للحرية والنضال، قلبها ينبض بحب فلسطين وستبقى عاصمة المقاومة والمقاومين".
من جهته، أكد رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي خلال رعايته الاحتفال بإعلان الدراسة أنّ "هذه الدراسة تضيف الى مكتبتنا الصيداوية إضافة مميزة كونها غنيّة أكاديمياً، ومميزة لأنها نابعة من القلب حيث تجد بين سطورها شغف وحب ابن صيدا لمدينته"، مضيفاً "لا شك في أنّ الذاكرة الجماعية لأي مجتمع أو مدينة هي من الأمور التي يجب أن تعطى اهتماماً سواء كانت على المستوى الاجتماعي أو التاريخي أو المدني، أو العمراني، الجغرافي وغيره. فكثير من المجتمعات تعرضت نتيجة عدم تدوين مسيرتها وتجديدها كل فترة، الى تغييرات كبيرة في الثقافة المجتمعية، أدت الى اضمحلال الكثير من تراثها لتحل محله وقائع مغلوطة او حتى في بعض الأحيان نجد بعض الخرافات في الثقافة الشعبية".وأضاف السعودي:" من هنا فإننا في مدينة صيدا محظوظون لوجود الكثيرين من أبناء المدينة الذين يقدمون من وقتهم وخبرتهم وجهدهم لتدوين مسيرة المدينة على كافة الصعد، ليرسّخوا بذلك الذاكرة الاجتماعية لا سيما عند الجيل الجديد، الذي يتعرض لحملات تذويب للهوية أمام فكر العولمة، فتشكل هذه المدونات من دراسات او كتب، خط دفاع أمام كل محاولات التغيير الثقافي".
واعتبر مفوّض الجنوب في جمعية الكشاف العربي في لبنان الدكتور عبد القادر البساط أنّ "الحركة الكشفية هي حركة تربوية شاملة، لا تهتم فقط بإعداد وتنشئة الشباب تنشئة وطنية لكي يكونوا عناصر فاعلة بالمجتمع، لا بل تهتم أيضاً بكل شؤون الحياة الاجتماعية، والإنسانية، والثقافية، وترعى أبناءها وتفتخر بانجازاتهم بكافة ميادين الحياة".وتابع قائلاً: "ها نحن نحتفل بإصدار دراسة الدكتور الكردي التي تُعبر عن محبته وإخلاصه، فهو سلط الضوء على أهم المعالم التاريخية والأثرية في صيدا وعلى تاريخ هذه المدينة الذي لا يعرفه الكثيرون".