عماد موسى

برحمة ديانا

9 أيار 2023

02 : 00

أنا أيضاً حزنت لمقتل أميرة ويلز ديانا وهي بعمر الستة وثلاثين عاماً؛ يوم رافقت أمير حبها الأخير عماد الفايد إلى الغياب في آب 1997.

هناك على الطرف الشمالي لجسر ألما، وقبل وضع النصب التذكاري لديانا سبنسر، وقفت ذات يوم متأملاً زهوراً متلاشية، قارئاً ما كتبه غرباء عن امرأة تركت عطراً وآهات في تاريخ بريطانيا العظمى.

إستلطفها ولي العهد الأمير تشارلز فتقاربا. بهرها الأمير فوافقت على الزواج منه. زيجة أقرب ما تكون إلى التقاء مصالح ومشاعر معطوفة على رغبات ملكية بإخراج كاميلا من حياة ولي العهد لأسباب تتعلق بصيت "الملكية" وشرف العرش. في زمن ديانا ظَلَّ ظِلُّ كاميلا باركر بولز يملأ كواليس القصور الملكية وصفحات الجرائد الإنكليزية الواسعة الإنتشار، ويوسع وجودها الهوة بين طرفي الثنائي الأكثر شهرة في العالم.

إنحاز البريطانيون، في معظمهم، إلى أميرة الشقاء، الأجمل والأكثر صبا من غريمتها التي تكبرها بـ14 سنة، وحذا حذوهم المواطنون اللبنانيون. لا بل كرهوا الأرض التي تمشي عليها كاميلا. لم يغفروا لها حبّها الحلال ولا عشقها الحرام. إغتنموا اللحظة التاريخية ونغّصوا عليها فرحة التتويج، بوضع صورتها متوجة في الخامسة والسبعين إلى جانب صورة ديانا في العشرين. أمطروا الملكة الجديدة بوابل الصفات الشنيعة وراحت بريجيت ماكرون في "المغليطة" لا لسبب محدد، بل لأن السيدتين ليستا على قدر المقام. "فلا بريجيت لابقة لإيمانويل ولا كاميلا خرج تكون زوجة ملك". اللبناني مفطور على عبادة كمال الخلْقة والخُلــق. من هنا يُفهم إصرار محور الممانعة على السيدة ريما قرقفي كسيدة أولى خلفاً للسيدة ناديا الشامي.

من بديهيات الأمور، أن تكون الرئيسة والأميرة والملكة الحسناء الهيفاء أقرب إلى قلوب مواطنيها من ملكة في خريف العمر، ومن الطبيعي أن يكنّ الأمير هاري لزوجة أبيه كل مشاعر الضغينة إلى درجة وصفها بـ"الشريرة" و"الخطرة" ولو استعان دوق ساسكس بمستشار لبناني لمساعدته في هجو كاميلا لوردت عبارات مثل "خرّابة البيوت" و"دردبيس العصر" و"عجوز النحس" و"خطّافة الرجال" في متن كتاب "البديل".

يوم السبت خُصص لثقلاء الدم على وسائل التواصل الإجتماعي، فتسابقوا بالتعليق على الحدث والمقارنة بين الأميرة الراحلة و"الملكة القرينة". أضاف أحد السمجاء على تاريخ السماجة ما ظنّه فرادة إذ بعث برسالة إلى روح عمته "الحجة" إليزابيت الثانية ناقلاً لها وقائع الحفل، من حضر ومن غاب، واصفاً كنّتها بأنها، طالعة متل القردة في حفل التنصيب. فيما رأى سواه في صاحبة الجلالة مجرّد "كركمة" و"حيزبون" و "مرا ما بتنتصّ"، بزيادة على رقبتو.

برحمة ديانا لم أجد أثقل من دم هؤلاء المتّهمين بامتلاك حس الفكاهة وروح الدعابة!


MISS 3