طوني فرنسيس

عقدة النقص اللبنانية ازاء الكارثة الايرانية

29 شباط 2020

02 : 30

يفترض ان تقنع تطورات انتشار كورونا في ايران انصارها في لبنان بأن الأمر لم يعد مزحة.

فحتى الساعات الاخيرة كان المستشارون في الحكومة اللبنانية يشعرون بالذنب اذا تجرأوا على اتخاذ قرار حاسم بحماية اللبنانيين وسكان لبنان من نازحين ولاجئين ومقيمين من عدوى الكورونا. ولسنا بحاجة الى تقديم أمثلة عن تردد وإنكار هؤلاء المستشارين، وسلوكهم لا يفسره سوى مستوى تبعيتهم. فوزير الصحة يمثل ايران بقدر ما يمثل حزبه، وحزبه لا يخفي استعداده للقيام بأي شيء دفاعاً عن دولة الولي الفقيه، وحكومة المستشارين هي حكومة "الحزب" والقرار بخصوص لبنان يتخذه الحزب اياه في السلم والحرب كما في المرض والصحة.

ادى الإنكار والتهرب في الصين ثم في ايران وناحية لبنان، الى استشراء المصيبة، واللجوء الى تدابير شكلية في أكثرها، بدلاً من محاصرة الوباء في ارض انتشاره. لا احد يحمل على ايران او غيرها في مناسبة نوازل وآفات وكوارث، لكن من واجب المسؤول ان يتحمل مسؤولياته ومن واجب الناس وحقها ان تحاسب وتطالب بالحماية. فروسيا أقفلت حدودها مع الصين وحصرت الرحلات مع طهران في الحدود الدنيا والعراق اقفل حدوده معها والكويت أوقفت الطيران، والسعودية اتخذت تدابير طالت الحجاج، اما اسرائيل فقد حظرت الرحلات من إيطاليا حيث احتمالات نقل المرض وراقبت كل من التقى وفداً كورياً جنوبياً زار الأراضي المقدسة.

لبنان وحده بقي يشعر بالذنب تجاه العمة ايران، وشعوره هذا لا يماثله سوى شعور مماثل يكنه بعض أهله لصندوق النقد الدولي وهذه قصة أُخرى...

على ان ايران شخصياً بادرت لإنقاذ من يتملكهم الشعور المذكور، ويفترض ان يكونوا أُبلغوا او وصلهم بالتواتر اعلان وزارة الصحة الايرانية بعد ظهر امس ارتفاع عدد المصابين الى 388 وعدد الوفيات الى 34. والأهم من ذلك تعميم الوزارة المذكورة على المواطنين بضرورة "المكوث في منازلهم والحد من الزيارات في ما بينهم والامتناع عن الرحلات غير الضرورية وإلغاء الاجتماعات الكبيرة...".

يفترض ان تفعل هذه الإرشادات فعلها في اقليم لبنان، فوزير الصحة الإيراني كان اجرأ من نظيره اللبناني عندما وعد الامام الخامنئي صباح امس بالذات بالقضاء على الفيروس. وقال له بثقة: "سنبهر عقول العالم بطريقة دحرنا كورونا من البلاد". عسى ان يكون ذلك فاتحة لدحر عقد النقص والاستتباع في بلاد الأرز.


MISS 3