ريتا ابراهيم فريد

ريان حايك: كونوا على طبيعتكم واستمعوا للنصائح الإيجابية

9 أيار 2023

02 : 01

حوار مع الوزير السابق وئام وهاب ضمن برنامج بيناتنا
شكّل ظاهرة مميّزة على مواقع التواصل الإجتماعي. البعض يعتبره أصغر صانع محتوى. فقد بدأ مشواره في سنّ 12 سنة، واليوم بعد 5 سنوات، نجح في تحقيق شهرة واسعة، إن كان من خلال مقاطع الفيديو الفكاهية التي ينشرها، أو من خلال البرامج الحوارية التي قدّمها عبر منصّاته الخاصة واستضاف فيها شخصيات سياسية وفنية وإعلامية، حيث حصد مئات آلاف المشاهدات، إضافة الى مليوني متابع. "نداء الوطن" تواصلت مع ريان حايك الذي تحدّث عن برنامجه الجديد "بيناتنا"، وعن الإيجابية في حياته إضافة الى تفاعل المتابعين معه.

ببساطة، كيف نجح ريان حايك في أن يحصد محبة الناس وينال كل هذا التفاعل منهم؟

يمكنني أن أجيب على هذا السؤال من خلال التعليقات التي تصلني، والتي يقول مرسلوها إني لستُ متصنّعاً، وأتفاعل مع الجميع بشكلٍ كبير على مواقع التواصل الإجتماعي. وحين ألتقي بالمتابعين بعيداً عن العالم الإفتراضي، أتوجّه إليهم فوراً لإلقاء التحية. من هُنا أسمع كثيراً عبارة "قريب على القلب". وأظنّ أن هذا أكثر ما يميّزني.

هذا في الشقّ الشخصي. لكن ما الذي أعطاك التميّز على الصعيد المهني؟

ربّما لأنّني لا أسعى خلف نيل المشاهدات ولا ألهث خلف الشهرة. بل أركض صوب تحقيق "شغل حلو"، وتقديم محتوى يمكن أن يعود بالإفادة على المتابعين. لذلك أحاول في معظم الحلقات أن أتناول أموراً يمكن أن تحدث مع الجميع وليس مع الشخصية التي أستضيفها فحسب. كما أنني لا أحرج ضيوفي بهدف نيل "سكوب". بل أترك لهم حرية الكلام. وأثناء حديثهم قد يطلقون مواقف جديدة أو قد يتطرّقون الى أمور يتحدّثون عنها للمرة الأولى براحة تامّة وليس بسبب الضغط عليهم. وأظنّ أنّ برامجي استطاعت أن تحصد مئات آلاف المشاهدات بفضل اتباع هذا الأسلوب، أي الدخول الى أعماق الضيف وأحاسيسه وطريقة تفكيره.

قدّمت برنامج Let’s Talk ثمّ "نجوم أون ستايج"، واليوم أطلقت برنامجاً جديداً يحمل اسم "بيناتنا". لماذا اخترت أن تسلّط الضوء على الألم النفسي للمشاهير؟

صودف أنّي حين استضفتُ الإعلامية نبيلة عواد في الحلقة الأولى من برنامج "بيناتنا"، تحدّثت عن زيارتها لطبيب نفسي. لذلك بادرتُ لإجراء أبحاثٍ عن ضيوفي لمعرفة إن سبق وزاروا طبيباً نفسياً، واكتشفتُ أنّهم كثيرون. الجمهور ينظر عادةً الى حياة المشاهير على أنّها خالية من المشاكل. لذلك تقصّدتُ أن أضيء على هذا الموضوع في إطار التوعية، وأننا جميعاً قد نمرّ بصعوبات واضطرابات نفسية، وبالتالي فالعلاج النفسي ليس عيباً.

أنت تقدّم محتوى أكبر من عمرك في المبدأ. لكنّك حافظت في الوقت نفسه على عفويّتك ولياقتك وتهذيبك، إضافة الى براءتك في مكان ما. كيف خلقت هذا التوازن؟

ربّما بسبب إدراكي بأنني لم أتخصّص بعد في هذه المهنة، فأنا لم أدخل بعد الى الجامعة. علماً أنني أرغب بدراسة الإعلام وسأحاول قدر الإمكان تقديم مادّتي بطريقة راقية. فأنا لم أفرض نفسي على المشاهدين، بل هم من اختاروا تخصيص جزء من وقتهم لمشاهدة برامجي، ومن واجبي أن أحترم ذلك وأن أقدّم لهم محتوى على المستوى المطلوب.

اقتربت من الوصول الى مليوني متابع على "إنستغرام"، وبتّ قدوة لمن هم في سنّك. كيف يمكن لذلك أن يحمّلك مسؤولية تجنّب اقتراف الأغلاط؟

قبل أن أبادر للقيام بأيّ خطوة، أسأل نفسي إن كانت خطوتي ستترك تأثيراً سلبياً على الآخرين أم لا.

وانطلاقاً من هذه الزاوية أتّخذ قراري بالقيام بها أم لا. حتى بيني وبين نفسي، وفي أبسط التفاصيل. ملابسي مثلاً، عليها أن تكون على قدرٍ كافٍ من الترتيب.

كما أنّ أهلي وأصدقائي يعمدون دوماً الى تذكيري بمسؤوليتي في هذا الموضوع. المهمّ أن أترك أثراً إيجابياً لدى الآخرين.

تعرّضت كثيراً للتنمّر في بداياتك. من خلال تجربتك، ماذا تقول لكلّ الذين يعانون من التنمّر كي تساعدهم على تخطّي ذلك؟

أنصحهم بألّا يكترثوا للتعليقات المسيئة. البعض قد ينتقد بقسوة وقد يُظهر غيرته. لا تردّوا عليهم، خصوصاً إذا حاولوا تحطيمكم. استمعوا الى النصائح الإيجابية فقط. لا تحاولوا إرضاء الآخرين، بل كونوا كما أنتم، على طبيعتكم. وثقوا بأنفسكم.

اليوم بعد تحقيق كل هذا النجاح، ماذا تقول للذين تنمّروا عليك حينها؟

لا أردّ عليهم بشكل مباشر. بل أسعى لأن يكون عملي ونجاحي بحدّ ذاته أفضل ردّ على تنمّرهم.

ذكرت مرة أنك تسعى الى إضحاك الناس ونشر السعادة والفرح. من أين يأتي ريان حايك بكل هذه الإيجابية؟

صدقاً لا أدري (يضحك). أحياناً أستغرب هذه الطاقة الإيجابية التي تسكنني، والتي أحاول توزيعها على أسرتي وأصدقائي. أظنّ أنها نعمة من الرب.

هل من رسالة منك للشباب اللبناني الذي يشعر اليوم بالإحباط؟

لا شكّ في أنّ الشعب اللبناني تعب من كل الظروف التي مرّت عليه. لكن لأننا لبنانيون، علينا أن نتمسّك بالأمل، وأن نردّد دوماً أنّ الغد سيكون أفضل. وبالتأكيد سيأتي هذا اليوم الذي تتحسّن فيه الأوضاع. فلا يمكننا أبداً أن نستمرّ من دون الأمل.


MISS 3