لا يمكن تصنيف طاولة الزهر التي تشمل ألعابها الثلاث الباك غامون والفرنجية والمحبوسة إلا في خانة الرياضات الفكرية والترفيهية في آن معاً، والتي خرجت من إطارها العفويّ المُمتع لتستظلّ تحت عباءة الإتحاد اللبناني للتراث والرياضات التقليدية الشعبية، ولكن من دون أن تكون لها بطولاتٌ رسمية دوريّة بشكل منتظم، فيما اكتفى بعض الأندية النشيطة والفاعلة بتنظيم دوراتٍ لها تحت إشراف الإتحاد المذكور.
في نهاية الأسبوع الفائت، أخذ نادي بانشو سبورتينغ كلوب زمام المبادرة مجدداً من خلال تنظيمه الناجح لبطولة العرب في طاولة الزهر في أحد فنادق جونية، بعدما كان نظّم في شهر تشرين الأول الفائت بطولة لبنان لعام 2022 في لعبتَي الفرنجية والمحبوسة في نادي المون لاسال عين سعادة بمشاركة عدد كبير من اللاعبين واللاعبات تخطّى الثلاثمئة من مختلف الفئات العمرية.
لقد أثبتت بطولة العرب بالأمس أنّ لعبة طاولة الزهر التي بقي لها طابعٌ خاص ونكهة مميّزة لم تتمكن التكنولوجيا حتى الساعة من تقليدهما، قادرة بدورها على أن تكون وجهاً من وجوه الرياضة السياحية المطلوبة التي يصبو إليها لبنان، وعلى أن تلعب دوراً مهماً في جذب السيّاح العرب والأجانب وتعريفهم على عادات وتقاليد اللبنانيين المتمسّكين بالأمل والحياة على رغم معاناتهم اليومية من جرّاء إستفحال الأزمة المالية والمعيشية، وفي هذا السياق أكّدت المشاركة الرمزية لوزير السياحة وليد نصّار في منافسات بطولة العرب وإستعداد وزارته لوضع كافة طاقاتها بتصرّف اللجنة المنظّمة للبطولة، إصرار لبنان الرسمي والرياضيّ والشعبيّ على عكس الصورة الحضارية الجميلة عن وطن الأرز، وتشجيع الأبطال العرب والأجانب في مختلف الألعاب على زيارة لبنان والمشاركة في النشاطات والفعاليات المختلفة الأوجه التي ينظّمها.
