موسى ممثلاً بري: لتأكيد إيمان المجلس بالفرنكوفونية والتعاون المميز مع الجمعية

15 : 44

نظمت الشعبة اللبنانية في الجمعية البرلمانية الفرنكوفونية، قبل ظهر اليوم الإثنين، احتفالاً بالشراكة بين لبنان والجمعية البرلمانية الفرنكوفونية بعنوان "50 عاماً من التعاون والصداقة بين مجلس النواب والجمعية البرلمانية الفرنكوفونية"، برعاية رئيس مجلس النواب نبيه بري، في القاعة العامة في المجلس.



حضر الاحتفال وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد المكاري، الرئيسة المفوضة للشعبة الفرنسية ونائبة رئيس الجمعية البرلمانية للفرنكوفونية النائبة أميليا لاكرافي، الأمين العام الإداري للجمعية البرلمانية الفرنكوفونية داميان سيسببان وعدد من النواب.


بعد النشيد الوطني، ألقى رئيس الشعبة اللبنانية في الجمعية البرلمانية للفرنكوفونية النائب الدكتور ميشال موسى كلمة الرئيس بري، فقال: "لقد شرفني فكلفني بري، رئيس مجلس النواب اللبناني والرئيس الفخري لمجموعتنا البرلمانية، بتمثيله في هذا الحدث الفرنكوفوني وبشكركم جميعاً نيابةً عنه على حضوركم اليوم، لا سيما ضيوفنا الأعزاء من الجمعية البرلمانية للفرنكوفونية".



أضاف: "في هذا السياق، يهمني أن أذكر أنّ مجلس النواب اللبناني قرر الاحتفال رسمياً بالذكرى الخمسين لانضمام لبنان إلى المنظمة الدولية للفرنكوفونية لسببين:


- الأول هو إعادة تأكيد إيمانه بالفرنكوفونية كعنصر مؤسس للهوية الثقافية اللبنانية القائمة على التنوع واحترام الآخر والحوار، وتجديد التزامه بالحفاظ عليها وترسيخها من خلال القوانين المناسبة والتي دائماً ما يسارع مجلسنا للتصديق عليها في وقت قياسي.


- السبب الثاني هو اغتنام فرصة الذكرى الخمسين اليوم لتسليط الضوء على التعاون المميز بين مجلس النواب اللبناني والجمعية البرلمانية للفرنكوفونية، وذلك من خلال نهج ثلاثي تاريخي وتقييمي ومستقبلي".



وتابع: "يسرنا أولاً أن نستعرض لمحة تاريخية: في الواقع، فقد جاء انضمام مجلس النواب الى "الجمعية الدولية للبرلمانيين الناطقين بالفرنسية" (AIPLF) عام 1967، التي أصبحت في ما بعد "الجمعية البرلمانية للفرنكوفونية (APF)"، قبل انضمام لبنان الى المنظمة الدولية للفرنكوفونية عام 1973. بالتالي شكل انضمامه فعلياً مشاركة في التأسيس.


كذلك، يسعدنا تقييم التعاون بين مؤسستينا بعد 55 عاماً ونلاحظ أنه إيجابي إلى حد كبير:


- تماشياً مع العمل التأسيسي الحاسم لشارل حلو، الذي تطور لاحقاً على أرض الواقع خلال ولاياته الثلاث كرئيس للجمعية بين الأعوام 1973 و1979 ، دائماً ما كان البرلمانيون اللبنانيون يبدون التزاماً وكفاءة في الجمعية البرلمانية للفرنكوفونية منذ رئاسة المجموعة من قبل خاتشيك بابكيان حتى ولايتي، مروراً بولاية كل من سمير عازار ونبيل دي فريج وإبراهيم عازار ، يعاونهم أعضاء الشعبة الآخرون.



- من جهتها، لطالما وقفت الجمعية البرلمانية للفرنكوفونية الى جانبنا، في أوقات السلم كما في أوقات الشدة، وقد تجلى ذلك من خلال المشاركة النشطة لمفوضيها في مشاوراتنا المتعلقة بمشاريع التعاون ، ومن خلال الاستفادة من خبرات المتخصصين فيها إضافة الى تقديم الجمعية خدمات التدريب لموظفينا".


وختم: "أخيراً، يهمنا أن نتطلع الى المستقبل آملين أن يستمر التعاون بيننا على أن يشهد أياماً أفضل بعد إنقاذ بلدنا الغالي وانتعاشه. عاش التعاون بين مجلس النواب اللبناني والجمعية البرلمانية للفرنكوفونية، عاش لبنان!".


وقال الأمين العام لمجلس النواب عدنان ضاهر: "اسمحوا لي بداية أن أرحب بكم في بلدي لبنان، بلد الحضارة والحرف والإبداع، أهلاً بكم في ربوعه التي استقبلت الثقافة الفرنسية منذ أواسط القرن السادس عشر، بدأت مع الإرساليات التي جاءت إلى جبل لبنان، تحمل معها بناء المدارس وتعليم اللغة الفرنسية ونقل الثقافة الفرنسية إلى لبنان، وتعززت مع الانتداب منذ عام 1918 حتى عام 1946 موعد خروج الجيش الفرنسي، لكن الروح الفرنسية الأنيقة بقيت حاضرة في مدارسنا وثقافتنا، وأنتم اليوم حاضرون كذلك، فنحن مع الثقافة الفرنسية على تواصل دائم ومستمر".


أضاف: "أنشأنا في لبنان، هذا البلد الصغير بحجمه، الكبير بأبنائه، إنه مِرْجَلٌ يضم تنوّعاً فكرياً ثقافياً يغلي باستمرار، ويُغرَفُ منه أطيب فكر يغذّي الإنسانية بمظاهر الإبداع والتقدم. وما شأن أبنائه من مقيمين ومغتربين فيما حققوه للإنسانية في مجالات الحضارة الإنسانية على مختلف مستوياتها الأدبية والفنية والعلمية لخير دليل على ما نقول".


وتابع: "علّمنا لبنان، الحرف، فهو الذي صدّر الحرف والكلمة للعالم الذي لولاه لما نشأت حضارة، ولما كان علم ولا فكر، ونحن نفعل هذا حتى اليوم، نصدّر الكفاءات للعالم، والعالم لا يرد إلينا الجميل. علّمنا لبنان المتعدد الطوائف، معنى العيش المشترك ومعنى الحوار والتسامح والمحبة والسلام. فمنه قامات فكرية وسياسية وعلمية عظيمة، لا مجال لذكر أسمائهم هنا، لم تكن تعرف إلا المحبة والتقارب ومدّ يد السماحة".


وقال ضاهر: "مرّت على لبنان الصغير، بلد مدرسة الحقوق الأولى في العالم منذ ما يقارب ألفي عام، حضارات كثيرة من فينيقية إلى يونانية وفرعونية ورومانية وعربية إسلامية، وبيزنطية وغيرها، جميعها سكبت فكرها في هذا البلد وتشكلت ثقافاتنا من هذا المزيج الرائع من الفنون، والعلوم، والفرنكوفونية واحدة تضم إلى هذه الحضارات، فغدا لبنان منارة الشرق مقابل كل الظلام الذي يرفرف حوله، وطريق هداية للبشرية لتتعلم كيف تعيش بالمحبة، وترتقي بالإنسانية".



وأردف: "ففي اليوم العالمي للفرنكوفونية، نرى روح المحبة وروح التلاقي، تلمس معنى حوار الحضارات لا تصادم الحضارات، نتأمل ترابط المجتمعات وتكاتفها من أجل خدمة الإنسان كأثمن مخلوق على وجه الأرض، يستحق من الدول جميعها وخصوصاً الدول الكبرى القابضة على زمام البشرية أن تغلِّب لغة الحوار على لغة البنادق والمدافع، أن تمد جسور التلاقي بدل أن تنشر الحروب وما يستتبعها من خراب ودمار وقتل، لا يستفيد منها أحد على الإطلاق، حتى الرابحون هم خاسرون".


واكد أن لبنان "لا يزال وفياً لليد التي تمد يد العون إليه في أي مجال كان، ولبنان بلد ساهم في إعلاء بناء الفرنكوفونية، ومشارك أساسي فيها، وله دور رئيس في تأسيس المنظمة الحكومية الدولية الأولى للفرنكوفونية".


ولفت الى "أن الدستور اللبناني، والقوانين اللبنانية مستمدة من روح التشريعات الفرنسية. ويستأنس بها وبآراء المحاكم الفرنسية إلى يومنا هذا. أضف إلى ذلك، أن اللغة الفرنسية حاضرة حضوراً فاعلاً في الثقافة اللبنانية، فأكثر من نصف طلاب لبنان يتعلمون اللغة الفرنسية في المدارس والجامعات كلغة ثانية، ويتقنونها ببراعة، ويحملون معها ما يحملون من روح الثقافة الفرنسية الذاتية".


وقال: "تبقى الفرنكوفونية أنموذجاً لحوار الحضارات والتعاون والتكاتف الدولي، من أجل إحلال الأمن والسلام، وتوفير الرفاهية للشعوب، والعمل على إيجاد حلول لمشكلات لا حصر لها تواجه شعوب الأرض. وفي هذا تتحقق الغاية من الفرنكوفونية في التنوع الثقافي واللغوي الذي هو حق لكل أمة وشعب، وإحلال السلام وتعزيز الديمقراطية وترسيخ حقوق الإنسان كهدف أسمى لكل عمل. أهلاً وسهلاً بكم في وطنكم لبنان، بلد الحوار والحضارة".


وكانت كلمة لكل من لاكرافي وسيسببان، بعدها جرى عرض تقرير مصور عن الشراكة بين لبنان والجمعية البرلمانية الفرنكوفونية تحت عنوان "خمسون عاما من التعاون والصداقة".

MISS 3