المطران عودة: ضاق لبنان وشعبه ذرعاً بالصّفقات السياسيّة

13 : 25

 ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة، خدمة القداس الإلهي لمناسبة عيد العظيم في الشهداء جاورجيوس اللابس الظفر، في كاتدرائية القديس جاورجيوس، بحضور مجلس إدارة مستشفى القديس جاورجيوس والمدير العام والأطباء، رئيس جامعة القديس جاورجيوس مع إدارتها، وحشد من المؤمنين.


بعد قراءة الإنجيل المقدس، ألقى المطران عودة عظة قال فيها: "اليوم، نعيد لأحد الشهداء العظماء في تاريخ المسيحية، هو القديس جاورجيوس الحائز راية الظفر، شفيع كاتدرائيتنا، ومستشفانا، وجامعتنا، ومدينتنا بيروت، كما أنه شفيع لعدة مدن وعواصم وكنائس حول العالم. لم يخجل القديس جاورجيوس بإيمانه المسيحي، ولا خاف من تهديدات الحاكم بقتل المسيحيين، بل جاهر بإيمانه، ولم تغره التقدمات التي حاول الإمبراطور أن يقدمها له من أجل ثنيه عن مسيحيته".



ولفت عودة الى انه "في أيامنا هذه، نجد أن الشك الإلحادي يزداد، وأن المحبة تجاه المخلص تفتر، لأن البشر أصبحوا يلهثون وراء ما في هذا العالم من ماديات، سوقها لهم المنتفعون على أنها من ضروريات المعيشة، فأصبح الرب خارج لائحة الأساسيات الحياتية. لو التصق الجميع بالرب لما وجدنا أحداً يكره أخاه أو يحتقره أو يقاتله، أو يذله، أو حتى ينظر إليه نظرة سوء واستغلال. إن الإستشهاد من أجل المسيح أصبح نادرا، ولا أعني إهراق الدماء، بل الموت عن الخطايا، وحب الذات، والمصالح الشخصية، والتعلق بالماديات وسواها. هذا ما نبتغيه من المسؤولين عن هذا البلد، الذي حملت عاصمته اسم القديس العظيم جاورجيوس. لقد ضاق لبنان وشعبه ذرعاً بالصفقات السياسية، والحسابات الضيقة، والمساومات والأحقاد، وها هو يصرخ إلى القديس جاورجيوس: "بما أنك للمأسورين محرر ومعتق، وللفقراء والمساكين عاضد وناصر، وللمرضى طبيب وشاف، وعن المؤمنين مكافح ومحارب، أيها العظيم في الشهداء جاورجيوس اللابس الظفر، تشفع إلى الإله من أجل خلاصنا".


وقال: "فما لم يستطع ذوو السلطة تأمينه للشعب، من حرية وأمان وعضد ونصرة وشفاء، بسبب أنانياتهم ومصالحهم وتقاعسهم عن القيام بواجباتهم، بإمكان كل إنسان الوصول إليها بالعودة إلى الرب المخلص القائم من بين الأموات، والمقيم إيانا من الموت والفساد. هنا يأتي دور المؤسسات التابعة للكنيسة، التي عليها أن تكون النور الذي يضيء عتمة الأيام، والعضد للفقير والمريض والمحتاج. طبعاً لا يمكنها الحلول محل الدولة، وهي لا تملك القدرات الخارقة، لكنها تعطي مما أعطاها الله، بمحبة، ولأنها تضع رجاءها في الرب، هي قادرة على بلسمة جراح النفوس، بانتظار أن يصحو ضمير المسؤولين، ويتمموا واجباتهم من أجل إنهاض هذا البلد الجريح وشعبه البائس".


وختم: "مستشفى القديس جاورجيوس، وبيت القديس جاورجيوس، وجامعة القديس جاورجيوس، وكافة مؤسسات هذه الأبرشية، تطلب معونة الرب الناهض من بين الأموات، بشفاعة القديس جاورجيوس اللابس الظفر، لكي تكون دائماً في خدمة الإنسان، في كافة المجالات. لذلك دعوتنا اليوم أن نؤمن بالإله الوحيد الحقيقي المحيي، وأن ننبذ السعي وراء زعماء يؤلهون أنفسهم ليحيوا هم، ويميتونا. فليبارككم الرب مشدداً إيمانكم، بشفاعات شهيده العظيم جاورجيوس، وجميع القديسين، آمين".

MISS 3