أعمال عنف طائفيّة دامية في نيودلهي

09 : 22

تحوّلت بعض شوارع نيودلهي إلى "ساحات حرب" (أ ف ب)

ساد التوتر في الهند بالأمس جرّاء أعمال العنف الطائفي التي أسفرت عن مقتل 38 شخصاً وإصابة أكثر من 200 بجروح في نيودلهي، في سياق تصاعد الانقسام في هذا البلد الذي يحكمه القوميّون الهندوس بزعامة ناريندرا مودي. ويزرع مثيرو شغب مسلّحون بالحجارة والسيوف وأحياناً المسدّسات، الفوضى والخوف منذ الأحد في الضواحي الشعبيّة في شمال شرقي العاصمة الواقعة على بُعد عشرة كيلومترات عن الوسط. وتطوّرت الصدامات العنيفة على خلفيّة قانون مثير للجدل حول الجنسيّة إلى مواجهات ضارية بين الهندوس والمسلمين.

ووقعت بعض الحوادث المعزولة ليل الأربعاء - الخميس في المدينة الكبيرة، فيما نشرت السلطات عدداً ضخماً من عناصر الشرطة وعناصر شبه عسكريّة، مزوّدة بمعدّات ثقيلة لمكافحة الشغب.

وموجة العنف الطائفي هذه، التي أوقفت على أثرها الشرطة 500 شخص، هي الأسوأ في العاصمة منذ المجازر بحق السيخ العام 1984 التي وقعت ردّاً على اغتيال إنديرا غاندي. وبدأت الشرطة تنظيم اجتماعات في العاصمة "لتحسين الوئام بين المجتمعات".

واستناداً إلى لائحة بأسماء القتلى في المستشفى الرئيسي، اطّلعت عليها وكالة "فرانس برس"، بدا أن عدد الضحايا المسلمين والهندوس متساوٍ تقريباً.

وخلال الحوادث، هاجمت مجموعات مسلّحة هندوسيّة مواقع وأشخاصاً يُعرفون كمسلمين، مردّدين شعار "جاي شري رام" الديني الهندوسي (المجد للاله رام). كما أُحرق العديد من المساجد في المنطقة. ورُفِعَ علم هندوسي على مآذن أحد المساجد التي تعرّضت للتخريب.

ووصف مسؤولون من حزب "بهاراتيا جاناتا" المتظاهرين ضدّ قانون الجنسيّة بأنّهم "جهاديّون"، ودعا بعضهم إلى حبسهم أو قتلهم.

وانتقد قاضٍ في المحكمة العليا في دلهي بشدّة الأربعاء الشرطة، ودعاها إلى التحقيق مع المسؤولين في حزب "بهاراتيا جاناتا" المتّهمين بتأجيج الكراهية. ونُقِلَ هذا القاضي ليلاً إلى محكمة في ولاية أخرى، ما أثار جدلاً شديداً، بينما أشار وزير العدل إلى أن الأمر لا يتعدّى كونه "إجراءً روتينيّاً".

وأعربت المفوضة السامية في الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ميشال باشليه عن قلقها "من المعلومات التي تُشير إلى عدم تحرّك الشرطة أمام هجمات مجموعات أخرى ضدّ مسلمين"، فيما قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي يُقدّم نفسه مدافعاً عن المسلمين حول العالم: "اليوم، باتت الهند بلداً تنتشر فيه المجازر. أي مجازر؟ مجازر بحق المسلمين، ويرتكبها الهندوس". أمّا في واشنطن، فقد كتبت أليس ولز من وزارة الخارجيّة على "تويتر": "قلوبنا مع عائلات القتلى والجرحى في نيودلهي"، معلنةً تأييدها دعوة ناريندرا مودي إلى الهدوء، وقالت: "ندعو كلّ الأطراف إلى التهدئة وتجنّب العنف واحترام الحق في التجمّع السلمي".


MISS 3