"لتشكيل لجنة تحقيق دوليّة تضع يدها على الملفّ"..

جعجع في ذكرى الإبادة الأرمنية: يوم يخصّنا جميعاً وأطالبُ باعتباره نهاراً وطنيّاً

08 : 57

في الذكرى الـ108 على الإبادة الأرمنيّة، شدّد رئيسُ حزب القوات اللبنانيّة سمير جعجع على أنّ "سنة جديدة تحُلّ ولا تزال فُصول ذكرى المجزرة الأرمنيّة لم تكتمل، فلم نشهد حتّى الآن إقراراً بالإبادة ولم تُدفع التّعويضات اللازمة"، لافتاً إلى أنّ هذَين الأمرَين هُما المدخل الوحيد والفعليّ لتصحيح مفاعيل المجزرة الّتي ارتُكبت بحقّ الأبرياء، من رجالٍ ونساءٍ وأطفال".


أضاف في حديثٍ إذاعيّ: "كما أقولُ دائماً "ما بيصحّ إلّا الصحيح"، وأُضيف أنّهُ لو بعد أكثر من مئة سنة لن يصحّ في نهاية المطاف إلّا الصحيح. لن يضيع هذا الحقّ لأنّ هناك شعباً مستمرّاً في نضاله لترقد أرواح جميع الّذين استُشهدوا بسلامٍ فعليّ في جوار الربّ".


وقال جعجع: "في هذه المُناسبة الأليمة، والتي تُصادف، اليوم في 24 نيسان 2023، أطلُب من اللبنانيين اعتبار هذا اليوم يخُصُّنا جميعاً، واعتباره نهاراً وطنياً بامتياز، وليس ذكرى فقط، لأنّ الأُخوة الأرمن كاللبنانيين تعرّضوا، مع اختلاف الزّمان والمكان والجلاد، لمُعاناةٍ واضطهادٍ ومجازر قلّ نظيرها في القرن الماضي، والقاسم المُشترك الإستمرار بالنّضال في وجه إجرام المُحتل والغاصب".


وأكّد أنّهُ "لولا هذا النّضال لما بقيت قضيّة الإبادة الأرمنيّة على قيد الحياة، ولما بقي لبنان بفعل المُقاومة الحقيقيّة، على خلاف الذي كان مُقرّراً لهُ أن يكون وطناً آخر بمعالمَ أُخرى بفعل القتل والتّهجير الإضطهاد".


رئيسُ حزب "القوات"، توجّه في هذه الذكرى لمجلس حُقوق الإنسان في الأُمم المُتّحدة طالباً منهُ "تشكيل لجنة تحقيق دوليّة تضع يدها على ملفّ الإبادة الأرمنيّة تمهيداً لإصدار القرار والتوصيات اللازمة للإقرار بالإبادة وتحمُّل المسؤوليّة والإلتزام بالتّعويضات."


أمّا للمُجتمع الدّولي فقال: "المفاهيم والمبادئ وكُلّ ما يرتبط بها من حُقوق إنسان يجب ألا تقتصر على شعاراتٍ رنّانة فارغة المضمون، لذلك، يجب أن تتحوّل الإبادة الأرمنيّة من ذكرى إلى عبرة لكلّ مُحتلّ ومُجرمٍ إذ إنّ العقاب هو الرّادع الوحيد لعدم تكرار مثل هذه الإبادات والمجازر، والدليل أنّه بالأمس ارتكب النّظام السوريّ المجازر نفسها بحقّ شعبه من دون الخوف من العقاب أو المُلاحقة لأنّ المُجتمع الدوليّ اكتفى فقط بالإدانة اللفظيّة".


وتوجّه جعجع للأرمن المُناضلين والمُقاومين في حزب القوات اللبنانيّة ولأرواح الشّهداء منهُم، وقال: "كُلّ الشكر والتقدير والإحترام للتضحيات والتّفاني والدّفاع للمُحافظة على لبنان بلد سيّد حرّ مستقلّ، بلد الحضارة ومنارة الشّرق على الرّغم من كُلّ ما نعيشه".


وختم: "أتذكر في هذه المُناسبة ما قلته أمام قوس المحكمة سنة 1998، والتي أُنشئت خصوصاً لمُلاحقة المُقاومين ومُعاقبتهم على سنوات النّضال من أجل لبنان: لا يعتقدنّ مُعتقد أنّ الله قد مات أو أنّهُ لا يتدخّل في أحداث التّاريخ، فمهما يكُن من أمر، فأنا كُلّي إيمان، لا بل أعمق وأبعد من الإيمان بعد، بأنّهُ ومهما يكُن الطّريق طويلاً، صعباً شاقّاً ومُتعرّجاً، فإنّ في نهاية المطاف لن تكون إلّا مشيئته وكما في السّماء كذلك على الأرض. المجدُ والخُلود لشُهداء الإبادة الأرمنيّة".

MISS 3