جورج بوعبدو

ميشال حوراني: لديّ الكثير لأقدّمه و"قبل الضو" ليس إلّا البداية

3 أيار 2023

02 : 01

من فيلم Valley of Exile
ممثل وأستاذ جامعي بمواهب متعدّدة وخبرة طويلة. لم يكتف بالتمثيل؛ بل تعدّاه الى التعليم الجامعي وقد خرّج عدداً كبيراً من الممثلين والمخرجين البارزين على الساحة. سجّل نجاحاً تلو آخر في عدد لا يستهان به من المسلسلات، فقد خطفه التمثيل فغاب لفترة عن البرامج رغم تميزه المطلق فيها، فمن منا لا يعرف بصمته الخاصة التي تجلت في برامج ذاع صيتها أبرزها "ساعة وفا" و"هلّق دورك"؟ ها هو اليوم يعود الى ولعه الأول ببرنامج من العيار الثقيل بعنوان "قبل الضو" يتناول حياة المشاهير قبل انتقالهم الى الاضواء؛ ساردين حكايات وتفاصيل حميمة عن الطفولة والمراهقة وقصصاً لا نعرفها عنهم. "نداء الوطن" إلتقت الممثل ميشال حوراني في حوار شيّق استعرض فيه شغفه بعالمي الاعلام والتمثيل وتفاصيل أخرى.



تجارب عدّة مررت بها خلال مسيرة فنيّة زاخرة بالعطاء، منها تمثيلية وأكاديميّة وأخرى في مجال إعداد وتقديم البرامج. كيف تصف هذا الأمر؟

حظيَت البرامج التلفزيونية التي قدّمتها برواج كبير محققة نجاحاً منقطع النظير، فلم أبخل عليها بشيء بدءاً من الفكرة الرئيسة مروراً بالإعداد وصولاً الى التقديم، مشكلاً مزيجاً متكاملاً متناغماً من صنعي. ولا شك في ان تجاربي في مجال التمثيل والتعليم اكثر بكثير من تلك في تقديم البرامج الّا أنني اعتبرها ناجحةً، انطلاقاً من احترامي لمعايير نجاح كل عمل أقدّمه وسعيي الى البروز من خلاله، بالاضافة الى امتلاكي لمقوّمات تجعلني قادراً على خوض اي تجربة كانت بكل ثقة ونجاح.

أخبرنا عن خبرتك الطويلة في المجال التعليمي.

بلغت اليوم عامي السابع عشر في التعليم الجامعي، فكنت وراء تخرّج عدد هائل من المخرجين والممثلين والكتّاب ولا شيء اجمل من ان ترى تلاميذك روّاداً في صناعة الدراما. أسعى الى تطوير نفسي باستمرار، لتزويد طلابي بالمعرفة من خلال التحضير الدائم والمكثف ومتابعتي للمتغيرات التي تطرأ على المهنة والعلوم الحديثة، بالاضافة الى التمارين اليومية التي تخلق تفاعلاً ايجابياً ما يتيح فرصة تبادل الخبرات، وبالتالي انا اتعلم منهم واتعرّف على قصصهم، ولا سيما أنهم يمتلكون رؤيتهم الخاصة وعلي الانفتاح عليها وعلى تطلعاتهم. كما أنّ تجربتي في التعليم مختلفة ومستقلّة عن التمثيل والتقديم كونها تحاكي الجانب التربوي والثقافي والفكري.

علّمت مادة "إدارة الممثل". ألا تعتقد اننا نفتقدها في مسلسلاتنا المحلية. وما العلاج برأيك؟

تفتقد الدراما المحلية للعنصر الأهم وهو ادارة الممثل وخاصة في هذه الظروف السيئة التي نمر بها. وهذا يعود الى المخرج الذي لا يعترف بوجود مدير الممثل من الأساس. فالمادة موجودة وتدرّس في الجامعات للمخرجين الجدد وبات واضحاً دخول مدير الممثل في الأعمال المشتركة تحت تسميات مختلفة منها المتابعة الدرامية، والسبب يعود الى عدم تقبل المخرج وجوده الى جانبه، فبإعتقاده ان هذا الأخير ينتقص من قيمته المعنوية.



ميشال حوراني




برأيك هل ساعدت المنصات العالمية على تطور صناعة الدراما المحلية. وبماذا اثرت على الممثل؟

ساهم وجود المنصات العالمية بتطوير الدراما المحلية والعربية على السواء، كونها فرضت معايير عالمية على الأعمال شملت النواحي الانتاجية كافة، وبات محتماً على المنتجين المحليين تحسين انتاجاتهم والخضوع لمعايير المنصات والا فسيظلون خارج اطار المنافسة. واليوم باتت الاعمال المحلية والعربية بتنافس مباشر مع نظيرها العالمي وغدا الهاجس الاكبر اختيار موضوع العمل وتحديد هويته من ناحية القصة والسيناريو والحوار. أما الممثل فزادت المنصات من اشراقه بحيث اوصلته الى النجومية والعالمية في اغلب الاحيان، فالظروف الانتاجية باتت مؤمنة والتكامل الفني كذلك، ومثالاً على ذلك، ساهم مسلسلا "ستيلتو" و"الهيبة" بشكل مباشر في بروز ممثلين كثر.

ما رأيك بالاعمال المشتركة وما تأثيرها على الإنتاج المحلّي؟

ساعدت الأعمال المشتركة في تقدّم الممثل اللبناني عربياً ولكنها أخّرت الصناعة المحليّة وبات الاهتمام الأكبر بالاعمال العربية لأهداف تسويقية بحتة. فنحن نعاني اليوم من ضعف الإنتاج المحلّي، وأسئلة كثيرة تُطرح في هذا الشأن: الدراما اللبنانية الى أين وما مصيرها؟ وهل سنشهد مسلسلاً لبنانياً بالكامل؟
انا احذر من خطورة الأمر وعلى المُنتج اللبناني مسؤولية وطنية وعليه تدارك الأمر قبل إنقراض الإنتاج المحلي بالكامل.



من برنامج "قبل الضو" مع بديع أبو شقرا



كيف تؤثر مواقع التواصل الإجتماعي على الممثل. وهل لها وقع ايجابي على مسيرته الفنية؟

باتت "السوشال ميديا" أمراً اساسياً في حياتنا اليومية ولها حسناتها وسيئاتها ولكن يمكن للممثل تحديد ظهوره من خلال اختيار مواضيع محددة يتكلم فيها عن اعماله وابداعاته ربما، من دون التطرّق الى حياته الخاصّة. وانا على يقين بأن مواقع التواصل لا تحدد هوية الممثل او تزيده بريقاً وبالتالي ليس لدي هاجس المتابعين والأرقام، فمهنتي هي الأساس وأتشارك مع جمهوري ما يودّون معرفته عني كممثل وفنان.

كيف دخلت عالم البرامج، وماذا يعني لك هذا الأمر؟

درست المسرح والصحافة في آنٍ، ولكنني لم اكمل اختصاصي في مجال الصحافة كون المسرح استحوذ على كل وقتي، وبعد سنوات عدة من تخرجي قررت ابتكار فكرة برنامج جديدة، تعطي أولوية الظهور للممثل والمخرج والكاتب في البرامج التلفزيونية وهذا لم يكن شائعاً آنذاك. عرضت الفكرة على "تلفزيون لبنان" فكان برنامج "ساعة وفا" الذي استمر لـ80 حلقة استقبلت خلالها ألمع الممثلين، من ثم ابتكرت البرنامج الترفيهي "هلق دورك". واليوم أنا في صدد إطلاق برنامجي الجديد بعنوان "قبل الضو".

البرامج تجعلني أعيش الجانب الإبداعي والثقافي وفيها أضع كل طاقتي فثمة متعة لا توصف في كيفية إبتكار الأفكار وإعدادها وصولاً الى تقديمها ومشاركة الجمهور بها.



أخبرنا عن "قبل الضو"، ما الذي يميزه؟

"قبل الضو" برنامج جديد سيعرض قريباً على شاشة LBC روتانا، وهو يتناول حياة الضيف ما قبل الشهرة بدءاً من مرحلة الطفولة وصولاً الى المراهقة، فنذهب معه مشواراً الى بلدته حيث ترعرع قاصدين الشوارع ومنزله والمدرسة التي تعلّم فيها والأشخاص الذين واكبوه منذ صغره...


البرنامج مليء بالأحاسيس والذكريات التي منها استطاع الضيف تكوين نفسه وكانت سبباً في شهرته في ما بعد. وبالتالي يعد هذا الموسم لبنانياً بامتياز كونه يستضيف القامات المحلية ذات الحضور العربي.

كذلك، للبرنامج أبعاد كثيرة منها سينمائية، اذ يسلط الضوء على جوانب مخفية حقيقية من حياة الضيف، فثمة لحظات قاسية وذكريات مع الحرب اللبنانية وأحداث لا تنتهي تجعل المشاهد متلهفاً لمعرفة المزيد ومشاركة الأحداث مع الضيف.



من برنامج "قبل الضو" مع تقلا شمعون




هل من مشاريع جديدة؟

أنتظر حالياً العرض العالمي الأول لـValley of Exil من إخراج الأميركية الإيرانية أنّا فاهر، وهو انتاج مشترك لبناني- كندي. صوّر الفيلم في لبنان منذ عام ونصف وأؤدي فيه دور البطولة اللبنانية. أتى هذا الفيلم ليتوج مسيرتي الفنية مروراً بمسلسل "والتقينا" و"ستيلتو العربي". وفي عالم البرامج أيضاً لدي الكثير لأقدّمه و"قبل الضو" ليس إلاّ البداية.




من مسلسل Styleto


MISS 3