ريتا ابراهيم فريد

بعد مشاركتها في مسلسل "تغيير جو"

آية أبي حيدر: شغف المهنة جمعني بنجوم كبار

12 أيار 2023

02 : 01

أطلّت الممثلة الشابة آية أبي حيدر في المسلسل المصري "تغيير جو"، حيث أدّت دور "مريم" ووقفت أمام نجوم كبار من الدراما المصرية مثل ميرفت أمين وشيرين ومنّة شلبي وإياد نصار وغيرهم. وكان اندماجها في الشخصية لافتاً، إذ لعبت دورها بكلّ عفوية، دون حاجة للقيام بأيّ جهد لإظهار أحاسيسها. "نداء الوطن" تواصلت مع آية التي تمتلك موهبة لافتة في الكوميديا أيضاً، وهي صانعة محتوى لديها آلاف المتابعين على مواقع التواصل الإجتماعي، حيث تحدّثت أكثر عن مشاركتها في هذا العمل.

تحملين الكثير من الإيجابية في شخصيتك، وتترجمينها في فيديوات كوميدية على مواقع التواصل الإجتماعي. لكن كيف استطعتِ توظيفها في تأديتك دور مريم في مسلسل "تغيير جو"؟

شخصية مريم تشبهني حين كنتُ أصغر بأربع أو خمس سنوات. كنتُ حينها إنفعالية وكثيرة الحركة، وما زلتُ، لكن ضمن بعض الإنضباط، أي انني كبرتُ قليلاً (تضحك). بالتالي، صفة "العجقة" في شخصية مريم هي موجودة بالأساس في داخلي، إضافة الى العفوية، وحاولتُ قدر الإمكان توظيفها في تأديتي هذا الدور. علماً أنّ الشخصية لا تشبهني في أماكن أخرى، مثل قدرتها على الصراخ والتعبير عن غضبها أو حزنها، فأنا على العكس تماماً من ذلك، إذ إنني أكبت الانفعالات في داخلي.

بادرتِ الى كتابة يوميات لشخصية مريم قبل تأديتك لها. كيف يمكن لذلك أن يساعد الممثّل على الإندماج أكثر بالدور؟

أنا شخصياً أعتمد هذه الطريقة على المسرح أيضاً، وقد تعلّمتُ ذلك أثناء دراستي وتخصّصي في التمثيل. من المهمّ جداً أن يخلق الممثّل هوية للشخصية التي سيجسّدها، وأن يكتب قصّتها خصوصاً ما عاشته في مرحلة الطفولة، لأن ذلك سيساعده على أن يفهم أكثر أسباب تصرّفات وانفعالات وأحاسيس الدور الذي يلعبه. من هُنا اخترتُ أن أخلق تاريخاً لمريم. فلا يمكنني تأدية دورٍ من دون أن أجسّده بأسلوب طبيعيّ وعفويّ مئة في المئة. وقد تحدّثتُ وتناقشتُ مع الممثّل سعيد سرحان الذي لعب دور "وسام" حبيب "مريم" في المسلسل. وحاولنا أن نخلق قصة للشخصيتين وكيف التقيا وتعرّفا الى بعضهما. وقد ساعدني سعيد كثيراً في ذلك.

كان المزج بين الكوميديا والتراجيديا واضحاً في دور مريم. ماذا غيّر ذلك في شخصيتك؟

أكثر ما أحببتُه في شخصية مريم أنّها تعبّر بقوّة عن انفعالها حين تغضب، على عكسي أنا، كما ذكرتُ منذ قليل. فتعلّمتُ منها أن أعبّر أكثر عن مشاعري وأتحدّث بصراحة عمّا لا يعجبني، أو عن أي شيء أرغب بالتعليق عليه وأقول الأمور كما هي. واكتشفتُ كم أنّ ذلك مفيد للصحّة النفسية.

"تغيير جو" هو أوّل مسلسل كبير لك، حيث وقفتِ أمام نجوم كبار من الدراما المصرية، مثل ميرفت أمين وشيرين ومنّة شلبي وإياد نصار وغيرهم. كيف تعاملتِ مع هذا التحدّي؟

بالفعل كان التحدّي كبيراً، خصوصاً أنني شخص يخاف بشكل عام، في إطار رغبتي بأن أكون على قدر المسؤولية المعطاة لي. وأعتبر نفسي محظوظة بالوقوف أمام هؤلاء الفنانين الكبار في أوّل تجربة كبيرة لي، ما سنح لي بأن أتعاطى مع هذا المستوى العالي من الأداء التمثيلي. فجميعهم يمتلكون شغفاً في مهنتهم ويمارسونها بكثير من الحب، وهذا ما جمعني بهم. وأنا منذ صغري من أشدّ المعجبين بأداء منّة شلبي وأتابعها، وأعتبرها ممثلة عظيمة. فكان التعاون معها ممتعاً جداً.





مع الفنانة القديرة ميرفت أمين

من كواليس مسلسل "تغيير جو"


المسلسل تطرّق الى مسألة المساكنة التي تعتبر قضية جريئة بالنسبة للدراما المصرية. كممثلة لبنانية أدّت هذا الدور ألم تشعري بالقلق من ردود الفعل؟

لا أنكر أنني في البداية فكّرتُ قليلاً بذلك، خصوصاً أنّ العمل يُعرض خلال الشهر الفضيل. لكنّ التمثيل يلزمني بتأدية الدور كما هو، حتى لو كان لا يشبهني في مكانٍ ما. وكان من الضروري تناول قصة الشخصيات من زاوية إنسانية، ومعرفة الأسباب خلف سكن وسام ومريم مع بعضهما، وليس عبر إطلاق الأحكام عليهما. وأظنّ أنني نجحتُ بتأدية الدور بطريقة حقيقية وصادقة، بحيث تحوّل التركيز الى جوانب أخرى من القصة، إضافة الى أنّ المساكنة في مجتمعنا اللبناني موجودة بشكلٍ عام.

التصوير كان في بيروت، ضمن ديكور يشبه كثيراً الشقق التي نسكن فيها كفئة متوسّطة الدخل. هل شكّلت هذه العناصر مصدر راحة بالنسبة لكِ؟

بالفعل هذه العناصر أراحتني كممثلة أولاً وكمُشاهدة لاحقاً، حيث شعرتُ أنّ ما نشاهده حقيقي. فالشقّة التي يعيش فيها وسام ومريم والتي تقع في مبنى قديم في الأشرفية، تشبه منازل معظم الشباب اللبناني الذي يعمل كي يعيش وكي يؤمّن إيجار السكن ضمن إمكانيات متواضعة، وليس في تجمّعات سكنية جديدة وباهظة الثمن. كما أنّ الاهتمام بأدقّ تفاصيل الديكور في غرفتهما مثلاً، ساعدني كثيراً كي أكون حقيقية أكثر أثناء تأديتي الدور.

الشخصيات في المسلسل تعيش في تخبّط وضياع يشبهان واقع الشباب اللبناني. ماذا تقولين في هذا الإطار؟

سأكون واقعية. الحياة في لبنان باتت صعبة جداً. وتحتاج منا الى مجهودٍ كبيرٍ كي نصل، إضافة الى تضحيات في أماكن عدّة. لكن رغم ذلك، سيكون هناك أشخاص يؤمنون بنا وبموهبتنا، كما حصل معي، سواء في المسرح أو من خلال منصّات مواقع التواصل الإجتماعي. وحين أعطتني المخرجة مريم أبو عوف وشركة "الصبّاح" فرصة المشاركة في مسلسل "تغيير جو"، كانت بالفعل قد وجدت لديّ موهبة في مكان ما. لذلك "بدو يكون نَفَسنا طويل. أكيد فيه تعب، ولكن بالمقابل فيه فرص".


MISS 3