دور الأوبرا العالمية تقدّم عروضها إلكترونياً

10 : 43

في ظل تفشي فيروس كورونا المستجد، بدأت دور الأوبرا حول العالم، كغيرها من المؤسسات باللجوء إلى الخيار الرقمي لتبقى على تواصل مع الجمهور، وأصبحت تبثّ حالياً عروضها مباشرة على شاشات التلفزيون والمنصات الإلكترونية.

وقدّم قائد الأوركسترا فرانسوا كزافييه روث مع فرقته عرضاً يوم السبت في دار الأوبرا الملكية في فرساي الفرنسية، في صالة غاب عنها الجمهور إلا أن التصفيق كان حاضراً في منازل عشاق هذا النوع من الموسيقى الكلاسيكية المجبرين على البقاء في بيوتهم في خضم أزمة انتشار فيروس كورونا المستجد.

واستطاع محبو بيتهوفن أن يستمعوا إلى أبرز سيمفونياته من خلال محطة "ميتزو" التي نقلت مباشرة العرض. إلا أن هذه المحطة ليست الوحيدة التي أقدمت على هذه الخطوة.

وقد حذت حذوها قنوات ومنصات وتطبيقات عدة لا يقتصر بثها على الحفلات المباشرة بل تعرض أيضاً حفلات وعروضاً قديمة مسجلة، كما هناك بعض المبادرات الفردية لفنانين وجدوا أنفسهم عاطلين عن العمل بين عشية وضحاها.


وأبرز مثال على ذلك، عازف البيانو الألماني الروسي إيغور ليفيت الذي يبث منذ أيام على حسابه في "تويتر" فيديوات مباشرة من منزله لإسعاد نحو 60 ألفاً من متابعيه.




ومن غرفة الجلوس، قامت الميتزو سوبرانو الأميركية جويس دي دوناتو برفقة المغني البولندي بيوتر بيزالا بغناء مقتطفات من أوبرا "ويرثر" لماسينيه مباشرة على "إنستغرام" و"فيسبوك" مستغلين الفرصة لطلب التبرعات للمسارح وفرق الأوركسترا.

في فرنسا، نشر عازف الكمان رونو كابوشون الأحد مقطع فيديو له على "تويتر" وهو يعزف لحناً لدفوراك باستخدام تطبيق "نوماد بلاي" الذي يسمح لعازف أن ترافقه فرقة أوركسترا افتراضية.

وأطلقت قاعة "لا فيلارموني" في باريس شعار "إذا لم تأتِ للاستماع إلى الموسسقى، فالموسيقى ستأتي إليك" معلنة أن كل حفلاتها السابقة متوافرة على تطبيق "فيلارموني لايف" إضافة إلى قوائم وزيارة افتراضية لمتحفها للموسيقى على موقعها الإلكتروني. ولفتت دار الأوبرا في باريس التي تشهد موسماً سيئاً جداً بعد إضراب تاريخي ومكلف يضاف إليه الإغلاق الأخير بسبب كورونا، إلى أنها ستبث برنامجاً مجانياً للأوبرا والباليه على موقعها بالتعاون مع "كالتشر بوكس". واعتباراً من اليوم بدأت ببث الإنتاج الجديد لأوبرا "مانون".

بدورها، أعادت أوبرا متروبوليتان في نيويورك، وهي واحدة من دور الأوبرا الأبرز في العالم، بث إنتاجاتها مجاناً على موقعها. وقال مديرها بيتر غيلب في رسالة "نود أن نقدم مواساة أوبرالية لجميع محبي الأوبرا في هذه الأوقات الصعبة للغاية".

وتقوم بالمثل كل من أوبرا فيينا وأوبرا ميونيخ، وعمدت أوبرا ستوكهولم إلى بث عرض "فالكيري" لفاغنر مباشرة لمدة خمس ساعات (مع استراحات) على موقعها.

أما أوركسترا برلين الفلهرمونية العريقة فقد أتاحت لمحبي الموسيقى الكلاسيكية الولوج المجاني لمدة شهر إلى خدمة "قاعة الحفلات الرقمية" التي عادة ما تكون مدفوعة.

في دار الأوبرا الملكية في فرساي، كان التأثر سيد الموقف السبت.

وكادت دموع إنريكي تيران، المندوب العام لأوركسترا "لي سياكل" التي يقودها فرانسوا كزافييه روث، أن تنهمر في مقابلة خلال فترة استراحة. وقال: "احترقت كاتدرائية نوتردام في باريس قبل فترة. واليوم، تحترق كاتدرائية فنون الأداء الحي".

بالنسبة إليه، فإن الأثر "كارثي على جميع الموسيقيين غير الدائمين وأصحاب العمل" وكذلك "على الفرق غير الدائمة التي لا تتلقى دعماً رسمياً" مشيراً إلى أنه في بعض الأحيان، تصبح العقود باطلة "ولا يتم التعويض على الفنانين".

ودعت الرابطة الفرنسية لوكلاء الأعمال الفنية الحكومة إلى إنشاء "صندوق تعويضات"، في حين طلبت جمعية المغنين في فرنسا من السلطات أن تتصرف لمواجهة "خطورة الأزمة التي تهدد مستقبل عدد كبير من الفنانين".



MISS 3