الرّاعي للمسؤولين: على رؤوسكم وضمائركم يقع كلّ هذا الخراب بسبب فشلكم وكبريائكم

12 : 09

تصوير رمزي الحاج

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد بكنيسة السيدة في الصرح البطريركيّ في بكركي، عاونه فيه المطرانان سمير مظلوم وحنا علوان، أمين سرّ البطريرك الأب هادي ضو، رئيس مزار سيدة لبنان _حريصا الأب فادي تابت، في مشاركة عددٍ من المطارنة والكهنة والراهبات، وفي حضور مدير عام وزارة الزراعة لويس لحود على رأس وفد من أركان الوزارة وعدد من المعنيين في القطاع الزراعيّ، قنصل جمهورية موريتانيا ايلي نصار، رابطة البترون الإنمائية والثقافية، لجنة التعليم المسيحي للشباب في راعوية الشبيبة في الدائرة البطريركية، وحشد من الفعاليات والمؤمنين.


تصوير رمزي الحاج


بعد الانجيل المقدس، القى الراعي عظة بعنوان: "هوذا الزارع خرج ليزرع" (مر 4: 3)، قال فيها: "يسعدنا أن نحيي معكم اليوم عيد سيدة الزروع وقد حضر للمناسبة مدير عام وزارة الزراعة لويس لحود، وبعض أركان الوزارة والشخصيات المعنيّة بالقطاع الزراعي في لبنان. فالله الخالق سلم الأرض للإنسان لكي يحرثها ويعيش من ثمارها لان كل مأكل البشر وشرابهم هو من الارض وزراعتها، والارض تشكل عنصرا جوهريا من الهوية الوطنية. وللزراعة أهمية استراتيجية لتحقيق الامن الغذائي عبر تأمين حاجة لبنان من الغذاء والمواد الاولية للمصانع الغذائية والحد من استيراد الحاجات الغذائية الذي تجاوز الـ 75 بالمئة وزيادة الصادرات الزراعية لإدخال العملة الصعبة الى لبنان".


وتابع: "إن البطريركية والأبرشيات والرهبانيات في تنسيق دائم مع المدير العام للزراعة والكليات الزراعية والجمعيات والنقابات والتعاونيات من أجل إبقاء المزارع في أرضه، والحد من النزوح والهجرة وبيع الأراضي، ومن أجل خلق فرص عمل للشبيبة. إن ثلث سكان لبنان يعيش من القطاع الزراعي الذي يشمل النبات والحيوان الداجن وأسماك البحر.



تصوير رمزي الحاج

إننا نوجه معكم ثلاثة نداءات: الأول، إلى الدولة اللبنانية لدعم هذا القطاع وجعله أساسياً في الاقتصاد الوطني وإعادة النظر في الاتفاقيّات لحماية المنتج الوطنيّ وفتح الاسواق أمام الانتاج الزراعي وتحسين سبل عيش المزارعين والمنتجين وزيادة القدرة الانتاجية وتعزيز كفاءة سلاسل الانتاج الزراعي والغذائي وقدرتها التنافسية، وتحسين التكيف مع التغير المناخي. الثاني، إلى المنتشرين اللبنانيين لتسويق المنتوجات الزراعية اللبنانية والمونة والمطبخ اللبناني في بلدانهم. الثالث، إلى المنظمات الدولية والهيئات المانحة لاحتضان القطاع الزراعي ولنهوض به وتأمين شبكة الامان الغذائي وتحويل النظام الزراعي والغذائي اللبناني إلى نظام أكثر صموداً وشموليّة تنافسية واستدامة. وإننا نذكر بصلاتنا جميع الذين تفانوا في تعزيز القطاع الزراعي وسبقونا إلى بيت الآب".


وقال: "لا يستطيع نواب الأمة والمسؤولون السياسيون عندنا متابعة صم آذانهم عن سماع كلام الله، ومتابعة سماع أصوات مصالحهم الخاصة والفئوية، وأصوات الأحقاد والكيديات، على حساب هدم مؤسسات الدولة بدءاً من عدم انتخاب رئيسٍ للجمهورية من شأنه أن يوحي بالثقة في الداخل والخارج، وصولاً إلى إفقاد المجلس النيابي صلاحية التشريع، وحرمان الحكومة من كامل صلاحياتها، وتعطيل التعيينات المستحقة وتفشي الفساد في الإدارات العامة. لو يسمعون كلام الله، لسارعوا إلى إصلاح الهيكليات والمؤسسات، وإلى النهوض بالاقتصاد والحد من إفقار الشعب، ولأصلحوا الوضع المالي، وأوقفوا هجرة قوانا الحية، ولحزموا أمرهم ووحّدوا كلمتهم ولعمدوا إلى إجراء المفاوضات اللازمة مع سوريا والمجتمع الدوليّ من أجل عودة النازحين السوريين إلى بلادهم وقد أصبحوا خطراً متزايداً على بلادنا، مطالبين الأمم المتحدة بمساعدتهم على أرض وطنهم، ولسمعوا صرخة التجار المؤلمة التي عبرت عنها جمعية تجّار جونية وكسروان الفتوح بكتاب مفتوح قدّموه لنا أمس، لنضمّ صوتنا إلى صوتهم".


وختم الراعي: "يا أيها النواب والمسؤولون السياسيون على رؤوسكم وضمائركم يقع كلّ هذا الخراب بسبب فشلكم وكبريائكم. والأدهى أن المنطقة في حالة تغيير، وتسويات، وحوارات، وتهدئة. فأين أنتم من جرأة الحوار؟ وإلى أين تذهبون بلبنان جاعلينه أرضاً سائبة؟ فهو ليس ملككم بل ملك الشعب الخيّر الذي حافظ عليه بالتضحيات وافتداه بدماء أبنائه الشهداء.


بعد القداس، استقبل الراعي المؤمنين المشاركين في الذبيحة الإلهية. 



تصوير رمزي الحاج

MISS 3