مايا الخوري

كارلا بطرس: الخليط العربي ثروة للمكتبة الدرامية العربية

4 أيار 2023

02 : 01

جعبة الممثلة كارلا بطرس حافلة بالمشاريع الدرامية والإجتماعية والمهنية وعلى صعيد تصميم المجوهرات. بعدما أطلّت بدور "صباح" في "دهب بنت الأوتيل" و"مي في "الثمن" و "نسرين" في "حياة لا تشبهني"، تؤدي دور "سمر" في فيلم "ويك أند" الذي يُعرض حالياً في الصالات اللبنانية. عن نشاطها الدرامي والإجتماعي والعملي تحدثت إلى "نداء الوطن".

تؤدين دور "سمر" في فيلم "ويك أند"، أخبرينا عن هذه التجربة الكوميدية السينمائية؟

رغبت في المشاركة بهذا الفيلم لأنني أميل أساساً لهذا النوع من الأدوار والخبرات كفيلم عائلي بإمتياز، فلا يخدش الحياء ولا يسبب إزعاجاً لأي فئة عمرية، بل على العكس. نفتقد إلى الجلسة العائلية الجميلة أمام الشاشة، لذا من الجميل التوّجه إلى أفراد العائلة بعمل مسلٍ وصحيّ. أحببت أسلوب المخرج اللذيذ، وكيفية تعاونه معنا كممثلين. إستمتعت بتعاوني مع الزملاء المحترفين جداً، كما إرتحت لتعاون فريق العمل في موقع التصوير، فكان جوّاً هادئاً ناضجاً، لم يشعرنا أبداً بضغط العمل.

خيط رفيع يفصل ما بين كوميديا الموقف والتهريج، كيف حققتم التوازن؟

تميّز الفيلم بكوميديا موقف حقيقية ولذيذة، ومواقف صعبة ليست سهلة أبداً بعضها درامي، لكننا حوّلناها بطريقة خفيفة ومفهومة لا تخدش الحياء.

فالعلاقة بين "سمر" وإبنتها "جوانّا" صعبة جداً، لأنهما مغرومتان بالرجل نفسه.

صحيح أن الإبتعاد عن التهريج صعب أثناء أداء الكوميديا، إنما كسبنا إعجاب الجمهور، الذي يستوقفني في الشارع ليقول بأنه استمتع كثيراً بمشاهدة الفيلم مع أفراد عائلته.

ما سبب زيارتك الأخيرة إلى الكويت؟

أزورها للمرة الأولى للمشاركة في المسلسل الدرامي الخليجي الكويتي "حياة لا تشبهني". إكتسبت خبرة جميلة جداً وجديدة هناك، حيث تشرّفت بالتعاون مع الأساتذة المخرج عبد الله تركماني والمنتج عادل يحيى والكاتبة أنفال دويسان. أتمنى المشاركة مجدداً في الدراما الخليجية وأن تصبح مختلطة عربياً أكثر فأكثر، لأن هذا المزيج يغني المكتبة الدرامية العربية. برأيي، من شأن الأعمال المشتركة المساهمة في تبادل الخبرات وإغناء الأداء بين الممثلين من مختلف الدول العربية.

ما تفاصيل شخصية "نسريــــن" في المسلسل؟

هي سيدة لبنانية تزوّجت في الثمانينات من رجل عربي، فتخللت علاقتهما أحداث حرب وطلاق. تشبهني "نسرين" بعاطفتها ومواقفها الإنسانية والهادئة والمحبّة لعائلتها إنما جاءت ظروفها الحياتية معاكسة لها. تعبّر هذه الشخصية الحقيقية عن سيدات وجدن أنفسهنّ في مواقف غريبة وصعبة.

شخصية "مي" في مسلسل "الثمن" أثّرت بشكل مباشر على مجريات الأحداث بعدما كشفت حقائق كثيرة، كيف تصفينها؟

"مي" شخصية محورية مؤثرة في المسلسل تحاول حماية "زين" عبر إرشاده إلى الطريق الصحيحة وإبعاده عن الخطر وعن أعدائه الحقيقيين. تشبهني بنضجها ورصانتها إنما ليس بهدوئها وتصرفاتها، لذا قمت بمجهود كبير للتعبير أداءً عن هذا الهدوء الذي تتمتّع به. إنه التعاون الثاني مع المخرج فكرت القاضي بعد "عروس بيروت 2"، كما أحببت التجربة أيضاً مع المخرج المنفّذ مارك كميل سلامة. إستمتعت بالمشاركة مع الممثلين الرائعين باسل خيّاط ورزان جمّال والأساتذة رفيق علي أحمد وصباح الجزائري، ومع الممثلين الآخرين.

كانت تجربة جميلة وجديدة ومختلفة، خصوصاً أن دوري مليء بالحبّ والهدوء والسكون. "مي" شخصية قليلة الكلام، لكنها تعبّر بإحساسها وعيونها خصوصاً عندما تنظر إلى "زين" الذي تراه شبيه والده.

تزامناً مع "الثمن"، قدّمت دور "صباح" رئيسة الخدم في مسلسل "دهب بنت الأوتيل"، بمَ تميّزت عن سابقاتها؟

"صباح" مختلفة جداً عن "مي"، هي قاسية، تفكّر بعقل مخابراتي، لمعرفة تفاصيل ما يحدث في غرف الأوتيل. إنها شخصية مركّبة، عاشت طفولتها في هذا القصر الذي خدم فيه أهلها، لذا تعرف زواياه كلها، وتشعر بعطف تجاه "هيفا" التي ورثت الأوتيل عن أهلها، تساعدها في إنتقامها من زوجها الخائن الذي كان يخدم في القصر قبل أن يتزوّجها ويستلم إدارته، فتنفّذ لها المهام الصعبة. ترتكز صعوبة هذا الدور في إحتفاظ "صباح" بزيّ الخدم نفسه طيلة الحلقات العشر، بشكل خارجي واحد بسيط من دون أي تعديل، مركّزة طوال الحلقات على تصرّفات العمّال.

ما رأيك في الأعمال الدراميــــــة القصيرة الرائجة عبر المنصّات الرقمية مثــــــــــل "دهب بنـــــــت الأوتيل"؟

يحبّ بعض الجمهور هذا النوع من المسلسلات القصيرة المعروضة عبر المنصّات، لأن إيقاعها سريع وممتع بالنسبة إليه، فيما يملّ من المسلسلات الطويلة. كما يستطيع مشاهدتها مجدداً ساعة يشاء لملاحظة التفاصيل. لكل نوع جمهوره الخاص، فضلاً عن أن ميزة المنصات الرقمية تكمن في تسهيل عملية المتابعة للأعمال الدرامية، إذ تفسح في المجال أمام الجمهور لمشاهدة ما يريد وفق التوقيت المناسب له.

تحققين في الآونة الأخيرة تنوّعاً لافتاً في الأدوار، إلام تعزين ذلك: ضربة حظ أو حسن إختيار أو تقدير أكبر لقدراتك الفنية؟

برأيي الثلاثة معاً. ربّما يرى المنتج أو الكاتب أنني أملك القدرة على أداء أنواع عدّة من الشخصيات. هناك ضربة حظّ وظروف أيضاً مساهمة في هذا الإطار. إلى ذلك، أحاول من خلال خبراتي ونضجي الفنّي التنويع في الأدوار أو حسن إختيار الشخصيات وفق ما أبحث عنه أو أرغب في تقديمه. من جهة أخرى، أستمع إلى الناس في الشارع آخذة في عين الإعتبار آراءهم حول الشخصيات والأدوار.

ناشطة في مجال الشأن العام والرعاية الصحية والإجتماعية، كيف يستطيع النجم تسخير شهرته في خدمة مجتمعه؟

أميل شخصياً نحو الشؤون الإنسانية، وأشعر بضرورة الوقوف إلى جانب الآخرين. أحبّ الناس وأتمتع بفضولٍ للتقرّب منهم والإطلاع على الشؤون الطبيّة والمساعــدات. ربما يكون حضورنا كمؤثرين في المجتمع مساعداً أكثر، إنما أنا ناشطة كإنسانة أولاً، ولو لم أكن ممثلة أو مشهورة قليلاً، لكنت بادرت أيضاً. لذا أشجّع أي إنسان قادر على المساعدة أن يبادر، وأي شخصٍ مؤثر في المجتمع أن يسعى من خلال متابعيه إلى التوعية على السلامة المرورية وعلى الأمور الصحية والإجتماعية.






ما هي مشاريعك إلى المرحلة المقبلة؟

مستمرّة في تصميم المجوهرات، محاولة التجديد في كل موسم. كما أحبّ تنفيذ هذه المشاريع برفقة إبنتي إيفانا الموهوبة جداً والتي ستتخصص في مجال تصميم الأزياء. إلى ذلك، ثمة مشاريع درامية كثيرة قيد الدرس، من بينها مشروع عربي.

وعلى صعيد السينما، أعمل على وضع قصة وسيناريو لفكرة دور سينمائي يشبهني أرغب في أن يبصر النور. يحتاج إلى بعض الوقت لكنني متحمّسة كثيراً له.


MISS 3