وسائل منع الحمل الهرمونية تزيد خطر الإصابة بسرطان الثدي

02 : 00

يبدو أن جميع أنواع وسائل منع الحمل الهرمونية قد تزيد مخاطر سرطان الثدي بنسبة بسيطة، بما في ذلك الحبوب التي تقتصر على البروجستيرون وبدأت تزداد شيوعاً اليوم.



شدد الباحثون في دراستهم الجديدة على ضرورة مقارنة زيادة مخاطر سرطان الثدي بمنافع وسائل منع الحمل الهرمونية، لا سيما الحماية التي تضمنها هذه الخيارات ضد أشكال أخرى من أمراض السرطان النسائية.

كانت دراسات سابقة قد رصدت زيادة في مخاطر سرطان الثدي بسبب وسائل منع الحمل المؤلفة من هرمونَين أو المختلطة، أي تلك التي تستعمل الأستروجين والبروجستيرون معاً.

بدأت الأنواع التي تقتصر على البروجستيرون تزداد شيوعاً منذ أكثر من عشر سنوات، لكن تَقِلّ الأبحاث التي استكشفت ارتباطها بسرطان الثدي.

تكشف الدراسة الجديدة الواردة في مجلة "بلوس" الطبية أن احتمال إصابة المرأة بسرطان الثدي يبقى على حاله تقريباً عند استعمال وسائل منع الحمل التي تشمل الأستروجين والبروجستيرون معاً وتلك التي تقتصر على البروجستيرون.

تذكر هذه الدراسة أيضاً أن المرأة التي تأخذ وسائل منع الحمل الهرمونية تصبح أكثر عرضة لسرطان الثدي بنسبة 20 أو 30% مقارنةً بمن لا تستعملها. تتماشى هذه النتائج مع استنتاجات دراسات سابقة، بما في ذلك دراسة واسعة جرت في العام 1996.

تبقى نسبة الخطر على حالها أيضاً بغض النظر عن نوع وسائل منع الحمل (أقراص، أجهزة داخل الرحم، حِقَن) أو اختيار حبوب مختلطة أو البروجستيرون وحده. ونظراً إلى ارتفاع خطر الإصابة بسرطان الثدي مع التقدم في السن، احتسب المشرفون على الدراسة مدى ارتباط نسبة الخطر المطلقة بوسائل منع الحمل الهرمونية.

حين تستعمل المرأة هذه الوسائل لفترة خمس سنوات بين عمر السادسة عشرة والعشرين، قد تُسجَّل ثماني حالات من سرطان الثدي من كل 10 آلاف حالة. يبلغ هذا العدد 265 من كل مئة ألف حالة بين عمر الخامسة والثلاثين والتاسعة والثلاثين.

تقول المشرفة على الدراسة، جيليان ريفز، وهي أستاذة في علم الأوبئة الإحصائي في جامعة "أكسفورد": "لا تريد أي امرأة أن تسمع أن إحدى المواد التي تأخذها تزيد خطر إصابتها بسرطان الثدي بنسبة 25%. نحن نتكلم هنا عن زيادة ضئيلة جداً في المخاطر المطلقة. يجب أن تخضع هذه الزيادات في نسبة الخطر للمراجعة طبعاً مقارنةً بما نعرفه عن منافع وسائل منع الحمل الهرمونية. لا تقتصر تلك المنافع على منع الحمل، بل إننا نعرف أيضاً أن الأقراص التي تؤخذ عبر الفم تضمن حماية قوية وطويلة الأمد من أمراض سرطانية نسائية أخرى، مثل سرطان المبيض وبطانة الرحم".

على غرار أبحاث أخرى، أكدت هذه الدراسة أيضاً تراجع خطر سرطان الثدي خلال السنوات التي تتوقف فيها المرأة عن استعمال وسائل منع الحمل الهرمونية. تعليقاً على هذه النتائج، يقول ستيفن دافي من جامعة "كوين ماري" في لندن (لم يشارك في الدراسة الجديدة): "إنها نتائج مطمئنة لأن الأثر المتوقع يبقى ضئيلاً".

شملت الدراسة بيانات 10 آلاف امرأة تحت عمر الخمسين كنّ قد أصبن بسرطان الثدي بين العامين 1996 و2017 في المملكة المتحدة، حيث أصبح استعمال وسائل منع الحمل التي تقتصر على البروجستيرون شائعاً بقدر المنتج المختلط.

تتعدد تفسيرات شيوع وسائل منع الحمل التي تقتصر على البروجستيرون اليوم برأي ريفز. يوصي بها الأطباء للمرأة التي ترضع طفلها وقد تكون معرّضة لمشاكل في القلب والأوعية الدموية، أو للمدخنات فوق عمر الخامسة والثلاثين.

في النهاية، تستنتج ريفز: "ربما يتعلق السبب بكل بساطة بنزعة المرأة إلى استعمال وسائل منع الحمل الهرمونية في سنوات متقدمة من عمرها اليوم، ما يعني أنها تصبح طبيعياً أكثر عرضة لأمراض أخرى يزيد خطر الإصابة بها عند أخذ وسائل منع الحمل المختلطة".


MISS 3