المطران عودة: تنقصنا إرادة الإصلاح وشجاعة القرار

14 : 06

ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة، قداس الشعانين في كاتدرائية القديس جاورجيوس بحضور حشد كبير من المؤمنين.



بعد الإنجيل ألقى عظة بعنوان "الله الرب ظهر لنا، مبارك الآتي بإسم الرب". وقال: "اليوم مع دخول المسيح إلى أورشليم، تنتهي فترة الصوم الأربعيني المقدس، وننتقل مساء إلى مرحلة جهادية أكثر خشوعاً ومهابة، أعني الأسبوع العظيم المقدس، الذي فيه تتكثف الصلوات، ويتسم الصوم بالشدة والجهاد الروحي، وتتسارع الأحداث وصولاً إلى القيامة البهية".



وقال: "مشكلتنا في هذا البلد أن الشر أصبح مستشرياً، وقد ابتعد الجميع عن براءة الأطفال التي تستطيع أن تذلل كل الصعوبات، وتمسكوا بالشر ومفاعيله، وبالإنتقام والأحقاد والضغائن، فأصبح البلد وجميع من فيه فريسة للشرير المتحكم بالنفوس والقلوب والعقول. وبدل أن يتعلق المسؤولون بالرب صارخين نحوه: «هوشعنا» أي خلصنا، ويجاهدوا في سبيل هذا الخلاص، فإنهم يقبعون في أماكنهم منتظرين الخلاص من الأمم. لقد مضت عقود ولبنان غارق في الآلام، ألم يحن وقت قيامه من الهاوية؟ ما الذي يؤخر انتظام سير مؤسسات الدولة من أعلى الهرم إلى أسفله؟ لماذا يخاف كثيرون من إرساء دولة القانون والمؤسسات؟ ربما لأن هذا سيمنع انتشار الفساد ويقف عائقا أمام الإستمرار في نهش ما تبقى من خيرات الوطن، ومن استباحة أرضه واسترهان شعبه. ما ينقصنا هو الإرادة، إرادة الإصلاح والإنقاذ، كما تنقصنا شجاعة القرار. عسى تكون هذه المواسم المباركة مناسبة للرجوع إلى الضمير ومحاسبة النفس على كل خطأ أو خطيئة".



وختم المطران عودة: "دعوتنا في هذا العيد المبارك، أن نصمم على السير في طريق الخلاص، وأن نعرف أن هذا الخلاص لا يأتي عن طريق البشر، بل هو عطية إلهية للذين يجاهدون حقا من أجل نواله. ولنفرح في الرب كل حين كما سمعنا في الرسالة. فمهما اشتدت الصعوبات على المؤمن يبقى إلهنا، إله المحبة والسلام، حافظا لنا ومعينا. فلنضع رجاءنا على الرب ولنصرخ مع الأطفال: "هوشعنا... خلصنا يا ابن داود... مبارك الآتي بإسم الرب".

MISS 3