تصريحات سموطريتش تُثير الغضب: تحريضيّة وعنصريّة!

02 : 00

نتنياهو خلال حضوره جلسة للكنيست في القدس أمس (أ ف ب)

إستنكر رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية أمس تصريحات وزير المال الإسرائيلي اليميني المتطرّف بتسلئيل سموطريتش حول عدم وجود شعب فلسطيني، معتبراً أنها «تحريضيّة» و»دليل قاطع على الفكر الصهيوني العنصري المتطرّف»، في وقت توالت فيه ردود الفعل الغاضبة على تصريحات الوزير الإسرائيلي.

وبينما كان سموطريتش قد قال خلال إحياء ذكرى وفاة الناشط الفرنسي -الإسرائيلي المقرّب من اليمين الإسرائيلي جاك كوبفر في باريس الأحد: «لا يوجد فلسطينيون لأنّه لا يوجد شعب فلسطيني»، رأى اشتية أن «هذه التصريحات التحريضية منسجمة مع المقولات الصهيونية الأولى «أرض بلا شعب لشعب بلا أرض»، وأن الأراضي الفلسطينية متنازع عليها، وأنها أرض الميعاد»، مؤكداً أنّها «ادعاءات واهية ووهمية».

وذكر أن تصريحات وزير المال الإسرائيلي تنمّ «عن عنجهية القوة والغطرسة، لا تهزّ انتماءنا لأرضنا ولتاريخنا»، مشدّداً على أن إسرائيل «دولة استعمارية أنشأها المستعمرون والمستوطنون وتوسّعت مثل أي استعمار استيطاني عبر التاريخ». أمّا الرئاسة الفلسطينية، فوصفت تصريحات سموطريتش بأنها «عنصرية ومحاولة لتزييف التاريخ وتزويره وتكشف عنصرية الحكومة الإسرائيلية».

وفي السياق، دانت حركة «حماس» تصريحات سموطريتش، ووصفتها بأنها «عنصرية». ورأت أن هذه التصريحات «تكشف فاشية الاحتلال وعقليّته العنصرية وانتهاكه الصارخ للقانون الدولي ولحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير»، في حين دانت وزارة الخارجية الأردنية في بيان هذه التصريحات، معتبرةً أنها «عنصرية تحريضية متطرّفة». وأكدت الوزارة «ضرورة قيام الحكومة الإسرائيلية باتخاذ موقف صريح وواضح إزاء هذه التصرّفات المتطرّفة، والتصريحات التحريضية الحاقدة المرفوضة من وزير عامل في الحكومة الإسرائيلية». وخلال كلمته في فرنسا، وقف سموطريتش على منصّة مغطاة بما يبدو أنه نسخة مختلفة من العلم الإسرائيلي، تُظهر دولة إسرائيلية بحدود موسّعة تشمل الضفة الغربية والقدس الشرقية وغزة والأردن.

ووصفت وزارة الخارجية الأردنية سلوك سموطريتش، بأنه «يُمثل تصرّفاً تحريضيّاً أرعن، وخرقاً للأعراف الدولية ومعاهدة السلام الأردنية - الإسرائيلية». وبعيد البيان الأردني، أكدت وزارة الخارجية الإسرائيلية في تغريدة «التزام إسرائيل باتفاقية السلام مع الأردن لعام 1994، وعدم تغير موقف دولة إسرائيل التي تعترف بوحدة أراضي المملكة الهاشمية».

توازياً، أكدت الخارجية المصرية «رفض مصر الكامل لتلك التصريحات غير المسؤولة والتحريضية»، معتبرةً أن مثل تلك التصريحات «تُقوّض المساعي الرامية إلى تحقيق التهدئة بين الجانبَين الفلسطيني والإسرائيلي». كما رأى نائب المتحدّث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، فرحان حق، أن «هذا النوع من التعليقات لا يُساعد على الإطلاق»، مشدّداً على أن الأمم المتحدة «ستواصل دعم حقوق الشعب الفلسطيني والدفع من أجل حلّ دولتَين، إسرائيلية وفلسطينية تعيشان جنباً إلى جنب بسلام وأمن».

وبالعودة إلى تصريحات سموطريتش، الذي أثار قبل نحو 3 أسابيع ضجة وإدانة دولية إثر كلام له بضرورة «محو» بلدة حوارة الفلسطينية، فقد قال الأحد: «بعد 2000 عام في المنفى يعود شعب إسرائيل إلى ديارهم»، مضيفاً: «هناك عرب حولهم لا يُحبّون ذلك... اخترعوا شعباً وهميّاً ويدّعون حقوقاً وهميّة في أرض إسرائيل فقط لمحاربة الحركة الصهيونية».

واعتبر أن «هذه هي الحقيقة التاريخية، هذه هي الحقيقة التوراتية التي يجب أن يسمعها العرب في إسرائيل وكذلك بعض اليهود المشكّكين في إسرائيل، هذه الحقيقة يجب أن تُسمع هنا في قصر الإليزيه، وفي البيت الأبيض في واشنطن، والجميع بحاجة لسماع هذه الحقيقة، لأنّها الحقيقة».

في الغضون، توفي مواطن إسرائيلي متأثراً بجروح أُصيب بها في هجوم بإطلاق نار حصل في تل أبيب ونفّذه فلسطيني ينتمي إلى حركة «حماس» في التاسع من الشهر الحالي. وذكر مركز «إيخلوف» الطبي في تل أبيب، حيث كان أور إشكار (32 عاماً) يتلقى الرعاية الطبية: «نُعلن ببالغ الحزن وفاة أور إشكار الذي أُصيب بجروح مميتة في هجوم شارع ديزنغوف»، لافتاً إلى أن عائلته «تبرّعت بأعضائه لإنقاذ أرواح» آخرين.

وأسفر الهجوم الذي حصل بالقرب من أحد المقاهي في شارع ديزنغوف الحيوي، عن إصابة 3 أشخاص بجروح، فيما قتلت الشرطة الإسرائيلية منفّذ الهجوم ويُدعى معتز بالله الخواجا (23 عاماً) من قرية نعلين شمال غرب مدينة رام الله في الضفة الغربية. ومنذ بداية العام، أودى النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني بحياة 100 قتيل في صفوف الجانبَين.

على صعيد آخر، نفى قادة حملة الاحتجاج الإسرائيلية ما ادّعاه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وبقية وزراء ونواب الائتلاف الحاكم، عن تخفيف شروط ما تُسمّى «خطة الإصلاحات القضائية» وطرح مشروعات حلّ وسط تُرضي المعارضة. واعتبروا أن هذه الحلول مضلّلة، متّهمين نتنياهو بمحاولة فاشلة لخداع الرئيس الأميركي جو بايدن.


MISS 3