قررت صيدا بطوائفها الاسلامية والمسيحية، وقواها السياسية ومراجعها الروحية وفاعلياتها السياسية والبلدية والاجتماعية مواجهة حادثة الاعتداء على مدافن الطائفة المارونية في طلعة سهل الصباغ - حارة صيدا وتخريبها بموقف موحد بوأد الفتنة وتعزيز العيش المشترك ودعوة القوى الأمنية الى كشف الفاعلين وتوقيفهم ومحاسبتهم.
الحادثة التي أثارت استنكاراً عارماً من مختلف الطوائف الروحية والأطياف السياسية، تفاعلت على أكثر من صعيد، وعلمت "نداء الوطن"، أن راعي ابرشية صيدا ودير القمر للطائفة المارونية المطران مارون العمار، تلقى سيلا من الاتصالات الهاتفية المستنكرة، أبرزها من النائب العام الاستئنافي في الجنوب القاضي رهيف رمضان الذي أكد له الاهتمام الكبير مع الاجهزة الامنية بمتابعة الحادثة المدانة حتى كشف الفاعلين.
وبالمقابل، عقد في مطرانية صيدا المارونية، لقاء جمع المطران العمار، وعضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب غادة أيوب، ورئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي، والمهندس يوسف النقيب، والمختار سليم عبود ووفد من أهالي منطقة القناية.
واستنكر المطران العمار الاعتداء، وقال انه مدان ولكنه أظهر موقفا موحدا في صيدا بكل أبنائها وفاعلياتها واطيافها الروحية والقضائية والسياسية والاجتماعية والامنية والبلدية التي عبرّت عن استنكار كبير ناتج عن محبتهم وحرصهم على العيش المشترك كأخوة، وهو ما يقوي موقفنا وحضورنا هنا لنكمل حياتنا بكل محبة وتعاون.
وأضاف: "ان هذا العمل المُدان لا يُشبه أهالي صيدا ولا من يحبونها ويحب الخير والعيش بأمان، انه عمل غريب جدا، ولذلك فهو يدفعنا إلى ان نتعاون أكثر للعيش بأمان سلام ونكمل الحضارة ورأسنا مرفوع وهكذا سنبقى، ونشكر كل الذين اتصلوا واستنكروا ونقول لهم نحن واياكم سنكون يداً بيد".
وشددت النائب أيوب على أن "زيارتنا إلى المطران العمار تبعث رسالة مؤداها أن هذا العمل مرفوض ومستنكر، وانه كلما وقعت اعمال تخربيبة في صيدا كلما ازداد تمسكنا بالعيش المشترك في منطقة صيدا، لانه ليس من عادات وتقاليد أبناء المدينة ضرب العيش المشترك وانما التأكيد عليه"، داعية "كل الاجهزة الأمنية إلى كشف الفاعلين ومحاسبتهم".
واعتبرت ان الاعتداء طهدفه ايضا التغطية على المخاطر الوطنية التي نواجهها في لبنان مع غياب الدولة، ولذلك رسالتنا واضحة وحاسمة بالتمسك بالعيش المشترك، بوحدتنا نستطيع بناء دولة قادرة وفاعلة ويكون سقفها القانون ونكون كلنا تحت رايته، ورسالتنا الأخيرة لكل الأهالي هو الثبات في المنطقة وخاصة في زمن الصوم المشترك المسيحي وفي رمضان حيث نؤكد على التسامح".
وأكد السعودي ان "هذه الحادثة مدانة، واقول باسم بلدية صيدا واتحاد بلديات صيدا – الزهراني اننا نستنكر هذا العمل المدان بكل المعايير، والغاية منه إيقاع فتنة في المنطقة وان شاء الله لن تمر".
وزار الامين العام للتنظيم الشعبي الناصري النائب الدكتور اسامة سعد والنائب الدكتور شربل مسعد المطرانية وعقدا اجتماعا مع المطران العمار، مستنكرين هذا الاعتداء، مؤكدين ان صيدا ستبقى نموذجا للعيش المشترك وهي لا تقبل المساس بأي من مكوناتها".
واتصل عضو كتلة "التنمية والتحرير" النيابية النائب الدكتور ميشال موسى بالمطران العمار مستنكرا الاعتداء السافر، كما اتصل بالأجهزة الأمنية لمتابعة التحقيق والبحث عن الجناة والاقتصاص منهم"، مؤكداً "أن صيدا سوف تبقى مدينة الشراكة والعيش الواحد".
كما إستنكر عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب سعيد الأسمر الإعتداء واتصل بالمطران العمار، مؤكداً أنَّ "مرتكبي هذه الأعمال مجرّد أقزام مرتهنين لمن يُريد إشعال الفتنة وهم غريبون عن صيدا وأهلها. معتبرا أن صيدا ستبقى عنواناً للتعايش، مركزاً للشراكة الإسلامية - المسيحية التي تجسّدت في الإنتخابات الأخيرة، لذلك ستفشل كلّ المحاولات للتفريق بين أهلها".
واتصل رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة الشيخ ماهر حمود بالمطران العمار، مستنكرا الاعتداء، وابدى ارتياحه لان الاستنكار كان عاما وشاملا من كافة فاعليات صيدا والمنطقة.
ودان نائب رئيس المكتب السياسي للجماعة الاسلامية في لبنان الدكتور بسام حمود الاعتداء، معتبراً ان ذلك تصرف مخالف لتعاليم الإسلام ولا يمثل شهامة ابناء المدينة. مؤكدا ان "صيدا بكافة قواها حافظت على دور العبادة وملحقاتها لاخواننا المسيحيين في عز الازمة اللبنانية ورفضت المساس او التعرض للكنائس او الشعارات الدينية الخاصة باهلنا المسيحيين التزاماً بثوابتها الدينية والوطنية".
ودعا حمود الاجهزة الامنية لكشف الفاعلين وتحويلهم الى القضاء لينالوا عقابهم وفق القانون، مشدداً على ان هذه التصرفات مجهولة المصدر لن تؤثر على قناعتنا وثوابتنا وثقافتنا الدينية والوطنية التي تدعو لاحترام الخصوصيات الدينية والثقافية.
ودان مختار حارة صيدا خليل كامل الزين "الاعتداء السافر والمشين الذي طال تخريب عدد من مدافن الطائفة المارونية في بلدة حارة صيدا" ووصفه "بالاجرامي البعيد كل البعد عن روحية واخلاق ابناء المنطقة". داعيا الجهات اللبنانية الرسمية امنية وقضائية الى ضرورة القبض على المجرمين وسوقهم الى العدالة وانزال اشد العقوبات بهم. وشدد على اهمية التنبه الى مثل هذه الاعمال الخبيثة التي باتت لافتة في الآونة الأخيرة وتأتي في سياق سعي أعداء لبنان الى بث روح الفتنة بين ابنائه وخصوصا في منطقتنا المعروف عنها بعيشها المشترك تاريخياً.
