في العام 2014، تأسست "مبادرة رادا ومعتز الصواف لدراسات الشرائط المصورة العربية" في "الجامعة الأميركية في بيروت"، لتتحول اليوم ليس الى مركز فحسب، بل الى هيئة أكاديمية للأبحاث النقدية المعنية بفن الشرائط والقصص المصورة من العالم العربي، من خلال ائتمان سخي بقيمة 5 ملايين دولار أميركي أنشأه عضو مجلس الأمناء معتز الصواف (بكالوريوس من الجامعة الأميركية في بيروت في الهندسة المعمارية العام 1974) وزوجته رادا الصواف، موفراً دعماً مالياً دائماً للمركز.
مركز رائد عالمياً
"الجامعة الأميركية في بيروت" انخرطت بجدية في دراسة وعرض هذه الظاهرة تحت قيادة البروفسورة لينة غيبة، مديرة مركز "مبادرة رادا ومعتز الصواف لدراسات الشرائط المصورة العربية" في الجامعة، التي اعتبرت في حديثها مع "نداء الوطن" أنّ "هذا المركز ليس الأول من نوعه في لبنان والوطن العربي فحسب، بل في العالم أجمع، إذ، قليلٌ هو عدد المراكز العالمية التي تهتم بدراسات هذا الفن وتراثه".
تعتبر الشرائط المصورة والروايات التصويرية من بين أقوى وسائل التعبير، ويمكن من خلالها تدوين تاريخ العالم العربي، وتضيف غيبة: "يوفر لنا هذا الفن الصورة والنص، ما يسمح لنا بنقل قضايانا الى العالم أجمع من خلال الثقافة والفنون، وتبديل النظرة الشائعة الى أوطاننا المرتبطة عادةً بالعنف والحرب والفساد".
أمّا عن مهمة هذا المركز فتقول: "دراسة الشرائط المصورة من العالم العربي وتعليمها والترويج لها والحفاظ على تراثها، بهدف احتضان هذا المجال وقوانينه كمعلم أساسي من معالم الفن العربي المعاصر ووضعه على الساحة العالمية، تعزيز الدراسات في هذا المجال وتدريسه وانتاجه، جمع وأرشفة الشرائط المصورة العربية التاريخية والمعاصرة، دعم وتشجيع الفنانين الحاليين والناشئين، تنظيم مؤتمرات وجوائز ومعارض وورش عمل ومحاضرات وغيرها من الفعاليات، التعاون وبناء شبكة من العلاقات مع مراكز ومؤسسات ثقافية ومنصات ومهرجانات الشرائط المصورة الاقليمية والعالمية ومع الفنانين الممارسين من العالم العربي. من دون ان ننسى طبعاً احتضانه لـ"جائزة محمود كحيل" السنوية المرموقة، التي نظمت بالامس في دورتها الثامنة، مكرمةً المواهب من المنطقة ودعمها أمام جمهور عريض"، مردفةً: "كرّمنا من خلال حفلة التوزيع، الفنانين الذين يعملون في هذا المجال معززين بذلك انتاجاتهم من خلال إلقاء الضوء على أعمالهم، بالاضافة الى تكريم فنانين ما زالوا على قيد الحياة من خلال الجوائز الفخرية".
وعن مدى انخراط الجيل الجديد بهذا النوع من الفنون فتشير غيبة الى أنّ "جيل الشباب هو من يحمل حالياً راية هذا الفن، من خلال انتاجاته الغزيرة منذ 2011 حتّى اليوم. مع الاشارة الى أن الفنانين والفنانات الشباب، عندما لمسوا غياب من ينشر لهم اعمالهم، خلقوا تجمعات فنية كلّ في بلده ناشرين اعمالهم من تلقاء أنفسهم مطورين بذلك خبراتهم".
فعاليات اليوم
تستمر فعاليات هذا النشاط الى اليوم 28 الجاري، حيث يفتتح المركز رسمياً في "الجامعة الاميركية في بيروت" (قسم الهندسة والتصميم) عند الـ10 صباحاً. وفي تمام الساعة الحادية عشرة، يفتتح معرضان عن الشرائط المصورة العربية؛ الأول معرض قصص مصورة من "ثورة تشرين"، والثاني تحت عنوان "لانخراط في الأرشيف: اعادة تخيل التاريخ من خلال مقاربة جندرية".
ومن الواحدة حتّى السادسة بعد الظهر، تنظم ندوة عن الشرائط المصورة مع متحدثين دوليين واقليميين هم بول غرافيت، باور باولا، د. استر زيب وجورج خوري، لتختتم فعاليات هذا اليوم في مكتبة برزخ (الحمرا) عند الثامنة مساءً، حيث ستنطلق منشورات وكتب المركز مع AUB Press؛ (كتاب شهرزاد إن رسمت: قراءة نقدية للشريط المصور العربي لجورج خوري. كتاب: قصص مصورة من "ثورة تشرين"، النسخة الانكليزية، تحرير لينة غيبة. كتاب جائزة محمود كحيل الثامنة. مجلة "+" الناقدة للشرائط المصورة (مع طش فش).
"جائزة محمود كحيل"
لوحظ أنّ المشاركات الاعلى المقدمة لجائزة "محمود كحيل" لهذا العام هي من مصر يليها لبنان، ثم سوريا وفلسطين والسودان؛ ومقارنةً بالسنوات الماضية، شاركت هذا العام دول نادراً ما تتقدم مثل ليبيا واليمن، كذلك فاق عدد النساء المشاركات الرجال في فئتي الرسوم التعبيرية ورسوم كتب الاطفال. وارتفعت أيضاً نسبة انتاج الروايات التصويرية عن السابق حيث تم تقديم 20 رواية معظمها من مصر.
الجوائز الفخرية
وتقديراً لمن أمضى اكثر من ربع قرن في خدمة فنون الشرائط المصورة، الرسوم التصويرية والكاريكاتور في المنطقة، منحت جائزة "إنجازات العمر" للفنان الاردني عماد حجيج الذي عرف بشخصيته الكرتونية الساخرة "أبو محجوب" والشعار الوطني الشهير "كلنا الأردن". كما قدم ابداعات كثيرة في الكاريكاتور السياسي والمحتوى الساخر، مبتكراً شخصيات كرتونية لمختلف الأغراض الفنية والتجارية.
ومنحت جائزة راعي الشرائط المصورة لـ"فنزين" مجلة الفضاء الخارجي التي أسسها مايك ديرديريان العام 2018، نظراً لدعمها الشرائط المصورة والرسوم الكاريكاتورية في العالم العربي على نطاق واسع.
جوائز الفئات
بالانتقال الى جوائز الفئات التي اختارتها لجنة التحكيم المؤلفة من الرسام التصويري عثمان سلمي، الفنانة ورسامة الكاريكاتور باورباولا، الناقد الفني وفنان الشرائط المصوّرة جورج خوري، الباحثة في فن الشرائط المصورة استرساب والاستاذ الجامعي الرسام رالف ضومط، فاز رسام الكاريكاتور الاردني البريطاني عمر عدنان العبداللات عن فئة الكاريكاتور السياسي، وعن فئة الروايات التصويرية فاز الرسام التصويري ورسام الكاريكاتور السياسي ومؤلف كتب شرائط مصورة جورج ابو مهيا. أما عن الشرائط الصورة ففاز المصري جنزير الذي يعمل عند ملتقى الفن والسرد والتصميم، عن الرسوم التصويرية والتعبيرية الرسامة التصويرية والكاريكاتور اللبنانية ترايسي شهوان، وعن رسوم كتب الأطفال الرسامة التصورية اللبنانية حنان القاعي.
