في فيلم Murder Mystery (لغز جريمة القتل) على شبكة "نتفلكس"، يجتمع آدم ساندلر مجدداً مع جنيفر أنيستون التي شاركته سابقاً بطولة فيلم Just Go With It (فقط اذهب معها) لتقديم كوميديا أخرى عن العطلة. تحت إشراف المخرج البارع لكن غير المبهر كايل نيواشيك (من أعماله Game Over, Man (انتهت اللعبة يا رجل))، وبدعمٍ من طاقم ممتع من الممثلين الثانويين، يشمل هذا الفيلم ما يكفي من العوامل لجذب المشاهدين حتى انكشاف اللغز الأخرق الذي يشكّل محور الحبكة. تتطور الأحداث بوتيرة متماسكة بما يكفي لإرضاء الجمهور، حتى لو كان العمل سهل النسيان عموماً.
يؤدي ساندلر وأنيستون دور "نيك" و"أودري سبيتز" على التوالي. هما زوجان من نيويورك ويوشكان على الاحتفال بذكرى زواجهما الخامس عشر. يبدو هذا الثنائي سعيداً (بما يكفي)، وثمة كيمياء سلسة بين أنيستون وساندلر نتيجة صداقتهما على أرض الواقع وشراكاتهما السابقة على الشاشة. يتعلق جزء من أفضل اللحظات في الفيلم بعناصر بسيطة يتبادلها بطلا القصة للدلالة على زواجٍ قائم منذ عقد ونصف. يسهل تصديق علاقتهما الزوجية لدرجة أن نشعر بأنهما ليسا مضطرَين للمبالغة في تقديم اللحظات الكوميدية (مع أننا قد نشعر بالامتنان لأن ساندلر لا يستعمل صوته الأخرق هذه المرة). ما الذي يدفع "نيك" مثلاً إلى التمسك بكذبة نجاحه في تجاوز امتحان المحققين بدل إخبار "أودري" بالحقيقة؟ تشبه الحبكة قصص الرجال الذين يفتقرون إلى الأمان، وهو طابع يطغى على معظم الأعمال الكوميدية التي يشارك فيها ساندلر (لكن يبقى هذا الجانب عابراً في الفيلم لحسن الحظ).
يقوم نيك أخيراً بتنفيذ وعده لزوجته منذ 15 سنة، فيصطحبها إلى أوروبا لتمضية شهر عسل مؤجّل. على متن الطائرة، تقابل "أودري" لاعباً لبقاً اسمه "تشارلز كافينديش" (لوك إيفانز)، فيدعو هذا الأخير الزوجَين سبيتز للانضمام إليه على متن يخت عائلي بدل الذهاب في الجولة السياحية التي كانا يخططان لها. بعد لحظات من التردد، يجد "نيك" و"أودري" نفسَيهما عالقَين في مكيدة مشابهة لقصص أغاثا كريستي، بعد قتل رئيس إمبراطورية تصل قيمتها إلى مليارات الدولارات، اسمه "مالكوم كوينس" (تيرينس ستامب). تطول قائمة المشتبه بهم، منهم "غريس بالارد" (جيما أرتيرتون)، والكولونيل "أولينغا" (جون كاني)، و"سوزي ناكامورا" (شيولي كوتسونا)، و"توبياس كوينس" (ديفيد ويليامز)، وماهاراجا فيكرام غوفيندان" (عديل أختار)، و"لورينزو" (فيكتور توربين). لن يمرّ وقت طويل طبعاً قبل أن يصبح الزوجان سبيتز على رأس قائمة المشتبه بهم، لا سيما بعد مقتل عدد متلاحق من اللاعبين الأساسيين. هل يستطيع الزوجان حل لغز جريمة القتل وتبرئة نفسَيهما؟
لا تتطور الجوانب الغامضة أو الكوميدية بدرجة كافية في هذا الفيلم، بل إنها تكتفي بتقديم تطورات "مُرضِية" بشكل عام. من المستبعد على الأرجح أن يجذب هذا العمل اهتمام الذين شاهدوا أفلاماً مثلThe Ridiculous 6 (السخفاء الستة) أو The Week Of (الأسبوع). لكنهم قد يتفاجأون بطريقة إيجابية حين يدركون أن صانعي هذا الفيلم بذلوا جهوداً تفوق كل ما قدّمه آدم ساندلر على شبكة "نتفلكس" حتى الآن. إذا أردنا تسليط الضوء على الجوانب الإيجابية، يمكن الانطلاق من هذه النقطة للإشادة بالإيجابيات وتجاهل السلبيات. عند مراجعة أعمال ساندلر وتنقّله من أعمال كارثية بالكامل إلى مغامرات منطقية، وصولاً إلى أدائه المبهر في فيلم The Meyerowitz Stories (قصص مايرويتز) ومشاركته في فيلم Good Time(وقت ممتع) من إخراج الأخوين سافدي، توحي خيارات ساندلر بأنه يوشك على بدء مرحلة مثمرة من مسيرته التمثيلية. إنه خبر إيجابي لكل محبي ساندلر وأعمال "نتفلكس" ككل.
