عماد موسى

لقاء مع مرجع كبير

4 أيار 2023

02 : 00

سألتُ مرجعاً واسع الإطلاع عن واقع الأركيلة في لبنان؟ جلّس قعدته. أخذ نفساً عميقاً ونفث من فمه ومنخاره ما يعادل دخان "مشحرة" مشبعة بتشكيلة من الكيماويات الضارة وأجاب بكلمة واحدة: روعة.

وطلب من المعلّم أن يحضر حالاً "شوف شو بدّو الأستاذ". المقصود أنا وليس "الإستيذ". عرض عليّ معلّم علوش لائحة الأطايب. "لدينا شوكولا. حامض ونعنع وعنب. بطيخ. شمام" اخترت بـ"فرد مرّة" سلطة الفواكه. حدجني المرجع بنظرة أشعرتني بارتكاب خطأ لا يُغتفر. معلّم علوش يسأل جنابك عن نَفَس الأركيلة لا عن البطيخ العدلوني وعِنب بزاز الكلبة بلا مستحى منك. طلبتُ فنجان قهوة وقطعة راحة الحلقوم بدلاً من حبة المسك. ثم ولجت صلب الموضوع مستفسراً عن أنواع النكهات. تناول المرجع من حقيبته لوحاً وقلماً عريضاً مثل أي "كوتش" كرة سلة وقسم اللوح إلى نصفين. ووضع تحت عنوان "المعسّل" كل التنباك المشبع بنكهات كالمسكة والتفاحتين والورد والعلكة، نعم العلكة وسطّر تحتها سطرين. ويندرج في الخانة المقابلة العجمي والمدبّس والأصفهاني. وتابع وهو يشفط نفساً محموماً "يا سيدي النسوان، بنسبة 80 إلى 90 % يفضلون الفواكه والحامض والنعنع". علّوش يتحرّك بين الطاولات و"عاطينا دينتو". فجأة، وفي مداخلة له، في هذا المحور بالذات، رأى أن "الرجال بغالبية الثلثين يفضلون التفاحتين (وكذلك الرمانتين) وهي ثقيلة على صدور النساء و"التفاحتين"، وبعكس العجمي تحتاج "التفاحتان" إلى تغيير الفحمة غير مرّة" وتابع علّوش مستطرداً، بعدما استحسن الثناء من المرجع الكبير بهزة رأس، وتناول في المحور الجديد متعة الأركلة بالنربيش المصنوع من نحاس وقماش "لكن الكوفيد 19 أو 18 لم أعد أذكر حتم علينا استبدال النربيش الكلاسيكي بآخر من البلاستيك يُستعمل لمرة واحدة". ونصح علّوش في مداخلته المؤركلين "كل واحد يجيب نربيشو معو".

من مكان ما نودي على علوش بصوت موسيقي حالم لمعالجة "أركيلة مْخنّقة" فهرع المعلم إلى سيدة جميلة لفتح التنفيسة وإحياء "النَفَس" ولو على آخر نفس.استأذن وذهب إلى شغله. ومن مهام علّوش الأساسية كما فهمت من المرجع الكبير، "شَرق" شرقتين من كل أركيلة، بما معناه أنه يسرّب آخر الليل إلى بيته دائخاً سعيداً لا يلوي على شيء.

في الجلسة القيمة مع المرجع، شرح وشرّح كبروفسور في علم الأحياء جسد الأركيلة وميّز بين رأس الأنثى ورأس الذكر، وكشف عن أراكيل جديدة مخصصة للسيارات توضع مكان كوب القهوة. فإن شحرقت في الأشرفية اشعلها وستصل إلى موعدك في رأس الشقعة وراسك معبّى".

في ختام اللقاء أسرّ لنا المرجع الكبير "أن اسمه مدرج لتكريمه في حفل "موركس يحيى إليغانس" وهذا أمر طبيعي لم يفاجئه مطلقاً.


MISS 3