مريم سيف الدين

صعوبات تواجه البلديات... وزارة الصحة لا تمدّها سوى بالتوجيهات

14 آذار 2020

03 : 45

المطاعم فعّلت خدمة التوصيل وأقفلت صالاتها (فضل عيتاني)

خفت حركة التجول في شوارع بيروت وأقفلت مطاعمها ومقاهيها. في المقابل ظلت الحركة شبه طبيعية في الضاحية الجنوبية لبيروت، أكثر الأماكن التي يتخوف اللبنانيون من انتشار وباء "كورونا" فيها. وفي حين تشكل البلديات سلطة محلية معنية بتطبيق القوانين ضمن حدودها، فقد اتخذت بلديات عدة اجراءات متشابهة واصطدم بعضها بامتناع مواطنين عن الالتزام، فيما شكا رؤساء بلديات لـ"نداء الوطن" أزمات البلديات المالية التي سبقت الوباء، وعدم مدّ وزارة الصحة البلديات بأيّ دعم بعد انتشار "كورونا" بل بالتوجيهات فقط.

لا يخفي رئيس بلدية برج البراجنة، عاطف منصور، وجود أزمة في الضاحية تصعّب تنفيذ القرارات الصادرة عن الحكومة لمكافحة انتشار الوباء. وفي حديث لـ"نداء الوطن" يشكو منصور من الكثافة السكانية في الضاحية وأعداد المطاعم والمقاهي الهائل، ويشير إلى أن لا إمكانية لفرض القوانين من دون كادر أمني. "إذ يعيش في الضاحية نحو مليون ومائتي ألف نسمة، ونحتاج لعدد كبير من الشرطة". ويلفت منصور إلى الجانب المعيشي، "فهذه المحال هي مصدر دخل لأصحابها، وهو ما يشكل عائقاً بالنسبة إلينا، فكيف سيعيشون؟".

وتصعّب الأزمة المالية التي تعيشها البلديات منذ مدة مهمة مواجهة الوباء. حيث خفّضت بلدية البرج عدد موظفيها وخفضت رواتبهم قبل تفشي الوباء. ووفق رئيسها، تحتاج البلدية لاعتمادات بمبالغ كبيرة لتقوم بحملات التعقيم وتوزيع الأدوية وغيرها من الإجراءات. والوباء بالنسبة إلى منصور "أشد من الحروب وله تداعيات على المستقبل، ولا أمل الا بانتهاء الأزمة وإيجاد علاج".

تواجه أيضاً بلدية طرابلس أزمات شبيهة، لكن أهم ما يكشفه رئيسها رياض يمق لـ"نداء الوطن" هو إهمال المستشفى الحكومي فيها حتى الساعة، "وهو المستشفى الوحيد في المنطقة القادر على مواجهة الوباء". ما يعني انه وفي ظل ادعاء الحكومة الاستنفار لمواجهة تفشي الفيروس، لم تبدأ العمل على تجهيز المستشفى الحكومي في طرابلس، وكأننا نمتلك رفاهية تضييع الوقت. ويكشف يمق أنه وبعد اللقاء بالمسؤولين في المستشفى الحكومي صرح هؤلاء بأن المستشفى لا يملك حتى التجهيزات اللازمة لإجراء الفحص الذي يكشف الإصابة بالفيروس، "وتعهدت البلدية بتقديم الدعم المالي للمستشفى لشراء معدات الفحص، ونحن بانتظار ردهم فيما ينتظرون جواباً من وزارة الصحة".

ويشكو يرق عدم التزام الجميع في المناطق الشعبية بقرارات إقفال المقاهي والمطاعم. لكنه يشير في المقابل إلى تراجع عدد المشاركين في التجمعات، "لقد شاركت في صلاة الجمعة ولاحظت انخفاض عدد المصلين إلى النصف تقريباً". ومن الاجراءات التي اتخذتها بلدية طرابلس رش المعقمات، على الرغم من اقتناع رئيسها بأنها لا تقضي على فيروس "الكورونا" وبأن مفعولها لا يدوم أكثر من 12 ساعة. وكخطة بديلة، تفكر البلدية بتحويل فندق "الكواليتي إن" إلى حجر صحي في حال تفشى المرض. ويكشف يمق ان البلدية طلبت الحصول على سلفة مالية خاصة بأي طارئ، إذ لا تملك الإمكانات، "ولا دعم من وزارة الصحة بل مجرد تمنيات وتوجيهات". أما داخلياً وتجنباً لانتشار العدوى بين موظفيها، عملت البلدية على خفض دواماتهم، بما يشبه المناوبة وخصوصاً الذين يستقلون النقل العام.

كذلك تشكو بلدية بعلبك من عدم الالتزام بتسكير جميع المطاعم والمقاهي، وهو ما يبحث رئيسها فؤاد بلوق عن طريقة لمعالجته، وفق ما يقوله لـ"نداء الوطن". كما أقفلت البلدية القلعة ورشت المعقمات في الدوائر الرسمية، وهيأت الشرطة للتعاون مع أي مصاب وإحالته إلى الحجر. ويبدو بلوق مرتاحاً إلى التزام الناس ببعض التدابير خوفاً من الإصابة، ويؤكد أن من لن يلتزم الحجر ستتعامل معه البلدية بقوة. "وحتى الآن الوضع تحت السيطرة، هناك شخصان عادا من السفر والتزما الحجر ونتواصل معهما. لكن وزارة الصحة لم تتعاون معنا، فيما تعاني كل البلديات من نقص في الأموال".

ويبدو الوضع في بلدية انطلياس - النقاش أفضل حالاً بكثير. إذ يبدو رئيس البلدية إيلي أبو جودة مرتاحاً إلى تجاوب الناس وإلى حال البلدية. ويؤكد أن كل المقاهي والمطاعم في المنطقة التزمت الإقفال، وبأن البلدية رشّت المعقمات في الأماكن العامة والكنائس. وفيما تشكل التجمعات في الأماكن الدينية خطراً لجهة نشر العدوى، يرى أبو جودة أن القرار بالحد من التجمعات في هذه الأماكن يعود إلى الكنائس.

أما رئيس بلدية عين الرمانة ريمون سمعان، فيؤكد التزامه وأهالي المنطقة بتعاميم وزارة الصحة، مطمئناً أن لا إصابات بالفيروس بصفوف أهل المنطقة. وعن مدِّ وزارة الصحة البلديات بالمساعدة، يقول سمعان إن الوزارة تمدّها بالتوجيهات.