الراعي: العمى السياسي تسبّب بإنهيار لبنان

11 : 03



أشار البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، الى اننا "بحاجة الى فضيلة التواضع لنقرّ بعمى بصيرتنا الداخلية ونلتمس من الربّ البصر الحقيقي".


كلام الراعي جاء خلال ترؤسه قداس الاحد على مذبح كنيسة الباحة الخارجية للصرح البطريركي في بكركي كابيلا القيامة عاونه فيه المطرانان حنا رحمة وانطوان عوكر، ومشاركة عدد من المطارنة والكهنة والراهبات، في حضور وزير الاتصالات في حكومة تصريف الأعمال جوني القرم، المدير العام لوزارة التربية والتعليم العالي عماد الأشقر، نقيب الصيادلة جو سلوم، ممثلين عن قادة الاجهزة الامنية، عائلة جمعية "JAD" "شبيبة ضد المخدرات"، وفد من غرفة التجارة والصناعة في اوستراليا ونيوزيلاندا ولبنان، منتدى البترون للثقافة والتراث، عائلة المرحوم يوسف سليمان الخوري، وحشد من الفاعليات السياسية، العسكرية، النقابية، الدينية والمؤمنين.




وقال الراعي بعد الانجيل في عظة بعنوان "يا ابن داوود ارحمني": يامعلّمي أن أبصر!". كان أعمى أريحا مبصراً بإيمانه أنّ يسوع قادر على أن يشفيه من عمى عينيه المنطفئتين، لأنّه هو النور. هذا يعني أن الإيمان نور البصيرة الداخليّة، بصيرة العقل والقلب والضمير. من يفقد هذه البصيرة الداخليّة كان أعمى حقًّا".



وتابع: "لا يقلّ خطورة عن هذا العمى الروحيّ العمى السياسيّ الذي تسبّب وما زال يتسبّب بانهيار لبنان المتصاعد إقتصاديّاً ومالياً وإجتماعياً، حتى صُنّف في الموقع 136 قبل البلد الأخير في سوء العيش. لبنان "سويسرا الشرق"، هكذا اصبح اليوم. هذا العمى السياسيّ، النابع من الكبرياء والأنانيّة والمصالح الخانقة والأهداف الخبيثة، جعل الكتل النيابيّة ومن وراءها من النافذين يمعنون، من دون أيّ وخز ضمير، في عدم انتخاب رئيس للجمهوريّة، لكي لا تنتظم المؤسّسات الدستوريّة، وفي طليعتها المجلس النيابي الفاقد صلاحيّة التشريع والمساءلة والمحاسبة، والحكومة الفاقدة صلاحيّة عقد جلساتها لإتخاذ القرارات الإجرائيّة بموجب الدستور".




وسأل الراعي: "لماذا؟ أيّها السادة، توجّهون مسؤوليّتكم الدستوريّة إلى خراب الدولة وحرمانها من الإصلاحات ومن مواردها؟ أتؤثرون العمى السياسيّ عمدًا، ولا تريدون أن تشفوا منه؟ ألأنّكم فعلاً تريدون خراب لبنان وقتل شعبه ماديًّا ومعنويًّا؟ فيا لسوء الزمان الذي أوصلكم إلى حيث أنتم من احتلال بكلّ معنى الكلمة للدولة ولمقاليدها! لكن إعلموا أن "الظلم لا يدوم"، وأنّ "الظالم يبلى بأظلم!" كما يعلّمنا التاريخ".


وختم الراعي: "مهما اشتدّت ظلمة القهر والفقر والجوع والخراب، إنّ المسيح، "نور العالم" سيبدّد هذه الظلمة من دون إبطاء، كما يشاء وعندما يشاء. ولنبقَ نهتف مع الكنيسة: "تعالَ، أيّها الربّ يسوع!" . فأنت، كما وعدت: "آتٍ لتجعل كلّ شيء جديدًا" . لك التسبيح والشكر مع الاب والروح القدس الى ابد الابدين آمين".




وفي ختام القداس، وكعادتها كل عام كرمت جمعية "جاد" ولمناسبة عيد الام عددا من امهات شهداء الجيش والقوى الامنية الذين استشهدوا اثناء القيام بواجب مطاردة تجار المخدرات.


بعد ذلك، التقى الراعي المؤمنين المشاركين في الذبيحة الالهية.




MISS 3