حمادة: البطريرك صفير جزء من تاريخ لبنان

10 : 07

رأى النائب مروان حمادة ان "الخطوات التي اوصلت الى المصالحة التاريخية في الجبل تندرج في سياق طبيعة العلاقة بين مكونات الجبل، أي بين الدروز والموارنة والمسيحيين عموماً، بين الحزب التقدمي الإشتراكي والقوات والكتائب وغيرهم من القوى المسيحية بعد انتهاء فصول الحرب الأهلية العبثية".



وقال في حديث اذاعي: "هناك حركة بدأت بداية بعيداً من الأنظار مع البطريركية المارونية وساهمت فيها الى حد بعيد عقلية وروحية وتوجه البطريرك صفير ونظرته التاريخية للبنان الكبير. فالبطريرك صفير كان خميرة هذه المصالحة، وفي المقلب الآخر كان الوزير السابق وليد جنبلاط يدرك أن الممر الإلزامي والضروري الذي يؤمن الراحة للجميع، هو الكنيسة او البطريركية التي تكرس كذلك التفاهمات التي كانت بدأت بين القوى الحزبية، وبين مشيخة العقل وبكركي".



ولفت الى ان "من لعب دوراً هادئاً في هذا الملف هم شباب القوات اللبنانية وأصدقاء وحلفاء في لقاء قرنة شهوان، من أبرزهم الراحل سمير فرنجية وفارس سعيد. حينها رفعنا الصوت مع البطريرك صفير وقلنا انه حان الوقت لانسحاب الشقيق بعد انسحاب العدو من الجنوب، لكننا اصطدمنا بمقاومة كبيرة في مواجهة بيان المطارنة الماورنة آنذاك بقيادة البطريرك صفير".



وأكد أن "زيارة البطريرك صفير الى الجبل تمت لتكرس المصالحة التي كانت أمراً قائماً، ولكن كان لا بد من تعبيد الطريق أمامها من أجل تعميق العيش المشترك بعيداً من التجربة السابقة الأليمة"، لافتاً الى ان "الهدوء الصلب ابرز ما يميز البطريرك صفير".



ورداً على سؤال عن "كيفية تمرير المصالحة رغما عن النظام الأمني اللبناني السوري المشترك"، قال: "دفعنا ثمنها لاحقاً، أولاً بالسياسة مع الرئيس رفيق الحريري من خلال فرض حكومة الـ2003 وفرض إعادة انتخاب الرئيس اميل لحود، ومحاولتهم نسج العلاقات مع العماد ميشال عون في باريس فيما كنا نعتقد انه سينضم الينا، كذلك الأمر عبر الاغتيالات التي كنت أنا اول أهدافها وضحاياها".



ونفى أن "تكون مصالحة الجبل بحاجة الى أي تنشيط كي لا تتشظى نتيجة أي اختلافات سياسية"، واعتبر أن "المصالحة تتنشط طبيعياً لانها تمثل الوضع الطبيعي بالعيش المشترك والاختلاط والعادات التي تكرست منذ مئات السنين"، وأكد أن "بكركي تبقى بكركي مهما تعددت الأسماء والبطاركة"، مشيرا الى ان "لكل بطريرك دوره المختلف عن الآخر في خلال الوصايات المتعددة التي مرت على لبنان".



وتحدث عن العلاقات التي لطالما كانت دائماً ممتازة بين بكركي والمختارة، مؤكداً ان "البطريرك صفير صار جزءاً من تاريخ لبنان، وأتمنى على الفاتيكان ان يوفيه حقه بدوره الكنسي والروحي، وفي تكريس السينودس الذي صدر عن الكرسي الرسولي لاجل لبنان. قد يكون البطريرك صفير قلقا على وضع لبنان اليوم وانما واسطته في السماء قوية".



وختم: "للبطريرك الراعي أقول (الله يساعده) على الشياطين الجدد الذين ظهروا وتكاثروا في آخر 10 سنوات، والذين لا ننسى كيف اعتدوا على بكركي في عهد البطريرك صفير وما زالوا، ولو بوسائل أقل عنفاً كالتواصل الاجتماعي والاعلام والمواقف السياسية يحاولون الاعتداء على البطريركية المارونية هذا الموقع الذي اعطي مجد لبنان له".

MISS 3