الصايغ من بروكسل: لحظة تعاف واضحة ومقبولة لبنانياً ودولياً

12 : 11

اعتبر النائب سليم الصايغ، عقب زيارته الى البرلمان الاوروبي، والمفوضية الاوروبية، ومجلس الاتحاد الأوروبي، أن "التزام الاوروبيين قضية الشراكة مع لبنان في إطار التعاون المتوسطي، كما على صعيد العلاقات الثنائية لا يزال من الاولويات على الرغم من الحرب الدائرة في اوكرانيا".


وأكد أن "لدى أوروبا مصلحة كبرى في السلام في لبنان من حيث تأمين طريق الطاقة من حقول شرق المتوسط، ومواجهة التطرف العنفي والارهاب على انواعه، وتعزيز ثقافة الديموقراطية والانفتاح المهددة في الكثير من دول الجوار، إضافة الى معالجة المشاكل الناتجة عن الهجرة والنزوح التي تعصف بالدول من شرق وجنوب القارة الاوروبية، فضلا عن الاضطراب الاقتصادي والاجتماعي والنقدي الذي لا يعرف حدودا".


وحذّر من أن "ترك لبنان يتخبط وحيدا والطلب اليه بحل مشاكله لوحده في ظل سيطرة واضحة من قبل السلاح غير الشرعي على القرار السياسي، لإنما هو بمثابة تسليمه الى قوى الامر الواقع"، وأكد ان "المعارضة اللبنانية ومعها أغلبية الشعب اللبناني ترفض مثل هذا الرضوخ والإستسلام، وهي تقاوم وضع اليد عليه بالوسائل الديموقراطية"، مشددا على أنها "لن تذهب الى لعبة السلاح".


وأضاف: "تستطيع اوروبا ان تفعل الكثير لإراحة لبنان بدءا بمواجهة واضحة لقضية عودة النازحين السوريين مما يريح لبنان هوية وبنى تحتية من ضغط لا طاقة له على إحتمالها بعد اليوم، كذلك لا بد لأوروبا أن تقرن مواقفها السياسية بأفعال من حيث حماية العملية الديموقراطية وتحويل العقوبات الاوروبية ضد الفساد الى تدابير ضد الفاسدين، لأن الامر حتى الآن يقتصر على إعلان نوايا من دون اي إستهداف لأشخاص مما ينتقص من هيبة ومصداقية الاتحاد الاوروبي"، لافتا الى "أهمية الحزم في مواكبة الاصلاحات في لبنان وربط اي مساعدة بمدى التزام الحكومة اللبنانية بمعايير الحوكمة والشفافية وبخطة تعاف واضحة ومقبولة لبنانيا ودوليا ترمم الثقة المفقودة داخل لبنان وبينه وبين اصدقائه".




وفي ختام الزيارة، إلتقى الصايغ سفير لبنان في بروكسيل فادي حجلي وممثلين عن الجالية اللبنانية وفاعليات حزبية، ثم تحدث بلقاء حواري دعا اليه قسم الكتائب اللبنانية في بلجيكا، حيث طمأن الجالية على "إرادة الصمود والتجذر في الوطن الام"، مشدداً على أن "المستقبل يبتسم لمن يعرف ماذا يريد ومن يحدد الأولويات وهذه أمور متوفرة وعلى أساسها يتم العمل".


وقال: "نريد دولة مكتملة المواصفات تتمتع بالقدرة على حماية كرامة الانسان وحريته، تؤمن مقومات التنوع الثقافي ضمن الهوية الجامعة والتعددية السياسية ضمن الوحدة الوطنية، وترى في رفاه الانسان الهدف الاساسي للمجتمعات المتماسكة، وفي النظام السياسي الضامن لحسن ادارة التعددية والمناطق، وتدبير امور الناس وتسيير الاقتصاد الحر والمبادرة الفردية، وحماية حقوق الانسان الاقتصادية والاجتماعية وحصرية الامن والدفاع بيد الدولة اللبنانية، وبناء السماحة المشتركة للوصول الى دولة المواطنة الكاملة".


واعتبر أن "المدخل المنطقي هو العودة الى المؤسسات واعادة تشكيل السلطة السياسية بدءا من انتخاب رئيس للجمهورية وصولا الى وضع لبنان مجددا على سكة المستقبل والتطور"، مثمنا دور الاغتراب لأنه "ملح للبنان ورئته ومصدر قوته التي لا تقهر، فتحويلات المغتربين التي وصلت الى اكثر من ٧ مليار دولار السنة الماضية فضلا عن اكثر من ٣ مليار ناتج السياحة الاغترابية، إضافة الى قدرة الجاليات اللبنانية على إستيعاب الوافدين من لبنان طلبا للعمل او الدراسة، كل هذه العوامل تدل على ان النهضة اللبنانية هي الحتمية الوحيدة المنتظرة".