الجسم الإعلامي الرياضي واعٍ رغم الإنقسامات

هيدا رأيي - بقلم رشيد نصّار

12 : 46

رشيد نصار

الجسم الإعلامي الرياضي واعٍ رغم الإنقسامات

في هذا الزمن، سوف تحتاج الى الكثير من الجرأة والإرادة لخوض مغامرة إصدار مطبوعة ورقية في لبنان. فالصحافة اللبنانية بشكل عام والرياضية بشكل خاص تحتاج لمغامرات كهذه تساهم بإعادة الإعتبار الى هذه المهنة وتحصينها من الدخلاء، وما أكثرهم ...

من المنطقي استيعاب وقبول نظرية التطور الحاصل في عالم الاعلام في ظل التحوّلات الكبيرة التي قدّمت الصحافة الرقمية على ما عداها، ولكن من غير المقبول الاستسلام للمعايير الجديدة التي فرضتها مواقع التواصل الاجتماعي، بحيث أصبح معظم مدوّني وروّاد تلك الصفحات يقدّمون أنفسهم كزملاء في المهنة، ما أفقد الجسم الإعلامي الرياضي الكثير من مصداقيته وجعله هدفاً سهلاً للتطاول والاعتداء، وأحيانا الإحتواء.

لن نحمّل الثورة التكنولوجية الحاصلة في الإعلام وحدها مسؤولية واقع الإعلام الرياضي اللبناني المزري، فالمسؤولية تقع أيضاً على العقل المفكّر في الدولة اللبنانية، والذي يضع الرياضة والعاملين فيها في آخر سُلم الكماليات، فالمعادلة واضحة: حركة رياضية سليمة تنتج جسماً إعلامياً صلباً ومكتفياً، وللأسف هذه المعادلة يصعب تطبيقها في ظل وجود عقليات تفتقر الى فنّ تحديد وترتيب الأولويات في الدولة اللبنانية .

أسبابٌ عدة أوصلتنا الى هذا الواقع لا مجال لتعدادها الآن، ولكن يبقى من أبرزها الإنقسام العمودي والأفقي الحاصل في الجسم الإعلامي الرياضي، وهذا ليس بغريب في بلد كلبنان، بلد الانقسامات والخلافات، فهذا الجسم هو جزء من هذا المجتمع الذي يتنفس سياسة وطائفية وحزبية ومناطقية، ولكن يبقى تفصيل صغير إنما مهمّ، وهو انّ الجسم الإعلامي الرياضي بمكوّناته الحقيقية يملك ما يكفي من الرقي والوعي لتوحيد صفوفه وتنظيمها والانطلاق بمسيرة إصلاح الخلل في المعايير والعقليات والأولويات.

هنيئا للزملاء في صحيفة "نداء الوطن" مولودهم الجديد، وكلّ التقدير لجرأتهم على خوض هذه المغامرة.



رشيد نصّار - رئيس جمعية الاعلاميين الرياضيين